غيّب الموت الناشر السعودي هشام علي حافظ 75عاماً، بعد أن عمل في مهنة المتاعب عقوداً عدة، وترك وراءه عدداً من الإنجازات الصحافية والثقافية. وتوفي هشام فجر أمس في بيروت، ونقل جثمانه إلى المدينةالمنورة ليدفن في البقيع في المدينة حيث ولد. راجع ص37 وكان حافظ استمر في إصدار جريدة"المدينة"التي أسسها والده وعمه، وعمل بعد ذلك مع شقيقه محمد على إصدار جريدة"عرب نيوز"التي شكلت النواة للمجموعة السعودية للأبحاث في ما بعد، كما أسس صحيفة"الشرق الأوسط"، وتوالت بعد ذلك الإصدارات. وكانت الانطلاقة الحقيقية للمجموعة السعودية للأبحاث بدأت عام 1978، بعد صدور العدد الأول من"الشرق الأوسط"التي تلاها عدد من المطبوعات، الى ان وصل عدد مطبوعات المجموعة إلى 16 مطبوعة، بين مجلات متخصصة وصحف يومية. المعاصرون لهشام حافظ يقولون إن حلم الشركة السعودية بمطبوعاتها لم يكن وليد الصدفة، بل كان حلماً دائماً له، لكنه تأجل، وعندما يسأل عن سبب تأخير البداية في المشروع كان يجيب قائلاً:"لوطني علي حق". ففي عام 1957 شغل منصب ملحق أول في الخارجية السعودية لمدة عام، وفي عام 1958 شغل منصب سكرتير ثان في السفارة السعودية في طهران لمدة عامين، انتقل بعدها ليشغل منصب سكرتير ثان في السفارة السعودية في واشنطن عام 1961 لمدة عام. في عام 1965 أصبح عضواً في الوفد السعودي الدائم لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف، واستمر سبع سنوات. أما في عام 1971 فبدأ هشام حافظ في تنفيذ مهمات خارجية للاستخبارات السعودية، واستمر ذلك ثلاث سنوات متتالية. هشام حافظ كما يروي أصدقاؤه المقربون، كان يحمل هموم المثقف وجنون الصحافي وصرامة العسكري. يقول عنه رئيس تحرير"الشرق الأوسط"الأسبق ناشر صحيفة"إيلاف"الالكترونية الزميل عثمان العمير:"هشام من القلائل الذين ولدوا صحافيين وعاشوا صحافيين وماتوا صحافيين"، لافتاً إلى انه أسهم في وصول الصحافة العربية إلى المرحلة الذهبية. ويعتبر هشام الثقافة وسعة الاطلاع الركيزة الأساسية للنجاح في أي شيء، حتى في مواصفات زوج ابنته يقول الكاتب الصحافي عبدالله باجبير في إحدى مقالاته:"حصدت بعض الجوائز على ما كتبت خلال العشرين سنة الماضية... ولكن اكبر الجوائز وأكثرها تأثيراً في نفسي، جاءتني في ورقة صغيرة من الأستاذ هشام حافظ كتب فيها: عندما تقدم لابنتي خطيب سألته: هل تقرأ لعبد الله باجبير، فلما قال"نعم"وافقت عليه". ويكمل باجبير قائلاً:"وما زلت أحتفظ بهذه الورقة الصغيرة ضمن أعز تذكاراتي وجوائزي. فالجوائز ليست فقط دروعاً وشهادات تقدير وشيكات... هناك ما هو أهم... كلمة من كاتب وناشر صادق الحس ينقل إليك تقديره بهذا الأسلوب الدافئ الرائع".