تختلف عادات عشاق المطر في استقباله والاحتفاء به، وعلى النقيض هناك من يسترجع ذكريات مؤلمة ولا يخفي خشيته مما لا تحمد عاقبته كلما أمطرت. فالموظف في أحد القطاعات الصحية عبدالله عسيري، اعتاد أثناء هطول المطر الخروج والدوران بالسيارة في الشوارع ليستمتع برؤية الزخات وهي تنهمر أو تتساقط الهوينى"حتى لو اضطر للهروب من الدوام"، على حد قوله. ولم يمنعه ما تعرض له في إحدى المرات عندما تعطلت سيارته، وبقي عالقاً لمدة ست ساعات، قبل تدخل أحدهم بسحب السيارة. ويؤكد عسيري أن متعة استقبال المطر لا تعادلها متعة أخرى، خصوصاً في الأماكن الرملية، كالثمامة والتنهات، وغيرها. وللإدارية فاطمة المسفر، التي تخاف من المطر وبالذات في الطرق السريعة والأنفاق والأماكن الرملية ومع سائق متهور، موقف ما زال محفوراً في ذاكرتها. فعندما كانت طفلة خرجت في رحلة برية مع الأسرة، فغاصت حتى ركبتيها وتدخل أخوها لإنقاذها، ثم العودة للمنزل بسيارة أخرى غير التي تعطلت أثناء الرحلة. وتشير المسفر إلى أن كثرة الحوادث في موسم المطر تستدعي الحذر وعدم الخروج إلا عند الضرورة، وخصوصاً أن آخر من يحضر لموقع الحادث الدفاع المدني. وتجد طالبة الماجستير دلال الشمري، في المطر بشائر الخير والدعاء المستجاب، وتسترجع متعة أيام المطر في ساحات الكلية والهروب من المحاضرات، وعدم الالتفات للأناقة والمحافظة عليها كما تفعل بعض الطالبات، على حد قولها. ولم تنس ما حصل لها عندما وضعت قدميها داخل حفرة مليئة بالماء عند نزولها من السيارة أمام بوابة الكلية فانكسر"كعب فردة"من حذائها، وبقيت تتنقل بين المحاضرات وهي تعرج وسط ضحكات الجميع. وشدد العقيد في مديرية الدفاع المدني في منطقة الرياض جمال الغامدي، على الحرص على سلامة المواطنين والمقيمين في مواسم الأمطار، واخذ الحيطة والتقيد باشتراطات السلامة خلال الرحلات البرية والبعد من الأودية والسيول الجارية، وتجنب السباحة في المستنقعات والتجمعات المائية، وضرورة الاستماع لوسائل الإعلام للحصول على المعلومات الكافية عن الأحوال الجوية وعدم التردد في إبلاغ الدفاع المدني عن أي أمر طارئ على هاتف 998.