أبدى عدد من الهجانة الذين شاركوا في سباق الهجن في مهرجان الجنادرية، في دورته الحادية والعشرين أمس، استياءهم من درس إمكان إحلال الراكب الآلي محلهم، إلا انهم عبروا عن هذا الاستياء بنوع من السخرية من هذه الدراسة، وكان لسان حالهم يقول:"نتحدى آلاتكم". ولم يكن ركاب الهجن وحدهم الذين بدوا مستائين من أنباء الراكب الآلي، إذ كان العديد من الحضور يسألون الفائزين عن إمكان تنحيهم لدى تولي الرجل الآلي قيادة الهجن، وكان من ضمن الأجوبة الساخرة التي تلقاها الحضور، درس إمكان استبدال الجمهور بآخر آلي. وقال راكب"مهاجم"أحمد حميد، الذي شاهد سباقاً للراكبين الآليين في الإمارات:"كان منظر الراكب الآلي مدعاة للشفقة في التجربة التي شهدتها، فقد كان كجهاز مثبت على ظهر البعير، يقوم بحركات تجلب الضحك أحياناً، وأحياناً أخرى يزرع الحزن في قلوب عشاق هذه الهواية، التي يريد البعض اغتيالها، عن طريق الهجان الآلي"، وأضاف حميد:"يشعر الهجان الحقيقي بالبعير الذي يركبه، والعكس صحيح، وتربطنا مع بعيرنا في الغالب علاقة حب متوارثة، ولن نفرط في عشقنا مهما حاولوا". واعتبر آخرون المطالبة العالمية من منظمات حقوق الإنسان بإبعاد الأطفال من مضامير الهجن، والنظر في إمكان إحلال الراكب الآلي، تدخلاً في العادات والتقاليد، وقال الهجان محمد العنقري:"تم استحداث نظام جديد لسباقات الهجن، إذ أصبحت السن التي يسمح فيها للراكب بالمشاركة 18 عاماً، وكذلك يجب أن يزيد وزنه على 52 كيلوغراماً، وأن يضع خوذة وصدرية، وهي أمور تقبلناها كونها تأتي في إطار الحرص على سلامة الركاب المشاركين في مثل هذه السباقات، أما استبعادنا فهو أمر مرفوض، ولن نسمح بحرماننا من فرحة الفوز، وفيه سعادة كبيرة يجهلها من يفكر في إحلال الراكب الآلي". وجاءت نشوة الفائزين في السباق السنوي هذا العام، مخالفة للمواسم الماضية، وبينما كان أصحاب الهجن المشاركة يزفون خبر الفوز لأقربائهم ومعارفهم، ويتلقون التهاني، كان ركاب الهجن يتجولون في مضمارهم بفخر، مرددين عبارات الفوز. ومن بين نحو 400 متسابق في سباق أمس، الذي خصص لهجن الجزيرة العربية، توج خمسة منهم فائزين، وحصلوا على جوائز خادم الحرمين الشريفين، بينما حصل الثلاثة الأول منهم على جوائز إضافية من رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وحصد"مرخان"لصاحبه عزيز القرشي المركز الأول في الشوط الأول من السباق، وحافظ"السنافي"لصاحبه محمد الدوسري على المركز الثاني الذي استحقه أيضاً الموسم الماضي. بينما تقدم"مهاجم"لفهد السبيعي إلى المركز الثالث، بعد أن صنف العام الماضي في المركز الخامس، وجاء في المركزين الرابع والخامس على التوالي كل من"لا للإرهاب"لصاحبه راجح القرشي، و"نزاح"لمذكر القرشي. وبعد تسلمهم جوائز الفوز، تجول الهجانة في مضمار السباق محيين الحضور والمعجبين، الذين كان من بينهم، إضافة إلى الفضوليين، عشاق الهجن، الذين كانوا يستفسرون عن سر الفوز، وآخرون عن تفاصيل دقيقة من أسرار المجال. صاحب "سنافي": حرِمت من الفوز رغم حصولي على الجائزة اعتبر صاحب البعير"سنافي"، محمد الدوسري، الذي حقق المركز الثاني في سباق الهجن يوم أمس، أن عدم تمكينه من تسلم جائزته، اغتال فرحة النصر بالنسبة إليه. وقال:"أعتقد أن سوء التنظيم وراء حرمان بعض أصحاب الهجن المشاركة، من فرحة مراقبة سباقهم، إذ بينما سمح للبعض منهم بالوقوف في مكان خاص ومتابعة مجريات السباق، حرم آخرون ممن وصلوا مع بداية السباق من الدخول". وأضاف الدوسري أنه على رغم حرصه على الوصول باكراً، وأخذ الموقع المناسب، إلا أنه لم يسمح له بتسلم جائزته، وقال:"نال راكب"سنافي"شرف تسلم الجائزة، الذي حرمت منه، وهذا الأمر منع اكتمال سعادتي بحصولي على جائزة المركز الثاني". وعن سر محافظة بعيره على مركز الموسم الماضي، اعتبر السبيعي أن"سنافي راعي سبق في سباقات الهجن"، وقال:"شارك سنافي في سباقات عدة حقق في جميعها مراكز متقدمة، ولم تقتصر مشاركته على السباقات المحلية، إذ شارك أيضاً في سباقات خليجية، عرفت مشاركة قوية، حقق فيها أيضاً مراتب مشرفة".