ينتظر أن يبدأ كبار السن من المستفيدين من خدمات الضمان الاجتماعي، في استخدام بطاقة الصرف الآلي بال"بصمة"مع بداية السنة الهجرية، وهي خدمة جديدة أدرجتها وزارة الشؤون الاجتماعية أخيراً، ليسجلوا بذلك السبق في التعاطي مع هذه التقنية، التي من المزمع الترويج لها بشكل أوسع لاحقاً. قبل هذا التوجه كان المستفيدون من الضمان الاجتماعي يتجشمون عناء الانتظار والاصطفاف في طوابير طويلة داخل مكاتب الضمان، للحصول على"شيكات"مستحقاتهم المالية, وداخل أفرع المصارف لصرف هذه المبالغ. ولكن حتمية الطوابير والانتظار التي يسعى مسؤولو الوزارة إلى تجاوزها، سجلت خلال الأيام القليلة الماضية أرقاماً قياسية، حينما اكتظت المكاتب بأعداد المراجعين من كبار السن والعجائز، الذين توافدوا لتسلم البطاقات الالكترونية وتوديع آخر حكايات الطوابير والانتظار. مكتب الضمان الاجتماعي في الطائف ليست أحسن حالاً من بقية المكاتب في المناطق السعودية. زحام كثيف اضطر معه الموظفين إلى الوجود خلال يوم الخميس لإكمال عمليات صرف بطاقات الصراف الآلي. ويقابل تلك الإجراءات ضجر المراجعين الذين قضى بعضهم أياماً متواصلة في مراجعة المكتب للحصول على البطاقة. في ذلك المكتب يقف المسن أبو محمد 75 عاماً وسط جموع من أقرانه داخل الصالة ممسكاً ببطاقة الصراف الآلي التي حصل عليها للتو من شباك توزيع البطاقات. يتأمل البطاقة بدهشة وكأنه يلمّح إلى جهله بكيفية استخدامها، أو حتى المكان الذي يحصل بواسطتها على النقود، خصوصاً أنه اعتاد على مدى 15 عاماً مضت، على استلام الشيكات والمبالغ النقدية. أبو محمد لا يعرف أن بطاقته هذه ستجنبه فوضى الازدحام ونظام الطوابير، ولكنه يعي تماماً أن هذه البطاقة ستكون طريقه الوحيد إلى"الفلوس"، لذلك حرص على وضعها داخل"قرطاس"ودسها جيداً في محفظته، قبل أن يغادر الصالة. المواطن علي العنزي الذي جاء برفقة والدته لاستلام بطاقة الصرف الآلي، بدا متأففاً من الزحام الشديد وسوء التنظيم. يقول:"هذا اليوم الثالث الذي أحضر فيه وحتى الآن لم نستلم البطاقة"، ويضيف:"كان من المفترض أن يقوم المكتب بعمل جدولة لتوزيع البطاقات، بدلاً من هذا الوضع العشوائي"، ومع ذلك، فإن العنزي يبدو راضياً عن توجه الوزارة الجديد إلى صرف مستحق الضمان بشكل شهري عن طريق خدمات الصرف الآلي. مدير مكتب الضمان الاجتماعي في الطائف عثمان القصير يؤكد أن إدارته عملت ما في وسعها لصرف البطاقات قبل حلول الأول من محرم، موعد بدء العمل بهذه البطاقات. وحول مدى تثقيف المستفيدين من كبار السن بكيفية استخدام البطاقات يقول القصير:"هناك نوعان من البطاقات، واحدة بالبصمة الالكترونية، وأخرى بالرقم السري، وفي حال سأل أحدهم عن كيفية الاستخدام لن يتوانى موظفونا عن إعلامه بذلك، وتحديد مواقع الصرف الآلي، حيث يمكنه استخدام هذه البطاقات". أسس جديدة تحدد المحتاجين تأسست وكالة الضمان الاجتماعي العاملة تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية منذ ما يقارب ال50 عاماً، ضمن مجموعة من الإصلاحات التي تبنتها الحكومة، وتتوزع مكاتبها في مناطق البلاد كافة، ويهدف"الضمان الاجتماعي"إلى خدمة فئة عريضة ممن لا يتمتعون بدخل ثابت أو من المشمولين ضمن محدودي الدخل، إضافة إلى إعانة الأسر التي من دون عائل والمحتاجين للدعم والمساندة لتمكينهم، من العيش الكريم. وشهد"الضمان الاجتماعي" تطورات عدة خلال العقود الماضية، إذ كان مفهومه مقتصراً على مساعدة الفقراء والمحتاجين والعجزة من كبار السن والأرامل، أما الآن، فتوسع إلى إنشاء المشاريع التي تساعد على تأمين دخل ثابت للمستفيدين. وشمل التطور كذلك نظام صرف المستحقات التي تحوّلت إلى شهرية بعد أن كانت في السابق سنوية. ويعمل هذا النظام على أسس وقواعد تحدد كيفية التعامل مع المحتاجين وكيفية التعرف عليهم، وتحديد المبالغ المالية المناسبة لكل فئة من الفئات التي يشملها"النظام".