تعتزم وزارة الحج إقامة ندوة الحج الكبرى خلال الفترة من الثاني من ذي الحجة وحتى الرابع من الشهر نفسه، جرياً على عادتها السنوية التي تحرص على تنظيمها في كل عام برحاب مكةالمكرمة. واختير موضوع"التيسير في الحج في ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها"عنواناً للندوة، ومن المتوقع أن تستضيف نخبة من كبار العلماء والمفكرين في العالم لتقديم بحوثهم وأوراق العمل. وأوضح وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي أن لقاء هذا العام حول"التيسير في الحج في ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها"يعد من أبرز التجمعات العلمية التي تحتضنها وترعاها الحكومة السعودية ممثلة في وزارة الحج. وأشار الدكتور الفارسي إلى أن وزارة الحج اعتادت كل عام عقد مثل هذه اللقاءات الحيوية، حتى أصبحت تشد اهتمام جميع المتخصصين والعلماء والمفكرين العرب والمسلمين، نظراً إلى أهمية المواضيع التي تطرح للنقاش، من خلال زوايا مختلفة تأخذ في الحسبان جسامة التحديات في العصر الحالي الذي يتسم بالتعقد والتردد. ولفت إلى أن مثل هذا اللقاء يمثل فرصة ثمينة لتدارس قضايا عدة، من أهمها قضية التيسير في الحج، وذلك توقياً وتلافياً لأية إشكالات قد تواجه الحجاج، وتمكينهم من الاستفادة من جميع الاستعدادات والإنجازات التي وفرت لخدمتهم، وتحقيق أعلى مستويات السلامة ليكملوا رحلتهم المقدسة في أمن وأمان. وقال الفارسي:"إن أهم مردودات هذا اللقاء هو تبادل الآراء، وربط الصلة بين الاختصاصيين والعلماء والمفكرين العرب والمسلمين، سعياً للنهوض بالأمة وإعلاء شأنها، ومن ضمن ذلك تجنيب ضيوف الرحمن أضرار وأذى تلك الإشكاليات". وتسعى الندوة إلى تأصيل مقصد التيسير في الشريعة الإسلامية عموماً وفي الحج خصوصاً، وتوضيح دواعي التيسير في الحج، والأسباب الكامنة وراء هذه القاعدة الجليلة في الدين الإسلامي، وفوائدها على المجتمع الإسلامي عموماً وأثناء أداء فريضة الحج خصوصاً، إضافة إلى إبراز المستجدات التي توجب الأخذ بمقاصد التيسير فائدة للمسلمين وللحجاج. واستعراض مظاهر التيسير في الحج والهدي النبوي في أداء هذه الفريضة. كما تتناول الندوة أحكام التيسير في حج بعض الفئات، مثل النساء والشيوخ والمسنين والمرضى والفئات غير الميسورة، إلى جانب إبراز العديد من الأبعاد النفسية والاجتماعية والتربوية والإعلامية للتيسير. وتسعى أيضاً إلى توضيح دور السعودية حكومة وشعباً في تحقيق الأمن والسلامة للحجاج، ودور الأجهزة الحكومية العاملة في الحج في تحقيق هذه الغاية، إضافة إلى استنهاض دور الحكومات والمنظمات الإسلامية في التفاعل مع خطوات السعودية لتوعية الحجاج، وتحديد أعداد الحجاج لكل دولة، وعدم تكرار حج النافلة. وستتناول الندوة العديد من المحاور، منها قواعد التيسير ومقاصده، ودواعي التيسير في الحج، إلى جانب مناقشة منهج التيسير وضوابطه، وأصول وآداب الاختلاف في مسائل الحج، والآثار النفسية والاجتماعية والتربوية للتيسير، وإبراز جهود السعودية، إضافة إلى جهود الحكومات والمنظمات في التيسير.