ربما يجهل الكثير ممن يفدون للبقاع المقدسة بهدف تأدية مناسك الحج أن ست مؤسسات طوافة أهلية فقط تقدم خدماتها لنحو 1.5 مليون حاج تستقبلهم السعودية سنوياً. وفي هذا الوقت من كل عام، تجند هذه المؤسسات طاقاتها الخدمية كافة من أجل استيعاب هذه الأعداد تمهيداً لاستقبالهم وإنهاء الخدمات المناطة بها كافة. ويضم التجمع ست مؤسسات هي، مؤسسة حجاج الدول العربية وتضم: مصر، والجزائر، وتونس، وسورية، ولبنان، والسودان، وليبيا، والعراق، والصومال، واليمن، وجيبوتي، والأردن، والمغرب، وفلسطين، وموريتانيا. فيما مؤسسة حجاج جنوب آسيا، مخصصة للدول الآتية: باكستان، والهند، وبنغلاديش، وبورما، وفيجي، وافغانستان، وسيريلانكا، ونيبال، والتبت، وبهوتان، والمالديف. أما مؤسسة حجاج جنوب شرق آسيا، فتضم: ماليزيا، اندونيسيا، وتايلند، والفيليبين، وسنغافورة وبروناي، وكمبوديا، وفيتنام، وكوريا الشمالية، وكوريا الجنوبية، وجوام، ومنغوليا، واليابان، وهونغ كونغ، وماكاو، والصين الشعبية، وتايوان. وتضم مؤسسة حجاج إفريقيا غير العربية الدول الآتية: أوغندا، والكونغو، وإفريقيا الوسطى، واثيوبيا، والغابون، والكاميرون، وبنين، والسنغال، والنيجر، وانغولا، وساحل العاج، وبروني، وتنزانيا، وسريموني، وغينيا، وسيراليون، وسويزرلاند، وغينيا بيساو، وغينيا الاستوائية، ومدغشقر، وليبيريا، وبوركينافاسو، ولوسوتو، وغانا، وموريشيوس، وتشاد، وجزر القمر، ومالي، وجنوب إفريقيا، واسماكويمون، وكينيا، وماسيس نجوم رينون، ورواندا، وغامبيا، وناميبيا، ونيجيريا، وبتسوانا، إضافة إلى مؤسستي حجاج تركيا، وإيران. وفي خضم هذا الاستنفار السنوي، يبرز دور هذه المؤسسات في استقبال الحجاج الواصلين وفق ترتيب معتمد في منافذ الوصول، ومراكز التوجيه والإرشاد الواقعة في مداخل مكةالمكرمة، ومن ثم الترحيب بهم وتكريمهم، وتزويدهم بالمعلومات الوافية، ومساعدتهم على البحث عن السكن المناسب لهم، ومن ثم نقلهم إلى الأماكن المعدة لإقامتهم، وكذلك نقل أمتعتهم من واسطة النقل التي قدموا عليها إلى مقار سكنهم، بالإضافة إلى الإشراف على راحة الحجاج، وتفقد أحوالهم طوال مدة إقامتهم في مكةالمكرمة. وتخصص المؤسسات أيضاً موظفين لمهمات إرشاد الحجاج إلى أمور دينهم، ومساعدتهم على ممارسة واجباتهم، مع إرسال مندوبين بصفة مستمرة إلى مكاتب إرشاد الحجاج التائهين التابعة لوزارة الحج والموجودة حول الحرم المكي الشريف لتسلم الحجاج واصطحابهم إلى مقر سكناهم، وكذلك إحضار وسائط النقل المقررة للحجاج في الأوقات المناسبة لصعودهم إلى عرفات ونفرتهم منها إلى مزدلفة ومنى، حيث مقر خيامهم المعدة لنزولهم فيها، وتوفير احتياجات المؤسسة من مخصصات الحجاج في مشعر منى وعرفات من لجنة توزيع الأراضي بالمشاعر، وإيصال التيار الكهربائي لها، وتوفير وسائل السلامة الخاصة بذلك، والقيام بنظافة الخيام المعدة للسكن، وتوفير المياه النظيفة والباردة للشرب، والإضاءة المناسبة، مع تأمين العمال اللازمين للنظافة، ودورات المياه والحراسة الكافية. وتعد مسؤولية تسلم جوازات ووثائق الحجاج وتذاكر عودتهم إلى بلدانهم والمحافظة عليها من أهم مسؤوليات هذه المؤسسات، لذلك تسعى هذه المؤسسات إلى تزويد كل حاج ببطاقة مطبوع عليها المعلومات الأساسية له، بالإضافة إلى وضع أسوارة حول معصمه تحتوي على معلومات عن المجموعة التي تتولى خدمته. وتعكف مؤسسات الطوافة الأهلية قبل بداية موسم الحج بأشهر، على تكليف عدد من الاختصاصيين بعمل دراسات تطويرية كفيلة بتلافي أخطاء الأعوام السابقة، وتبني خطط جديدة تساعد على تيسير أعمال الحج على الحجاج، منها: إعداد خرائط إرشادية تحتوي على جميع عناوين ومواقع مكاتب مجموعات الخدمات الميدانية التابعة لكل مؤسسة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، بهدف استخدامها في أعمال ومهمات إرشاد الحجاج التائهين إلى مقار سكنهم ولمساعدتهم على الوصول إليها في يسر وسهولة من دون مشقة أو عناء. وكذلك تفعيل دور المراكز الإرشادية لكل مؤسسة، وتكليف فرق عمل خاصة بها تعمل على مدار 24 ساعة بنظام الورديات، وتستمر حتى سفر آخر حاج من حجاج المؤسسة، مع تأمين عدد من الكراسي المتحركة، لاستخدامها في إيصال الحجاج العجزة والتائهين في حال عدم قدرتهم على المشي والوصول إلى مقر سكنهم، إضافة إلى وجود عدد من سيارات الإسعاف بالقرب من مراكز الإرشاد. وتسعى هذه المؤسسات من خلال إيجاد عدد من الدورات التثقيفية على تطوير كفاءة منتسبيها، وبخاصة دورات اللغات غير العربية، وبرامج استقبال ونقل وتغذية الحجاج، ومتابعة شؤونهم العامة طوال فترة وجودهم في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وطرق استخدام الخيام المطورة، والرعاية الصحية، والتعامل مع صحة وسلامة المواد، وعملية إرشاد الحجاج، وعملية الاستقبال في المؤسسات ومكاتب الخدمة، ووسائل السلامة، يشارك في إلقائها عدد من المختصين وأساتذة الجامعات وأرباب الطوائف ومنسوبي وزارة الحج. ... وتنجز مخيماتها اليوم شددت لجان المراقبة في وزارة الحج على مؤسسات الطوافة ضرورة الانتهاء من أعمال المخيمات اليوم بمرافقها كافة، وذلك خلافاً للأعوام الماضية التي منحت فيها فرصة لهذه المؤسسات حتى السابع من ذي الحجة، الأمر الذي دعا إلى تحرك سريع من جانب هذه المؤسسات في ظل تواصل لجان الرقابة والتفتيش على هذه المخيمات بشكل مكثف. ويقول رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول الإفريقية غير العربية عبدالواحد سيف الدين، إن تسلم غالبية المخيمات الخاصة بالمؤسسة من جانب وزارة المالية ووزارة الحج تم تجهيزها بالكامل، بانتظار المواقع الأخرى المتبقية. وأشار سيف الدين إلى أن المؤسسة بدأت أعمالها مع نهاية الموسم الماضي، إذ رصدت الايجابيات والسلبيات والنظر في المعوقات من طريق الاجتماعات التنسيقية مع رؤساء الخدمة الميدانية، إضافة إلى الاجتماعات مع بعثات الحج البالغة 25 بعثة. وأشار إلى وجود تعاون وتنسيق مع شركات الحج في ما يتعلق بأنظمة الحج وكيفية تنفيذ برامج المشاعر، مضيفاً أن هناك خرائط من طريق"الستلايت"تحدد مواقع الخدمة للمؤسسة ومتابعتها باستمرار. وعن المشكلات التي واجهت المؤسسة ومقارنتها بالعام الماضي، قال سيف الدين، إن أبرز المشكلات تتركز حول شركات الطيران في الوصول والمغادرة، الأمر الذي يربك خطط المؤسسة في الاستقبال والتوديع، خصوصاً وأنها تشرف حالياً على 140 ألف حاج من 25 دولة إفريقية، متمنياً حل هذه الأزمة السنوية من جانب الجهات المسؤولة. من جهته، يقول المشرف على أحد مكاتب مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا إيهاب السقطي، إن المؤسسة ستنتهي من أعمال المخيمات اليوم بشكل كامل، مرجعاً ذلك إلى الضغط المتواصل من جانب لجان المراقبة في وزارة الحج بضرورة الانتهاء من هذه الأعمال بأسرع وقت ممكن. وأشار إلى أن هذا التشديد يأتي خلافاً للأعوام الماضية، إذ يتسنى لمؤسسات الطوافة الانتهاء من تجهيزات المخيمات حتى السابع من ذي الحجة كحد أقصى، إذ أن للحاج الواحد متراً واحداً في المخيم. وعن أبرز المشكلات التي تواجهها المؤسسة، قال"رغبة غالبية الحجاج السكن مع أصدقائهم وأقاربهم في المخيم نفسه"، الأمر الذي اعتبره إرباكاً للمشرفين على المخيمات وسط إلحاح الحجاج على مثل هذه الطلبات. وحول ذلك أوضح عبدالرحمن كامل مشرف في مكاتب مؤسسة مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا، أن المؤسسة عملت على ترتيب كافة برامجها التحضيرية لحج هذا العام بالتعاون مع اللجان المعنية في وزارة الحج، خصوصاً في ما يتعلق بآليات ومسارات حافلات المؤسسة انطلاقاً من مكةالمكرمة إلى عرفة والنفرة من عرفات إلى مزدلفة ومن ثم إلى منى. مشيراً إلى أن المؤسسة لم تواجه أي مشكلة حتى هذه اللحظة سواء في برامجها التطبيقية أو لجان الحج الرقابية، مؤكداً في الوقت نفسه أن المؤسسة شرعت في عقد الاجتماعات مع أفراد مؤسستها لبحث آليات العمل من أجل ضمان جودة الأداء الإداري والميداني وتحركات الحجاج.