أحييك شيخي وأستاذي سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبداللّه آل الشيخ، فقد قرأت إيضاحكم حول حج الإفراد، في هذه الصحيفة، في السادس من شهر ذي الحجة، وأنه نسك صحيح لا حرج على المسلم إذا فعله، وأوردتم الأدلة الشرعية الموثقة، وأوضحتم منهج السلف الصالح، وكفى دليلاً عمل سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في حجه عشر سنوات مفرداً، كفى بهذا العمل دليلاً، وكفى به هادياً لأمة الإسلام وجزاكم الله خير الجزاء وأوفاه. سماحة الوالد: اسمحوا لي أن أشكو إلى الله ثم إليكم تطاول الجهلة على الفتوى، ولكن صبراً، فهذا زمان تغيرت فيه الأحوال، وتبدلت فيه المفاهيم، ونطقت فيه الرويبضة، ويعلم سماحتكم من هي الرويبضة، وكيف عرفها سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قال: سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة. سماحة الوالد: ما أكثر الرويبضات في هذا الوقت، فتلك رويبضة تتصدر الصحف، وتتحدث عن التعليم وأنه مختطف، وتطالب بتفريغه من محتواه البنائي ومضمونه الإسلامي الهادف. ورويبضة تكتب كل حين عن رجال هيئة الأمر بالمعروف، وتتطاول على هذه الشعيرة العظيمة، وتضخم أخطاء رجالها الذين هم بشر كغيرهم يصيبون ويخطئون، ورويبضة تتطاول على فكر الأمة الذي تعيشه منذ قرون، وتزعم هذه الرويبضة وأعوانها أنها تريد إنقاذ المجتمع من ظلام دامس وتخلف مطبق، وما علمتْ أن هذا الفكر أصيل في عقيدة الأمة ومنهجها، نافح عنه شيخ الإسلام ابن تيمية، ولاقى في سبيله من رويبضات ذلك الزمان المحن والمصائب، فجاهد وصابر وانتصر، فكونوا يا شيخي أنتم وسماحة الوالد رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح اللحيدان وبقية علمائنا الأفاضل حصوناً منيعةً، تقارعون الأباطيل التي تتوالى علينا من وسائل الإعلام المتنوعة، وبادروا بالإيضاح والبيان، وأسرعوا بالرأي، وبينوا للناس حقيقة ما جاءهم من ربهم، ووضحوا لهم النعمة التي وصفها الله لهم في كتابه "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً". سماحة الوالد: معذرة إليك إلى بقية شيوخي العلماء من غفلة المحبين وعجلة المشفقين، فأنتم علماؤنا وشيوخنا، لكم منا الاحترام والتقدير، ولن يكون الآخرون أكثر ولاءً وتقديراً لعلمائهم منا نحوكم، فقد رأينا أولئك كيف يصدرون عن رأيهم، وكيف يغضبون إذا قال قائل في أي من علمائهم كلمة نابية أو لفظة جارحة، فأنتم علماؤنا جعلكم الله ورثة الأنبياء تعلمون الناس الخير، وتنيرون لهم طريق الحق، وتبينون لهم الحلال من الحرام والحق من الباطل، نفع الله بكم. * عضو مجلس الشورى.