أصدر مجلس الشورى خلال جلسته العادية ال59 التي عقدها أمس، بياناً دان فيه ما نشر في صحف دنماركية ونروجية من تطاول على الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعلى الدين الإسلامي. وتلا رئيس المجلس الشيخ الدكتور صالح بن حميد البيان، قائلاً:"تابع مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الرسالة ومبعث الوحي وقبلة المسلمين، بأسف بالغ ما نشر في بعض الصحف الدنماركية والنروجية أخيراً، من إساءات وتطاول على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - عبر رسومات ساخرة تمس مشاعر المسلمين، وتحمل الافتراءات المضللة وتلصق التهم الباطلة بنبينا المبعوث للناس كافة وهو الرحمة المهداة للعالمين". وأضاف البيان الذي تلاه بن حميد القول:"فمحمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد اصطفاه ربه من بين سائر خلقه ليكون خاتم أنبيائه ورسله عليهم السلام، بلغ منزلة لم يبلغها أحد من العالمين في الطهر والزكاء". "ودعا المجلس كل طالب حق إلى النظر في سيرة المصطفى ليعلم ما كان عليه من كمال في شمائله وأخلاقه وسلوكه وكمال في عدله وتعامله ودعوته، وحرصه البالغ صلوات الله وسلامه عليه على إنقاذ الناس أجمعين ودعوتهم إلى الحق والهدى بالحكمة واللين والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، ونهيه عليه الصلاة والسلام وتحذيره من كل سلوك يفضي إلى التطرف والغلو والفساد حيث شهد له - صلى الله عليه وسلم - عقلاء البشر ومثقفوهم من أهل الملل كافة بالفضل والنبل والطهر وسطروا بأقلامهم ما كان دليلاً على عظمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وفضله وكماله وعظم مقامه". "وأكد المجلس أن تلك التصرفات المشينة من أشخاص لا يدركون عاقبة تصرفاتهم هي من أشد ما ينشر الكراهية ويسبب الفرقة والبغضاء ويزيد الحنق بين الطوائف والديانات، ما يوقع الإنسانية في الشقاء والعداء والبعد عن سبيل الرحمة والهدى وهو سلوك يفضي إلى إشعال العداوات بين الناس، في وقت أحوج ما يكون العالم فيه إلى ما يقوي أواصر التعاون بين شعوبه ومجتمعاته ويحقق لأفراده العدل والاحترام". "وأعرب المجلس عن رفضه لتلك الدعاوى التي يتشبث بها أولئك باسم حرية التعبير وإبداء الرأي، مؤكداً أن نشر تلك الرسوم الساخرة برسولنا - صلى الله عليه وسلم - بدعوى الحرية غير مقبول البتة، وجميع دساتير العالم وقوانينه تؤكد على احترام الرسل والشرائع السماوية كلها". وناشد مجلس الشورى كلاً من البرلمان الدنماركي والبرلمان النروجي إلى الوقوف ضد هذه الهجمات المسيئة للإسلام المثيرة لمشاعر المسلمين بعامة، والجاليتين المسلمتين في هذين البلدين بخاصة، ومحاسبة المتسببين فيها، وللحفاظ على الروابط والعلاقات مع الشعوب والدول الإسلامية. كما ناشد المجلس البرلمانات العربية والإسلامية والدولية إلى التصدي لمثل هذه التصرفات التي تزيد من الهوة بين الشعوب وتؤدي إلى صراع الثقافات والحضارات.