تصدر خلال الأيام القليلة المقبلة، رواية جديدة للروائي عبده خال عنوانها "الفسوق"، وحول أجوائها ومناخاتها يقول عبده خال:"إن الفضاء الروائي يعطيك حرية أوسع لرؤية الخلل الاجتماعي في حياتنا اليومية، وكان الخيار أمامي هو أن تتحرك شخصية لديها القدرة على رؤية ذلك الخلل، وبالتالي رأيت صلاحية هذا الدور في رجل مباحث ليقف على ما يمور داخل المجتمع. تبدأ الرواية، التي ستصدر عن دار الساقي، بجملة"هربت من قبرها..."وتتوالى الأحداث، مع العودة بالزمن إلى ذاكرة أخرى ذات علاقة. والرواية لا تقوم على الحكاية، بحسب المؤلف، بل تقوم على فكرة الاجتثاث:"فكل فكر يأتي جديداً يجتث ما يسبقه من فكر". ويشير إلى أن العمل يشمل ثلاث شخصيات"ذكورية": منهما اثنان يعملان في المباحث، أحدهما قارئ كتب ومهشم للواقع بفلسفاته، والآخر المسؤول عن البحث عن تلك الفتاة التي هربت، وأحد هذه الشخصيات يؤمن بفكرة الاجتثاث، الحياة المقبلة تجتث السابقة وهكذا، وشخصية أخرى تؤمن بفكرة المحو التي ترى أن الناس معنيون بكتابة القيم من جهة، والسُلط معنية أيضاً بكتابة قيم أخرى، والشخصية الثالثة تتأرجح بين فكرتي الاجتثاث والمحو، فعليه أن يسارع في ترميم الشخصيات قبل أن تُجتث أو تُمحى، هذا في ظل دور المتلصص والمهشم للواقع الحياتي من الشخصية الاعتبارية، وهي إحدى السُلط القائمة، ومن خلال البحث تظهر شخصيات مهشمة في واقعها، تُدهس بعجلات السُلط المختلفة، ما ينتج منه زوال الذات واستبدالها بقناعات تلك السُلط، وبالتالي ينتج مجتمع متشظ يحمل قيماً لا تمثله... ومن تلك الشخصيات المهشمة والمحورية"شفيق القبّار"، الذي يأتي كشخصية موازية لمن هرب بعمره الطويل، من تهميش السُلط للذوات أو للكائنات. وتعد هذه الرواية السادسة في مشوار عبده خال الروائي، وهي الرواية الثالثة الصادرة له من دار الساقي في لندن بعد روايتي"مدن تأكل العشب"و"الطين".