لم يوفر السعوديون طريقة للتعبير عن حزنهم الكبير ومصابهم الجلل بفقدهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز"طيب الله ثراه"، إلا لجأوا إليها، ولعل الطريقة الأكثر حداثة هي"العزاء الإلكتروني". إذ خصصت غالبية المنتديات على شبكة الإنترنت صفحاتها للتعبير عن مشاعر السعوديين في هذه المناسبة. واختار كاتب في أحد المنتديات عبارات يلخص بها حزنه بالقول:"اللهم أبدل الفهد مقعده بمقعد في الجنة، واجعله ممن يقال لهم روح وريحان أتراب الحرمين، اللهم اشهد للفهد ويا ُذرى بلادي تحدثي عن مآثره فعمله لن ينقطع، كم من علم نشر وكم من صدقة جارية يلهج أصحابها بالدعاء له، ونحن الأبناء البررة ندعوا له، فلتهنأ فهدنا بمشيئة الله، وعلى مثلك فلتبكي البواكي". واعتبر نبأ وفاة الملك فهد بن عبدالعزيز"صاعقة على الشعب قاطبة". ودعا الشعب السعودي والمسلمين جميعاً في أصقاع الأرض كافة إلى"الدعاء وطلب المغفرة والرحمة للملك فهد". وساد الحزن بقية المنتديات، التي احتشدت بكلمات الرثاء والعزاء، واختار البعض التعبير عن حزنه بواسطة قصائد شعرية، كانت على قدر ما جادت به نفوس من خطوا تلك الأحرف. ووضع رواد المنتديات تواقيع وتصاميم ترثي الملك. حيث كتب أحدهم"لو كان حزننا على رحيلك بحجم سياستك المحنكة الحكيمة، لقضى الحزن علينا". بيد أن أحد الأعضاء عبر عن عدم تصديقه للحدث، وكتب متسائلاً"هل ما يتردد اليوم صحيح؟". وتبادل أعضاء المنتديات الحديث عن مناقب الملك فهد وإنجازاته، مطلقين عليه ألقاباً عدة، منها"فقيد الأمة"و"راعي التعليم"و"راعي النهضة الاقتصادية"و"منبر التعليم"وغيرها الكثير. وخصص أحد المنتديات ملحقاً خاصاً، أطلق عليه"ملحق عزاء فقيد الأمة الملك فهد بن عبدالعزيز"، تضامناً مع ما تمر به الأمة من ألم وحزن. وطالب ب"إعطاء الملك فهد ولو قليل من حقه". ولم تكن الحال مختلفة كثيراً في عالم الدردشات والمحادثات، التي كانت أشبه بمجالس العزاء، فالكل يعزي الآخر. واختلطت جنسيات المعزين، ولم تقتصر على السعوديين، إذ شاركهم أخوانهم العرب والمسلمون وغيرهم، متجاوزين كل الفوارق، ليبقى الأكيد بينهم حالة الحزن على الملك فهد. فيما بادرت المجموعات البريدية بإرسال عدد من مشاركات الأعضاء فيها، من قصائد رثاء وكلمات معبرة وصور نادرة للملك فهد، وسيرة حياته منذ ولادته حتى وفاته.