ما إن يلتقط السائح أنفاسه بعد أن تحط ركابه في الطائف حتى تنساب الأسئلة على محياه عن أفضل المواقع السياحية والترفيهية وأخبار الفاكهة الصيفية و آخر ما طرحت مزارعها وبساتينها العتيقة. وتحتل فاكهة الطائف المرتبة الأولى على قائمة اهتمامات السياح والمصطافين، وهي تشكل في حد ذاتها ثقلاً من الطبيعة يرجح سياحة هذه المدينة عن غيرها من المدن والمناطق السعودية. وتبدأ بوادر فاكهة الطائف الصيفية بطرح المشمش والخوخ والتفاح البلدي، يأتي بعدها بفترة وجيزة التين الشوكي أو"البرشومي". وينتهي موسم الإنتاج الزراعي لفاكهة الصيف بالعنب والرمان. ويبرز الأخيران كأشهر فاكهة ارتبطت بالطائف منذ الأزل. ومع إطلالة كل صيف تنتشر"بسطات"الفواكه على الأرصفة والطرقات ومخارج المدينة لتكون جميع أنواع فاكهة الطائف في متناول يد السائح. وتحظى سوق الفاكهة الرئيسة بنصيب الأسد من البيع والتصريف بحيث تجد إقبالاً يعكس تميز فاكهة الطائف وخصوصيتها. ومن خلال هذه السوق يتم تصدير الفاكهة وتسويقها في مناطق المملكة ودول الخليج. ويعود ازدهار زراعة الفاكهة في الطائف إلى اعتدال الطقس صيفاً ووقوعها وسط جبال السراة بارتفاع يصل إلى 1700 متر عن سطح البحر وعدم تعرضها لموجات الحر الشديدة واعتدال الرطوبة خلال هذه الفترة إلى ما نسبته 20 في المئة. وتسبب تواصل هطول الأمطار خلال الفترة المنصرمة في زيادة إنتاج المحاصيل عن السنوات الماضية. وعلى رغم شهرة كل فواكه الصيف الطائفية، إلا أن"العنب"تطاول شهرته على مستوى واسع حيث يتميز بطعمه المميز وألوان كرومه الزاهية. ويحرص المصطافون وزوار المحافظة على شراء كميات كبيرة منه لتقديمها هدايا للأهل والأصدقاء فيما تصدر أنواع مميزة منه إلى أسواق دول الخليج. ويتوقع أن تسجل أسعاره ارتفاعاً هذا الموسم بحسب الإنتاج الفاخر منه لتصل إلى 500 ريال للصندوق الواحد سعة 10-15 كيلو غراماً. يذكر أن المساحة الزراعية في محافظة الطائف تبلغ أكثر من 600 ألف دونم وعدد المزارع أكثر من 25 ألفاً، فيما عدد البيوت المحمية لإنتاج الخضراوات أكثر من 4 آلاف، ويبلغ عدد أشجار النخيل المثمر أكثر من 63 ألف نخلة، وعدد السدود 20 سداً بمواقع متفرقة، و29 مشروعاً لسقيا المواطنين تخدم 80 قرية.