رداً على مقال الكاتب عقل العقل المنشور في 9/10/1432ه بعنوان: «الملك عبدالعزيز والقوى العظمى» متحدثاً عن الفيلم الذي عرضته قناة «العربية» في اليوم الوطني تحت العنوان نفسه وأشار بأن هذا الفيلم صنع صناعة فنية متماسكة استخدمت فيها أحدث الوسائل التقنية وواكبت النص التاريخي المتمكن بشكل حقق التكامل بين مادتي الفيلم النصية التاريخية والفنية الحديثة، وأشكر الأخ الكاتب على طرقه لهذا المنتج الفني، الذي تناول مرحلة دقيقة مرت بها بلادنا ويختص بالتاريخ الوطني. وأضم صوتي إلى صوت الكاتب على أن الإنتاج الوثائقي عن تاريخنا وتراثنا يتم بوساطة شركات ومؤسسات إعلامية وثقافية غربية ليس تقليلاً من هذه الشركات والمؤسسات ولكن رغبة في تأسيس بنية تحتية لصناعة الأفلام الوثائقية عن التاريخ والتراث معززة بالمعلومات الشاملة والكوادر الوطنية السعودية التي هي أوسع إدراكاً وأيضاً أدق إحساساً بالوطن وتاريخه وأحداثه وأشكال حياته على مر التاريخ. وتساءل الكاتب في مقاله عن دور بعض الأجهزة الحكومية ذات الاهتمام في تلك الصناعة والإسهام في تطورها فإنه لابد من الإشارة إلى أن دارة الملك عبدالعزيز بتوجيه واهتمام من أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز الأمير سلمان بن عبدالعزيز أنتجت فيلماً وثائقياً من جزأين بعنوان (عبدالعزيز التوحيد... والبناء) تم إنتاجه أثناء الاحتفاء بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية وفق أحدث الوسائل والطرق التقنية الحديثة وتحتوي على مادة تاريخية ثرية عن الملك عبدالعزيز – رحمه الله – وجهوده بالنهوض بالمملكة العربية السعودية إلى حياة المستقبل والتطور والتحديث، وتمت ترجمته إلى ثماني لغات، وكذلك انتجت دارة الملك عبدالعزيز فيلماً عن مساهمة الجيش السعودي في حرب فلسطين عام 1948 يوثق باللقاءات دور المملكة العربية السعودية في الدفاع عن الحقوق العربية والإسلامية، كما أن الدارة تعمل الآن على مشروع متكامل لإنتاج أفلام وثائقية متخصصة للإعلام وللتعليم والتوعية عن تاريخ المملكة العربية السعودية بمشاركة نخبة من السعوديين والمتخصصين وبخبرات من خارج المملكة أيضاً. والدارة وبتوجيه من رئيس مجلس الإدارة لديها الاستعداد للتعاون في كل ما يخدم التاريخ الوطني ويخرج بشكل يليق وتتوافر فيه عناصر الابتكار والإبداع، وقبل أن اختتم هذه المساحة الكريمة للرد أذكر الكاتب والقراء والأعزاء بأن الدارة تسعى نحو الإنتاج التاريخي الفني التقني مستفيدة من مخرجات مشاريعها العلمية مثل الندوات الملكية وأطلس السيرة النبوية وموسوعة الحج والحرمين الشريفين ومشروع توثيق الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في المملكة العربية السعودية وغيرها من المشاريع العلمية الأخرى التي تعمل الدارة على تنفيذها. أشكر لسعادتكم فرصة التداخل وأثمن للكاتب عقل العقل مناقشته لموضوع مهم معني بالتاريخ الوطني والتراث الشعبي والمآثر المعرفية فالفيلم أصبح ومنذ زمن ليس بالقريب مصدراً تاريخياً غنياً ومهماً اذ تتشارك الكلمة والصورة المتحركة في صناعة معلومات تفاعلية سريعة الوصول والتأثير، والدارة تدرك ذلك وتعمل على تحقيقه بإذن الله. الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز