غطت سحب كثيفة وأدخنة متصاعدة سماء حائل، وهي الظاهرة التي تعيشها المدينة الصغيرة في مثل هذا الوقت من كل عام. وتأتي هذه الأدخنة المتصاعدة بعد إحراق بقايا المحاصيل الزراعية إثر الانتهاء من حصاد وجني محاصيل القمح والشعير وتلبينها. وكان عدد من سكان المنطقة اشتكوا من حرق المزارع سنوياً لتأثيرها السلبي في بيئتهم المحيطة طوال هذه الفترة التي تستغرق شهرين تقريبا وبأوقات متفاوتة. ويبرر أصحاب المزارع حرقهم أراضيهم بعد عمليات الحصد والتلبين إلى عوامل عدة أهمها تشبيع التربة بالمواد الغنية والعناصر المؤثرة في خصوبتها وتعويضها ما فقدته طوال الموسم الزراعي وجني الحصاد. ويعتبر الرماد الناتج من الحريق سماداً قوياً ومفيداً للتربة، كما يقضي على النباتات الطفيلية مثل الهيبان وغيره من الأعشاب المضرة، إضافة إلى أن معظم المزارعين وبعد حصد القمح مباشرة يستعد لعمليات زرع وإنتاج البطيخ بأنواعه. من جهة أخرى، جدد أهالي وسكان حائل وخصوصاً المناطق الزراعية في بقعاء والخطة، شكاواهم وتذمرهم ومعاناتهم التي أصبحت عادة سنوية في مثل هذا الوقت بسبب ما تخلفه هذه الحرائق الضخمة من دخان وتلوث وأمراض وخطر صحي يهدد السكان عموماً، مشيرين إلى أن هذه السحب الدخانية أصابت أطفالهم بأمراض الصدر والالتهابات، وتسبب لكبار السن ضيقاً في التنفس، مخلفةً آثاراً صحيةً سيئة. من جهته، أكد مدير الدفاع المدني في حائل العقيد عبدالله الزهراني، أنه يتوجب على أصحاب المزارع توخي الحذر عند إحراق مزارعهم وعدم الإضرار بالآخرين ومراعاة لتجمعات السكانية، وما تسببه تلك الأدخنة من أضرار على الفرد وعلى البيئة، موجهاً أصحاب المزارع إلى التأكد من المعدات الزراعية عند الحرق وعدم قربها من أماكن حرث المحصول والاستعداد الجيد واليقظة لعدم التسبب في انتشار حرائق في المزارع المجاورة.