لم يعد ثوب جدتي، ذلك الرداء القديم الذي تبتعد الفتاة عن لبسه خوفاً من نعتها رجعية، أو أنها من سالف العصر والزمان، فالموضة تكرر نفسها، ولو اختلفت قليلاً. ندى بدر الدين الأيوب 26 عاماً تهوى البساطة في كل شيء، حتى في ملابسها التي تختار معظمها عن طريق ما يعرض في المجلات، أو استشارة انطباعا عن شخصيتها المرحة، خصوصا كونها مدرسة أطفال. الأيوب تقول: "على رغم أن الزمن اختلف، فإن الألوان هي ما تغير في أزياء اليوم فقط، ففي الماضي كانت الألوان الزاهية الأهم عند اختيار القماش، في حين تعد الألوان الداكنة أكثر طلبا في السنوات الأخيرة، حتى من قبل الفتيات صغيرات السن"، ندى تميل إلى الألوان الجريئة الأقرب إلى الزاهية "بكل تفاصيلها العنيدة، فمثلاً الأصفر لون قوي، يعطي نوعاً من الحيوية، خاصة إذا ما أضيفت إليه بعض الإكسسوارات الأنيقة". وتضيف في شأن أزياء الماضي: "موديلات الستينات، والسبعينات تكتسح الأسواق اليوم، وتفضلها الفتيات قبل غيرهن". أما بالنسبة إليها فتقول: "لست مهتمة في أن يُعجب غيري بما أرتدي، بل أن أقتنع به، على رغم متابعتي كل ما يختص في مجال الموضة". نظرة ندى إلى الأزياء تختلف كثيراً عن لمى فهد، تقول الأخيرة: "ما نزال متقوقعين داخل جلباب جدتي، فمعظمهن يفضلن الخطوط المستقيمة، والقصّات البسيطة الخالية من التعقيدات، على رغم أن "الجينز" أثبت جودة عالية في القدرة على تحمل أعباء العمل اليومي. لكن، تزامناً مع دخول المرأة ميدان العمل، اتجهت إلى الحرائر من القماش، والقطنيات التي تعطيها مظهرا أنيقا". وتضيف لمى: "فتياتنا محظوظات في اختيار ما يناسبهن من ملابس السهرة، في حرية. إذ أن العزل بين الجنسين في المناسبات سهل ذلك، ولن تتردد المرأة في اختيار ما يعجبها من الأزياء العالمية حتى لو كان يشبه ما يوصف عُرياً في الفضائيات". وعلى رغم أن سوسن حسن بشير تميل إلى الملابس العملية، خصوصا "الجينز" الذي تفرد له مساحة كبيرة بين ملابسها مثل غيرها من الفتيات، فإنها تتفق مع أن "للأزياء القديمة مكانة لدى مصممي الأزياء، وكل ما هو حديث مقتبس من موديلات قديمة في الستينات أو السبعينات... وذلك يبهر نساء اليوم اللاتي لم يعرفن هذا النوع من الأزياء، إذ بات مصَّممو الأزياء يقتبسون الخطوط البدوية، للمهتمين في الجلابيات النسائية، وفساتين السهرة، كما طغت - اليوم - الأقمشة ذات الألوان المتداخلة بتقنية عصرية في كيفية دمج الألوان في بعضها". وتستدرك بشير: "أكثر ما يميز فتيات اليوم، الأناقة المتناهية ودقة التفصيل، فتعدد بيوت الأزياء العربية والعالمية ساعد في ذلك. كما أن المناسبات لم تكن تقام في الفنادق وتحضرها طبقات مختلفة من المجتمع مثلاً، أيام أمهاتنا، ِمَّما فرض علينا اليوم متغيرات عديدة، ألزمتنا بمتابعة الموضة". وأوضحت مصممة الأزياء السعودية سهى آشي أن "المرأة العربية ترتبط بالماضي، مِمَّا يجعل منها نجمة تدور في كوكب خاص بها لا ينافسها عليه الأخريات". وتؤكد آشي أن: "موديلات اليوم، لا تختلف كثيرا عما كان في السابق، من جهة الألوان والخامات المطروحة". وطالما أن آشي الأقرب إلى السوق النسائية، تقول: "الفتاة السعودية متابعة في شكل واضح، كل ما تقدمه الموضة، سواء من تسافر إلى البلاد الأوروبية او العربية في استمرار، أو المتابعة للفضائيات". وعن "الجينز" تقول: "تفضله الفتيات، خصوصاً من هن بين ال15 وال25 عاماً، وتتجه بعد ذلك العمر إلى الموديلات الكلاسيكية". أما بالنسبة إلى موضة الشك بالخرز الكثيف في فساتين السهرة، تقول: "التطريز بالخيط مع بعض الخرز الذي يبرز التفصيل"، وبعد أن كانت "الجيبونات" تعد رئيسة في خياطة الفساتين، "أصبحت الأقمشة الناعمة الحريرية أكثر أهمية".