قبل ساعات عدة من إقامة لقاء فريقي الاتحاد والهلال الأخير طالب الناقد الرياضي الشهير عادل عصام الدين في مقالته في الزميلة عالم الرياضة بتقليد الأوروبيين، وقال في رسالة وجهها للفريقين: "قلدوا الأوروبيين، منافسة قوية أثناء المباراة، وتحية وسلام بين الفائز والخاسر، وابتعاد من التصريحات التبريرية والسيئة والمشينة". تحقق جزء يسير من مطلبه الأول، أما بقية مطالبه فلم يوجد لهما نصيب على أرض الواقع. رئيس الهلال الأمير محمد بن فيصل الذي رسم صورة جميلة عن نفسه في عامه الأول إدارياً، لم يكن مضطراً للخروج عن إطار هذه الصورة عقب الخسارة من الاتحاد، فاحتجاجه المستمر على حكم المباراة علي المطلق الذي كان واضحاً تلفزيونياً لم يكن مبرراً. كما أن تصريحاته التي أطلقها عقب المباراة لم تكن متوقعة من رئيس سعى كثيراً من أجل ميثاق الشرف الذي يقضي بعدم الإساءة للحكام، إذ قال:"لعبنا من دون حكم لأنه سيء في قراراته، وتحديداً التي يحتسبها ضد فريقنا، وما حدث خلال اللقاء بمثابة الكارثة التحكيمية". وكانت أقوى التصريحات المثيرة التي لم يكن رئيس الهلال في حاجة إليها قوله:"لا أدري لماذا سحبت المباراة من الحكم الدولي خليل جلال وأسندت إلى هذا الحكم الذي لا أريد ذكر اسمه"يقصد المطلق. وجاء تصريح لاعب الاتحاد مسفر القحطاني المتلفز عن دفع رئيس الهلال له عقب المباراة ليثير العديد من علامات التعجب عن هذا التصعيد في طريقة الانفعال. الكثير من المتابعين أبدوا دهشتهم للغة التي بدأ الأمير محمد بن فيصل ينهجها، خصوصاً أن الجميع عرف عنه المثالية وعدم الإساءة للآخرين، لكن يبدو أن اقتراب لحظات الحسم جعله يتخلى عن اللهجة التي أصبحت ماركة مسجلة باسمه. الجميع استغرب انفعالية رئيس الهلال في ظل تصرفاته المثالية طيلة الفترة الماضية والنموذج الرائع الذي قدمه كصورة للتنافس الراقي، والذي تجسد في مباراة الفريقين في دوري ابطال العرب والتي انتهت لصالح الاتحاد وهو الأمر الذي لم يمنع الرئيس الهلالي من المباركة للاتحاديين وتحية جماهيرهم وتهنئتهم بالفوز. ولكن يظل رئيس الهلال أحد المكاسب الإدارية للوسط الرياضي هذا الموسم، وبالإمكان وصف ما حدث ب"كبوة جواد"نتمنى أن يتجاوزها الرئيس الهلالي سريعاً، ويعود كما عهده الجميع مثالياً كما بدأ.