متزوجة ولكن لا تزال بكرا أرسلت مشكلتي إلى جهات عدة، ولكن - للأسف - لم أجد منهم أي رد، أنا عروس منذ أشهر عدة، مشكلتي هي زوجي، من أول يوم عرفت أنه يشرب الخمر، ولكني أحببت أن أقف بجانبه، وحاولت أن أبعده عن هذا الطريق، وكل يوم أصدم فيه أكثر، حتى إنه لم يقترب مني أو يلمسني إلى الآن، وفي رمضان تركت بيت عمي بناء على كلام عمي وعمتي، لكي يحس أنه مخطئ في حقي، خصوصاً أنه لا يرجع البيت كل يوم إلا الفجر، وللأسف أحاول أن أنصحه، ولا أجد منه إلا السب والشتم والصراخ، حتى أمام إخوانه الشبان وزوجاتهم، ومن يوم خرجت من بيت عمي لم يسأل عني، وجاء بيتنا يوم العيد، وسلم على الرجال في المجلس وذهب، لم يسأل عني ولا يصرف علي، وكأني لست زوجته، أنا مقهورة ونفسيتي سيئة للغاية، الحمد لله الشيء الذي يصبرني هو الدعاء، واني دوماً ألجأ إلى ربي، عرفت أن عنده شقة يعيش فيها وحده - والعياذ بالله - ولهذا السبب كرهته، والآن أريد أن أطلب الطلاق، لكني خائفة على سمعتي، لأن الناس سيقولون تزوجت قبل أشهر وطُلقت، وأنا لا أريد أحداً أن يتكلم عني بالشر، ولا أستطيع أن أكمل حياتي مع هذا الإنسان، حتى أمه وأبوه يدعوان عليه. أرجوكم ساعدوني، انصحوني - جزاكم الله خيراً - يعلم الله كم أنا محتاجة للنصيحة. أختي الفاضلة: لقد قرأت رسالتك مرة تلو أخرى، وتفاعلت معها تفاعلاً شديداً، وعلمت أنك في حيرة من أمرك، وحق لك ذلك، ويعلم الله أنه قد ساءني ما ساءك، وأحزنني ما أحزنك، لكن هوّني على نفسك فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً [الشرح: 5-6 وقبل الشروع في حل المشكلة والإجابة عن سؤالك أود أن أقول: إن السبب الرئيسي في هذه المشكلة التي حلت بساحتك هو أنت وأهلك، نعم، لا تتعجبي من قولي، هل كان اختيار أهلك لهذا الشاب على أساس ديني أم ماذا؟ وكذلك أنت، بمعنى آخر، على أي أساس تم اختيارك لهذا الشاب ليكون زوجاً لك؟ أين أنتِ وأهلك من قول النبي - صلى الله عليه وسلم-:"إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير". هل هذا الشاب من الملتزمين بالدين ويتمتع بخلق قويم وسيرة طيبة بين الناس؟ أم ماذا؟ هل كنتم تجهلون حاله من هذا الفسق والفجور؟ إذا قلت إننا لم نعرف وهذا يستبعد، لكونه قريباً منكم، لماذا لم تسألوا عنه وعن دينه، وأخلاقه، وسلوكه؟ ألم تلاحظوا عليه أي سلوك غريب ومريب أثناء فترة الخطوبة؟ ألم تلاحظي عليه عدم التزامه بشرع الله من عدم الصلاة وغيرها؟ وكيف حالك أنت بالالتزام بشرع الله؟ هل أنت ملتزمة بالصلاة والحجاب، وعدم مشاهدة ما يغضب الله، أو سماع الأغاني، وغير ذلك من المنكرات، مشكلتنا أننا لا نلجأ إلى الدين إلا بعد فوات الأوان، ونقول نريد حلاً على ضوء الشريعة، فأين نحن أولاً من الشرع؟ حتى نلجأ للشرع ثانياً!! أختي المسلمة: لا تغضبي من كلامي، فأنا أود أن ألفت نظرك لهذا الأمر المهمّ، حتى لا يتكرر الخطأ مرة أخرى، وبناء على ما ظهر من رسالتك، إذا لم يكن هناك أمل في إصلاح هذا الرجل، فلا تبقي معه ساعة واحدة، وخصوصاً إذا كان تاركاً للصلاة، وأظنه كذلك، فتارك الصلاة كافر في أصح قولي العلماء، وعليه فلا يحل لك البقاء معه ما دام تاركاً للصلاة، فضلاً عمّا هو عليه من شربه للخمر وفجوره، ويبدو أنه ليست له رغبة فيك بالمرة، بدليل أنك ما زلت بكراً، وهذا الأمر، أي كونك بكراً خير لك. فيا أمة الله: اطلبي الطلاق من هذا الرجل، ولا تلتفتي إليه، وعليك بالالتزام بشرع الله، وسيعوضك الله خيراً منه - بإذنه تعالى-. أما خوفك من كلام الناس فلا تلقي بالاً لذلك الأمر، ولا يعنك كلامهم في شيء، ولا تلتفتي إليهم، ولكن اعملي ما يرض الله ولو بسخط الناس، ما دخل الناس في شؤونك الخاصة؟! هذه هي حياتك ومستقبلك، وأنت لك مطلق الحرية في أن تختاري لك حياة طيبة هادئة، تقوم على تقوى من الله من أول يوم، حياة يسودها الحب والمودة والرحمة التي من أجلها شرع الله الزواج قال - تعالى-: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقومٍ يتفكرون. فيا أختي المسلمة: عليك بالمبادرة وطلب الطلاق من هذا الرجل، وخذي العهد على نفسك ألاّ تتزوجي إلاّ من رجل صاحب دين وخلق قويم، وسيرة طيبة بين الناس حتى يعوضك عمّا رأيت من هذا الرجل السيئ، وحتى يكون بيتك بيتاً إسلامياً، ينشأ فيه الأولاد على طاعة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم-. ولا بد من أن تعلمي أهلك بما يحدث، حتى يكون لهم موقف حازم مع هذا الشاب العابث بأعراض المسلمين، المضيع لحدود الله وحقوق من له حقوق عنده. وعلى ضوء ما ذكرت في رسالتك فلا أجد شيئاً يجعلك تستمرين مع هذا الرجل السيئ، فاتركيه غير مأسوف عليه، ولا تزال الفرصة أمامك في أن تتزوجي رجلاً خيراً منه، فبادري بالأمر ولا تتقاعسي، حتى لا يضيع عليك الوقت، وعندها تعضين أصابع الندم ولات حين مندم. هذا والله أعلم، وصلّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.