سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الجنسية السعودية"... المقيمون أحق بها أم العلماء ؟ . أكثر من ألف طفل لسعوديات من آباء أجانب في عام واحد عذابات المواطنات والمقيمات تتحول إلى مآس تنتظر وثيقة الجنسية 3 - 6
ورد في إحصاءات وزارة التخطيط السعودية أن عدد الاطفال المولودين من أم سعودية وأب أجنبي في 2003 بلغ 1104 أطفال، بينهم 838 من الذكور ..."الحياة"اقتربت من معاناة المتضررات. الإعلامية روضة الجيزاني متزوجة من"مهندس ديكور"مصري، لديها ابنة تبلغ من العمر خمسة أعوام تقول:"زوجي غير معترف به في الدوائر الحكومية، ولا يوجد ما يثبت زواجي منه سوى عقد النكاح، ومن أكثر المعوقات التي تواجهني عدم السماح بإضافتي في إقامة زوجي، أو الإشارة إلى زواجي في بطاقة الهوية الخاصة بي أو جواز سفري"، وتضيف"حتى المستشفيات لا تستقبل زوجي في حال مرضه، كونه غير سعودي، فهو لا يدخل في نظام الرعاية الصحية، كما انه يضطر لتجديد الإقامة سنوياً، مع اشتراط وجود الكفيل له، وإن أقام بصفته مَحرم لي لا يحق له العمل في أي مجال طبقاً للنظام، وبالطبع هذا يحرمني من حق الإعالة". وأوضحت أن مبلغ الكفالة يصل إلى ثمانية آلاف ريال، وتجديد الإقامة السنوية لزوجها وابنتها يصل إلى 2000 ريال. وتذكر الجيزاني أنها لا تستطيع تجديد جواز سفرها إلا بولي غير زوجها، وتواصل"إذا لم يتم الاعتراف بزوجي الذي أخذت إذن الموافقة للارتباط به من وزارة الداخلية، فما الحل؟"، لافتة إلى أن ما يحدث لها يعد عبئاً يحّملها أموراً لا طاقة لها في احتمالها. وتناولت روضة معاناة أزواج السعوديات من غير السعوديين من حيث الضمان الصحي، وأشارت إلى أن زوجها أصيب بالمرض، بسبب تراكم الضغوط النفسية التي يواجهها، وأنهما يتعرضان للتشكيك في زواجهما في حالات التفتيش المروري، مما اضطر زوجها إلى حمل عقد النكاح في شكل دائم. كما أنهما يتعرضان للتطفل والتدخل في خصوصيات حياتهم من الآخرين. وبعد صدور القرار الأخير من مجلس الوزراء تفاءلت الجيزاني به، ولكنها لم تجد ما يخدم المرأة السعودية في نظام الجنسية المعدل، على عكس النظام القديم. وقد بادرت بتقدم طلب الحصول على الجنسية لزوجها الذي يوشك أن يكمل عقده الثاني في السعودية، ووافق وزير الداخلية على منحهم الجنسية السعودية، ولكن الموافقة لم تلق قبولاً حال وصول الملف إلى دائرة التجنس في الأحوال المدنية، وذلك لعدم وجود مادة تسمح بذلك. وتبين الجيزاني أن زوجها لا يمانع في التنازل عن جنسيته الأصلية من أجل استقرار أسرتهما الصغيرة. وحول تملك زوجها العقار أو عمله في التجارة قالت:"لا يستطيع التملك أو فتح أي مشروع إلا باسمي، وفي هذه الحال لا بد لي من وكيل شرعي". وتضيف"نحن في دوامة وزوجي يعيش حالة نفسية سيئة للغاية، وأخشى على ابنتي من الضياع في حال حدوث مكروه لنا، فلا قانون يحميها إلا بوجود الكفيل". وتذكر أن ابنتها طلبت منها علماً لحضور اليوم المفتوح الذي تقيمه مدرستها، وحين قالت لزوجها أن يحضر لها العلم المصري كونها تحمل جنسيته، رفضت ابنتها ذلك وبشدة مطالبة بالعلم سعودي. وفي ختام حديثها تمنت من المسؤولين تعديل النظام بما يفيد المواطنة السعودية، وخصوصاً من لديها أطفال، لأنها ستتعرض إلى صعوبات عدة في حال الطلاق أو وفاة الزوج. وبشعور بالأسى توقفت روضة عن الإنجاب حتى لا تواجه أزمات أخرى. أبناؤها منسوبون إلى ضرتها! لا تريد الخوض في تفاصيل تجربتها، لكنها بدت من خلال تعبيرات وجهها قاسية على رغم المحاولات التي أرادت أن تلطف بها فصول روايتها، التي استرسلت في ذكرها على إيقاعات من النفس المتصاعد. بدأت حكاية الشامية أم الحسن بزواجها من ابن عمها السعودي"عندما قادتني لحظة ضعف عاطفية إلى الارتباط بابن عمي، رافضة توسلات والدي المنطقية، عندما اجتهد في محاولة إقناعي أنه شخص لا يناسبك، إلا أنني لم أفق من سكرة ولهي به حتى أصبحت أماً لفتاتين كانتا حصيلة أربع سنوات من العيش غير السعيد معه. على رغم وسامته وحسن سمته، وسمعته بين أصحابه وعشيرته". وتابعت"لم يكن الدور الذي لعبه ابن عمي بعد أن نبذني بثلاث طلقات متفرقة، سوى مقدمة لمعاناتي الطويلة، فعندما طلقني قررت أن أبقى بعيدة عن عواطفي للبحث عن ومضة عقل تهديني إلى حياة آمنة، لكن ابن عم لي آخر خطف قلبي سريعاً بعد انفصالي عن الأول بأشهر، إلا أن تأثير أهله على قراره نجح في إبعاده عني، وكانت خسارتي كبيرة". حاولنا فهم الخلاصة من أم الحسن حتى نطقت بصعوبة"مضت سنوات عمري سريعة وأنا مطلقة بلا زوج، فقرر والدي تزويجي من رجل يراه مناسباً لي، لم يكن في حاجة إلى إقناعي كثيراًبه، لأنني أسمع عنه كل خير، فقررت من ناحيتي الموافقة على الفور". وتضيف"الآن أتحدث وأنا ما زلت أعيش معه فصول الحياة التي لا تزال تعقيداتها متراكمة"، بيد أن الذي جرحها من زوجها الذي لا تشاء الخوض في مثالبه على رغم مؤشرات وجودها، خذلانه إياها بقولها:"أخطأت عندما وافقت على الزواج منه بصورة غير رسمية، مكتفية بتعهداته أنه سيبذل ما بوسعه لإتمام الزواج رسمياً قبل الإنجاب، والآن لدي ثلاثة من الأبناء منه، لكنهم ليسوا أبنائي، لأنه أضافهم على إحدى زوجاته السعوديات الثلاث، لكوني أجنبية وهو سعودي، ولا يملك الشجاعة الكافية لمواجهة السلطات الرسمية بخطئه وخطئي". وتضيف"أبنائي حولي ويسكنون معي، لكن أمهم في الأوراق الرسمية غيري، وغداً لو توفي زوجي لا قدر الله سأحرم من الميراث رسمياً، فضلاً عن الجنسية السعودية التي لا أحرص عليها بقدر حرصي على أبنائي". مضى الوقت وتركنا أم الحسن وهي لا تؤمل حلاً قريباً لمعضلتها، وانتقلنا إلى اليمنية أم كلثوم التي ادعت أن والدها باعها على حد قولها:"على أعرابي من بوادي المدينة"، وهي الآن تعيش معه شقاء الحرمان من حقها في الجنسية، وشقاء كرهه، لأنه شيخ كبير سيئ الخلق، وتقول:"كلما أهانني وهربت إلى منزل أهلي، يشتري ذمة والدي بالمال، وهكذا واقع أكثر من فتاة في أسرتي. فماذا نفعل؟ وكيف نواجه طمع الآباء الذي يقابله فقر أزواجنا من المشاعر الإنسانية؟". أما المغربية سعاد أحمد المتزوجة من سعودي منذ 11 عاماً، ولديها بنت وولد منه، تقول بإصرار:"لن أغادر السعودية، لأنها وطن أبنائي، ولا أفكر في العودة إلى وطني لارتباطي بأبنائي، على رغم معاملتي المختلفة عنهم في الجهات الرسمية"، مشيرة إلى أنها ترغب في الحصول على الجنسية لأسباب عدة، من بينها إكمال دراستها الجامعية، ولكي لا يوضع في ملفات أبنائها الرسمية"الأم غير سعودية". لكي تتزوج فارس أحلامها وابن عمها الذي يحمل الجنسية اليمنية، في حين حصلت هي على الجنسية السعودية منذ الصغر، اضطرت أحلام ذات ال 22 عاماً إلى الانتظار، وكانت تتوقع أن صبرها سيطول حتى تبلغ ال 25 من العمر، نزولاً على القرار السابق الذي يلزم السعودية عند رغبتها في الزواج من غير السعودي بأن تكون تجاوزت هذه السن، لكن تعديل نظام الجنسية أسهم في حل جزء من هذه المشكلة، وتبقى عليها إقناع والدها الذي يصر على تزويجها من سعودي، ويرفض الأجنبي، حتى وإن كان من أقاربه. وترى أحلام أن صدور القرار الجديد سيحل مشكلتها، فبمجرد حصول ابن عمها على الجنسية ستتمكن من الزواج منه. جنسيتي مرهونة بالإنجاب أما تهاني المغربية المتزوجة من أحد العاملين في القطاع العسكري فلا تستطيع الانتظار حتى تنجب الطفل الأول، وتتجاوز خمس أعوام لتحصل على الجنسية، وتقول:"من الصعب انتظار ما يختبئ في علم الغيب، للحصول على الجنسية والشعور بالاستقرار والأمان"، وتتساءل بقلق:"ترى ماذا سيكون مصيري في حال عدم الإنجاب؟". الأردنية وفاء حالها أصعب من أن تحل بقرار، فالبداية كانت عندما تزوجها سعودي هرباً من غلاء المهور في وطنه - كما يعتقد - وتقول:"ثمرة زواجي ثلاثة أطفال، لم يحصلوا على الجنسية السعودية، نتيجة الظروف المادية القاسية التي أمر بها وزوجي، فالمقابل المادي للتنازل عن الجنسية الأردنية والحصول على السعودية يبلغ خمسة آلاف ريال، وهو مبلغ مفروض من وطني". وتبرر"قالوا لنا ذلك في شؤون الجنسية بعد أن بدأنا في الإجراءات، وحاول زوجي التخلص من عبء المبلغ المقطوع لتجديد الكفالة، والذي تراكم علينا مع مرور الوقت، وزادت عليه مستحقات الغرامة المالية المقررة للمتأخرين عن دفع رسوم الإقامة، فأصبحنا بمحاولة الحصول على الجنسية كالمستجير من الرمضاء بالنار". وتمنت أن تدرس الحالات الاستثنائية التي لا يشملها القرار وتؤخذ ببعين الاعتبار. عدم القدرة على تملك عقار أو استثمار رأسمال يعد هاجساً مقلقاً لخلود باوالي، والانفراجة التي أحدثها صدور القرار كانت منتظرة بترقب، وتقول:"أنا وإخوتي نسعى للحصول على الجنسية لتحقيق طموحنا وإقامة مشاريع استثمارية، وتملك عقار"، وتؤكد"فرص العمل كذلك ستحمل مرونة أكثر، إضافة إلى رغبتي في تحقيق حلمي، وإنشاء مشروع للأزياء والألبسة الجاهزة". وتتكرر معاناة الأجنبيات من خلال مشكلة الأميركية فاطمة جاكلين سابقاً ذات ال50 عاماً، التي تزوجت منذ أكثر من عقدين ونصف، من سعودي، وعاشت في السعودية وأنجبت، وبعد أن كبر الأبناء والتحقت فاطمة بالقوى العاملة، أصبحت لديها رغبة في أن تحمل الجنسية السعودية، نتيجة عزمها أن تعيش بقية حياتها الى جوار ابنائها، ولديها رغبة للتمتع بالامتيازات التي تتوافر للسعوديين كافة، فهي تحلم بإنشاء مدرسة لتعليم اللغة الإنكليزية.