نصبت إدارة مرور محافظة القريات على الطريق الدولي والتقاطعات الرئيسة في المحافظة 11 مجسماً حقيقياً لمركبات متباينة الأنواع تعرضت لحوادث مرورية مختلفة كان سببها السرعة الجنونية أو التجاوز الخاطىء أو قطع الإشارة الضوئية، وجميعها وقعت داخل المحافظة أو على الطريق الدولي الموازي للقريات. واتبعت الإدارة هذا الأسلوب التوعوي كجزء من مشاركتها في فعاليات أسبوع المرور الخليجي الحادي والعشرين، الذي حمل شعار"سياقتك دليل اخلاقك"، لافتة نظر أفراد المجتمع كافة، وقائدي المركبات والطلاب خصوصاً، إلى إمعان النظر في العواقب الوخيمة، التي تنجم عن مخالفة قواعد المرور واعتبارات الأمن والسلامة. وأوضح مدير إدارة مرور القريات العقيد سعود بن إبراهيم العجلان ل"الحياة"أن الهدف من وضع هذه المجسمات والهياكل لسيارات تعرضت لحوادث مرورية هو التوعية المرورية، من خلال نماذج واقعية تكشف فداحة الأمر وشدة الصدمة وعمق المأساة، ما يدفع السائقين والمارة إلى تحسب مسببات هذه الحوادث المؤلمة وعواقبها، التي يذهب ضحيتها كثير من المواطنين وتزهق أنفساً بريئة لاذنب لها، وتخلف وراءها في أحسن الأحوال عاهات مستديمة وآثاراً نفسية يصعب علاجها، إضافة إلى ما تتسبب فيه من اهدار لطاقات المجتمع على المستوى البشري والاقتصادى. يشار إلى أن غالبية الوفيات والإصابات الناجمة عن الحوادث المرورية يذهب ضحيتها زهرة شباب المجتمع وأطفاله، الذين يمثلون الفئة الواعدة في بناء مستقبل الأمم، الأمر الذي يصيب المجتمع بحالة من التشوه النفسي، الذي تمتد آثاره لعقود مقبلة. وتشير آخر الإحصاءات إلى أن ضحايا الحوادث يفوقون ضحايا الحروب من حيث العدد، وهو أمر لا شك في أنه يدفع إلى بذل جهود مضنية لتلافي هذا الوضع المثير للاستغراب والقلق الشديدين. وأضاف العجلان أن الإدارة وزعت عدداً من نشرات التوعية على معظم سائقي المركبات والطلاب، ووضعت اللوحات واللافتات التوجيهية في الشوارع، علاوة على عقد ندوات وإلقاء محاضرات توعوية على طلاب المدارس المتوسطة والثانوية، بالتنسيق مع إدارة التربية والتعليم، بهدف تثقيف النشء، ورفع مستوى الوعي لدى هذه الفئات الشبابية لاتباع الأنظمة المرورية.