تعود الإثارة مجدداً هذا المساء على ضفاف عروس البحر الأحمر في سهرة رياضية مرتقبة من جانب عشاق كرة القدم في السعودية بصفة عامة ومن أنصار قطبي المنطقة الغربية والمنافسات التقليدية في الاستحقاقات المحلية والعربية وسط ترقب وتحضيرات مكثفة. وأكمل الأهلي جاهزيته لملاقاة رفيق دربه الاتحاد في دربي لا يخلو من المتعة والإثارة والمنافسة الشريفة. يلتقيان هذه المرة خارج الحسابات المعقدة المؤدية للمربع الذهبي لمسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، في المسابقة المحلية المستجدة تحت مسمى الحملة الوطنية ضد الإرهاب بمشاركة الأربعة الكبار الهلال والشباب إلى جانب نجمي سهرة هذا المساء القلعة والعميد. وفي لقاء لا يقبل أنصاف الحلول يدخل الفريقان سباقاً جدياً للظفر بنقاط المباراة الثلاث في مسألة رياضية ذات نهاية محددة بنتيجة ايجابية لا بد أن تنتهي انتصاراً لمصلحة احدهما. وبنظرة فنية موجزة وسريعة في اتجاه تحضيرات الجارين اللدودين نجد الجدية والحرص والمثابرة، فالأهلي أكمل جاهزيته تحت إشراف مدربه البرازيلي جينينيو الذي تنفس الصعداء بانضمام علي العبدلي ومحمد الخليوي ومنصور النجفي وفوزي الشهري إلى قائمة الفريق بعد شفائهم من الإصابة. وعمد البرازيلي جينينيو على مدار اليومين الماضيين إلى تكثيف الجرعات اللياقية وتقسيم اللاعبين إلى مجموعتين أوقفهما أكثر من مرة بغية تنفيذ بعض الجمل التكتيكية وتصحيح السلبيات التي وقع فيها اللاعبون خلال اللقاءات الماضية. وكان الإمبراطور الأخضر كما يحلو لأنصاره مناداته خسر أمام الهلال 1-2 نهاية الأسبوع الماضي في المسابقة السعودية الأهم كأس دوري خادم الحرمين الشريفين. ويأمل مسيرو النادي أن يتجاوز فريقهم عقبة"العميد"لاستعادة هيبته خصوصاً وانه مقبل على مرحلة حاسمة في الاستحقاقين المحلي والعربي وسيحلق الفريق بعد أيام إلى الأراضي الجزائرية لملاقاة نصر حسين داي في إياب المجموعة الرابعة لدوري أبطال العرب. ولا يزال الأهلاويون يعلقون آمالاً عريضة على المحترف البرازيلي فلافيو الذي واكب تعاقده صدى إعلامياً قوياً إلى جانب ابن جلدته كيم روجيرو، وفي المقابل يسعى المدرب الاتحادي البلجيكي لوكا إلى إثبات قدرته الفنية وجدارته في الإشراف الفني على بطل آسيا وخرس الألسن التي وصفته بضعف قراءته الفنية لمنافسيه في بعض المناسبات لا سيما اهتزاز مستوى الفريق في اللقاءين المحليين الماضيين إذ زار الهلاليون شباك فريقه أربع مرات وكاد الاتفاق أن يفعلها في الثانية عندنا قلص الفارق من أربعة أهداف إلى هدف واحد، وتشير المصادر إلى استعانته بثلاثي من فريق النصر هم الخوجلي ومحسن الحارثي وفيصل سيف. وبرؤية فنية موجزة يتضح اهتزاز مستوى العناصر فنياً في الصفوف الخلفية وهي المشكلة ذاتها التي يعانيها رفيق دربه الأهلي. لوكا أكد ذات مرة انه يمتلك العصا الذهبية التي تقود فريقه إلى الفوز على عشقه القديم الأهلي. ويعرف أهم الطرق التي تمكن المهاجمين من زيارة مرمى تيسير آل نتيف. ويأمل أنصار العميد أن يظهر المحترفون الأجانب بصورة جيدة تليق بسمعة ناديهم لا سيما انه صاحب التعاقد معهم صخب إعلامي بكافة وسائله خصوصاً اليوغسلافي بيتكوفيتش واوبينا اللذين لم يظهرا بالمستوى المنشود في اللقاءات الماضية. ويؤكد النقاد أن لقاءات الدربي الغربي غالباً ما تكون خارج الحسابات الفنية وتخضع بنسبة كبيرة لمعايير نفسية ومعنوية وأي من عناصر الفريقين تسيطر على أعصابها وسلوكها داخل الملعب تمتلك زمام المناورة وتقود فريقها إلى دفة الانتصار.