عندما ذهبت إلى نادي الرياض لإجراء لقاء مع مدربه الجديد البرازيلي كارلوس روبيرتو، القادم خلفاً للمستقيل المدرب الوطني خالد القروني... كان في مخيلتي أن نتيجة الحوار ستتجه إلى تلك الوعود التي عودنا عليها أي مدرب قادم لأي فريق التي سرعان ما تتلاشى مع أول مباراة. ولكني تفاجأت بمدرب يتحدث بكل واقعية عن حال فريقه وبكل ثقة عن طموحاته مع هذا الفريق وعن آماله معه، لن أنقل في هذه المقدمة أبرز ما قاله وسأدعكم مع المدرب كارلوس روبيرتو. في البداية كيف تم الاتفاق معك لقيادة الرياض؟ - عن طريق إدارة النادي فقد اتصلوا بي هاتفياً وسألوني إن كنت مرتبطاً بأي عقد فأجبتهم بالنفي، فسألوني إن كنت جاهزاً لقيادة فريقهم فأجبتهم بالموافقة, لكن هذا ليس بمهم لأنهم حينما عرضت عليّ إدارة الرياض كنت قد انتهيت تواً من تدريب منتخب تايلاند وكنت جاهزاً لتلقي أي عرض، وبسبب معرفتي بالكرة السعودية والخلفية التي امتلكُها عن الرياض جعلتني أوافق على عرض إدارة ناديه من دون تردد. تقول إنك انتهيت تواً من تدريب المنتخب التايلندي فماذا تقول عما كتب في الصحف من أنك عاطل عن العمل منذ ما يقارب الستة أشهر؟ - أنا !! قالها مستغرباً لا لا هذا الكلام غير صحيح إطلاقاً وما تناولته الصحف عار من الصحة، فأنا أتيت إلى هنا عن طريق تايلاند ولو كان ما ذكر صحيحاً لأتيت إلى هنا عن طريق بلدي، فما دمت عاطلاً منذ ستة أشهر كما تقول الصحف لماذا أجلس في تايلاند كل هذه الفترة. تناولت الصحف قيمة عقدك مع إدارة النادي لتولي تدريب الرياض حيث ذكر أنك استلمت مبلغ عشرين ألف دولار كمقدم عقد وراتب شهري يصل إلى مبلغ سبعة آلاف دولار، فما صحة هذه الأرقام؟ - هذا شيء خاص بي ولا يوجد في هذا الأمر ما يتعلق باهتمامات واختصاص الجماهير أو الصحافة، وإذا كان هناك شيء متعلق بالجانب الفني فأنا على أتم الاستعداد للإجابة عليه. ألا ترى انك خاطرت بقبول قيادة فريق يصارع من أجل البقاء؟ - حسناً فأنا مدرب مهيأ لتدريب أي فريق أياً كان وضعه، وان كان ما تقوله صحيحاً فبالعكس تماماً هذه تحسب لي، وأنا لا اعتبرها كما تقول مخاطرة وإنما ثقة بالنفس، فأنا سأودي مهامي كمدرب سواء أكان وضع الفريق جيداً أو العكس. ما تقويمك المبدئي للفريق من خلال اشرافك عليه الأيام الماضية؟ - يمتلك الفريق إمكانات جيدة وأتمنى استثمار هذه الإمكانات بالشكل الأمثل لظهور الفريق في شكل أفضل، وصحيح أننا نحتاج إلى نتائج لتحسين وضع الفريق ولكن ما نحتاجه أكثر هو تنظيم العمل. هذا يعني أنك لم تجد فريقاً منظماً فنياً؟ - أنا لا أريد التطرق لعمل من سبقني خصوصاً وأنهُ زميل مهنة ولكن ما استطيع قوله هو أننا سنعمل على تنظيم الفريق بالشكل الأفضل. من مِنْ اللاعبين لفت انتباهك خلال إشرافك على الفريق الأيام الماضية؟ - أنا حالياً أبني الفريق كمجموعة استطيع تشبهيها بالعائلة حينما نفوز يسجل ذلك للجميع وعندما نخسر يحسب ذلك على الجميع ولا أهتم بنقطة أي اللاعبين أفضل. من خلال ما شاهدت عن طريق أشرطة الفيديو للاعبي الفريق المحترفين العُمانيين، كيف هي إمكاناتهم الفنية وما الإضافة التي سيضيفونها للفريق؟ - من خلال ما شاهدته لهم من مباريات رأيت الإمكانات الأكثر من ممتازة وآمل أن يساهموا من خلال وجودهم مع الفريق وظهوره في شكل جيد ومساعدة بقية زملائهم على النهوض بالفريق وتحسين مركزه في سلم ترتيب الدوري. حمل المدرب السابق للفريق المُستقيل خالد القروني أسباب استقالته لسببين الأول إهمال اللاعبين والسبب الآخر لإدارة النادي، هذه الاتهامات إن صدقت ألا تقلقك في مسيرتك مع الفريق؟ - أنا حالياً وإلى هذه اللحظة لم أر شيئاً مما قاله يمت للحقيقة بصلة وإن رأيت سأتحدث لسبب وحيد وهو أن النجاح في أي عمل كروي يتكون من ثلاثة أضلاع هي اللاعبون والإدارة والجهاز الفني، فإذا فشل أحد هذه الأضلاع بمهمته سيفشل العمل بكل تأكيد. ماذا تنتظر من إدارة النادي في مهمتك المقبلة؟ - لست أنا وحدي من ينتظر ويريد وإنما كلنا نريد كإدارة وجهاز فني ولاعبين، وما لمسته وشاهدته من خلال وجود رئيس النادي الأمير بندر بن عبدالمجيد وحضوره قبل التمارين بساعة ونصف، واجتماعه بالجهاز الفني والإداري واللاعبين أسعدني كثيراً لذلك استطيع أن أقول لك كبداية بالنسبة لي تعتبر بداية ممتازة ومشجعة. من خلال قيادتك سابقاً لبعض الأندية السعودية كالشباب والطائي والأنصار والوحدة التي عرفتك على إمكانات بقية الفرق، هل ستساعدك في مسيرتك المقبلة مع الرياض؟ - بكل تأكيد سيساعدني ذلك، لكن المشكلة الفترة الزمنية كانت طويلة بين وجودي هنا آخر مرة وقدومي الآن، لكن ما سيفيدني فعلاً على أداء مهمتي بالشكل المطلوب هو الجهاز الفني الموجود حالياً مع الفريق بوجود مساعدي المدرب عبدالله الضعيان وجاسم الحربي واللذين انتظر منهما الدعم من خلال خبرتهما ومعرفتهما التامة بالفرق الأخرى. في حال نجحت مع الفريق في مهمتك الحالية هل سنراك الموسم المقبل؟ - حقيقة لا أعلم ماذا يخبئ لي القدر فعقدي حالياً مع الفريق لمدة أربعة أشهر فمن الممكن أن أبقى وأجدد مع الفريق لفترة أخرى، ومن الممكن أن أكتفي بهذه الفترة، لكن ما يهمني هو أنني أتيت إلى هنا من أجل مهمة محددة سأحاول بكل ما أتيت أن أوديها بالشكل المطلوب. رأينا مدربين كثيرين حينما ينجحون مع أي فريق ويُطلب منهم الاستمرار يبدأون بعملية المساومة، هل ستكون استمراراً لهم؟ - قد يكون كلامك صحيح ولكن يجب أن تعلم ويعلم الجميع أن هؤلاء مدربين محترفين وكل واحد منهم له خاصية الاختيار في طلب سعر أفضل وهذا من حقه، فإذا نجح مدرب ما مع فريقه ورأى أنه عمل في شكل جيد وطلب زيادة على مقدم عقده السابق وراتب أعلى فهذا حق مشروع له، ولن أسهب في الحديث عن غيري من المدربين وسأتحدث عني شخصياً فأنا حينما قدِمت سابقاً إلى هنا وعملت في الطائي وكذلك في الوحدة كان عقدي معهما طويل الآجل ولم أتعاقد معهما لفترات قصيرة ما عدا الشباب فكان عقدي معه لمدة ستة أشهر منهما خمسة أشهر لم أقابل فيها رئيس النادي الأمير خالد بن سعد وحينما انتهت انتهى موضوع بقائي من عدمه في النادي لذلك هي تعتمد أولاً وأخيراً على المدرب نفسه وعلى قناعته في البقاء من عدمها. سؤالي الأخير سيد روبيرتو هل من وعود تعلنها عبر هذا الحوار لإدارة وجماهير الرياض؟ - كل ما استطيع الوعد به هو أن أعمل بكل جد وإخلاص وهذا هو الأهم فإن تحقق الهدف المنشود لي ولهم، فليعلموا أن هذا ما سعيت من أجله وإن لم يتحقق فلكل حدث حديث.