في عام 1994 عمت أرجاء الوطن فرحة كبيرة وغامرة بمناسبة تأهل منتخبنا الأول لنهائيات كأس العالم في أميركا لأول مرة في تاريخ الكرة السعودية، وتغنينا جميعاً بذلك الإنجاز الكبير الذي جاء بعد توفيق الله بجهود فريق عمل، تتقدمهم النجوم الذهبية التي سطرت أروع الأداء الكروي في مشوار التصفيات وفي مباريات المونديال العالمي كماجد عبدالله وفؤاد أنور وأحمد جميل وسعيد العويران، وفهد الغشيان وفهد الهريفي وسامي الجابر ومحمد عبدالجواد، وعبدالله صالح وصالح الداود وفهد المهلل ومحمد الدعيع وياسر الطايفي وخالد مسعد وغيرهم من النجوم... والجهازين الفني والإداري، وقبل ذلك الدعم والاهتمام الكبير من الخبير الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله. فرحنا وتراقصنا طرباً بالأغاني الوطنية التي شدا بها عمالقة الفن الخليجي... ثم جاء مونديال فرنسا 98 الذي وصلنا إليه محملين بثقة التوقعات بتحقيق نتائج أجمل وأفضل من مونديال 94، غير أن الأوزان الكبيرة التي حملها الأخضر في فرنسا أطاحت به سريعاً، وخرجنا بحنكة يوسف الثنيان التي أثمرت ضربة جزاء أمام منتخب جنوب أفريقيا سجلها سامي الجابر كهدف حفظ به ماء الوجه. ثم جاء مونديال كوريا واليابان عام 2002 ويا ليته لم يأت ذلك المونديال الأسود للكرة السعودية التي وصلته للمرة الثالثة على التوالي رغبة إطلاق ثلاثة نجوم من اللاعبين للاحتراف في أوروبا التي علمتنا كيف هي"أبجديات كرة القدم"بالطريقة الألمانية؟. والآن نحسن ونحن في المنعطف الأخير قبل الدخول من جدار برلين مشاركة في عرس المونديال في ألمانيا العام المقبل، وحقيقة يجب على من يحب الأخضر أن يدرك أن المرحلة المقبلة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم تتعرض لأصعب المراحل وأخطرها، لأن واقع منتخبنا حالياً لا يشجع على اقتحام جدار برلين، لياقة ضعيفة جداً لدى لاعبينا"المحترفين"وبرنامج إعداد عادي ومباريات ودية مع منتخبات أقل مستوى من بعض الأندية السعودية وجهاز فني مغمور و"متواضع". وبصراحة كيف نتأهل لألمانيا وتلك هي حالنا؟ كيف نتأهل؟ وهل التأهل هو ما نطمح إليه؟ لا نريد تأهلاً وأغاني راشد الماجد وجابر الكاسر!! نريد أن يكون التأهل بداية المشوار القوي نحو دور ربع النهائي في كأس العالم، لا نريد مشاركة شرفية. لا نريد سوى المنافسة القوية. سهام التعادل امام اوزبكستان اشبه بالخسارة وعلينا ان نعيد الحسابات مع الدقائق الاخيرة. احتراف الإداريين واحتراف الحكام عاملان مهمان في المرحلة المقبلة حتى يتطور الدوري. إذا أردنا التغلب على مشكلة العزوف الجماهيري فلتكن هناك ورشة عمل مشتركة بين القنوات الرياضية والأندية والشركات الراعية لتذاكر المباريات لإيجاد عوامل جذب للجماهير. ماذا لو خصصت أماكن للنساء في الملاعب فقد حان الوقت لحضورهن المباريات؟ بنت السعودية - الرياض