تواصل شرطة الرقيقة في الهفوف تحقيقاتها في أحداث الشغب التي وقعت مساء أول من أمس بعد انتهاء مباراة في كرة القدم بين ناديي"الصواب"و"العيون"خارج أسوار الاستاد الرياضي، وأدت إلى وقوع جريحين أحدهما جروحه بالغة، وتهشيم ثلاث سيارات. وقالت مصادر أمنية أن الشرطة استدعت 15 شاباً من مشجعي فريق العيون للتحقيق معهم، لكنها نفت وجود أي موقوف حتى الآن. وتعود تفاصيل الأحداث، وفقاً لرواية شهود عيان ل"الحياة"، إلى أن إدارة"رعاية الشباب"والناديين اتخذوا تدابير مسبقة لدخول جمهور الفريقين الى الملعب، نظراً إلى حصول إشكالات سابقة، فخضع الداخلون الى المدرجات الى تفتيش دقيق وجرت المباراة في سلام وانتهت بتعادل الفريقين 2-2، وعندما همّ الجمهور بالخروج قام المنظمون بالسماح لجمهور"العيون"بالخروج أولاً بينما أبقوا جمهور"الصواب"في المدرجات نحو ثلث ساعة، لئلاً يختلط جمهور الفريقين بعضه ببعض وتحصل إشكالات،"لكن عدداً من جمهور"العيون"قام لدى وصوله الى مواقف السيارات بتهشيم ثلاث منها وضربوا شخصاً في العقد الثالث من العمر، كان يهمّ بركوب سيارته، اذ تجمع عليه عشرات من الجمهور وأوسعوه ضرباً بالأيادي والعصي حتى سدد أحدهم اليه طعنة بآلة حادة فسقط على الأرض، وتدخل احد رجال الأمن لحمايته خارج أسوار الملعب فضرب أيضاً، ثم نقله إلى المستشفى"، ولم تتوافر معلومات عن الشخص المصاب. بيد أن الأمر لم يتوقف على ذلك، بل قام شخص من جمهور"العيون"بضرب مسلم الجمعة في العقد الثاني من العمر، وأصابه بجروح طفيفة لم تستدع ذهابه للمستشفى. وقال مسلم:"لا أعرف ماذا جرى سوى أنني ضربت على رأسي من شخص طائش". وبعد خروج جمهور"الصواب"من مدرجات الملعب، بدأ جمهور"العيون"بقذف قوارير زجاج فارغة وحجارة في اتجاههم من خلف أسوارالاستاد الرياضي، ما حدا بأحد رجال الأمن الى اقفال البوابة الخارجية المكشوفة، لئلا يحدث صدام ويتسع الشغب. وعبرت إدارتا ناديي"الصواب"و"العيون"عن أسفهما لحدوث تلك"التصرفات غير المسؤولة من أفراد لا تنم عن اخلاق رياضية"، محملتين"أفراد الحماية العسكرية التي كان عددها قليلاً داخل الملعب مسؤولية عدم وجود حماية خارج أسوار الملعب التي عادة ما تشهد عراكاً بين الجماهير من ضرب وتهشيم للسيارات". وكذلك استنكر رئيس مكتب"رعاية الشباب"عبد العزيز الشعيبي في اتصال مع"الحياة"تلك"الأحداث التي وقعت خارج أسوار المنشأة الرياضية"، وأن"رعاية الشباب ليست معنية في ما يحدث خارج أسوارها لأنه خارج مسؤوليتها ونطاقها التي هي مكلفة بها"، موضحاً"أنه رفع خطابين إلى إدارة الشرطة في الأحساء، الأول عام يتعلق بما حدث في مباراة سابقة بين ناديي"الروضة"و"العيون"، والثاني خاص يتعلق بمباراة ناديي"الصواب"و"العيون"، تحدثت فيهما عن أهمية المباراة وحساسيتها بين الفريقين وما يتبعهما من جماهير كبيرة، مع الإشارة الى ما حدث في مباراة"الخليج"و"مضر"في القطيف، بهدف تأمين وجود عسكري كثيف قادر على السيطرة على الوضع داخل الملعب وخارجه". وقال الشعيبي:"لم تقع أضرار داخل أسوار الاستاد الرياضي، بل خارجه حيث كانت الأحداث"، مؤكداً انه"لا صلة لرعاية الشباب بالحادثة وأن ما حصل قام به أشخاص لا يتصلون بالرياضة والروح الرياضية". وكان نادي الصواب رفع خطاباً الى"رعاية الشباب"لزيادة عدد رجال الأمن وتنظيم سير جماهير الفريقين والسيارات. وقال الشعيبي:"هذا ما جعلنا نخاطب نادي"الصواب"ليكون دخول جمهوره من البوابة الرئيسة، بينما نادي العيون لم يرسل إلينا خطاباً". وقال الشعيبي:"إنها المرة الأولى في تاريخ ملعب الأمير عبدالله بن جلوي التي تغلق فيها المنصة الرئيسة باستثناء كبار المسؤولين فقط لأنه لا يوجد فيها إلا رجل أمن واحد والبقية وزعوا حول الملعب". وعلمت"الحياة"من مصادر مطلعة أن عدد رجال الأمن الموجودين 14 وزعوا داخل الملعب اثناء المباراة لحماية اللاعبين والحكام، بينما في المدرجات لم يشاهد سوى أربعة، اثنين منهم لتفتيش الجمهور عند دخوله الى المدرجات. وتساءل عدد من الأوساط الرياضية عن المسؤول عن حماية الجماهير والافراد خارج أسوار الملاعب الرياضية وحماية ممتلكاتهم من سيارات، ولماذا لا يوجد رجال أمن خارج الملاعب الرياضية لحمايتهما؟