في ما مضى كانت الخبر ذات شهرة ورقي، تتمتع بجمال ساحر، لوجودها على ضفاف الخليج وروعة تخطيط، لكن وبسبب الإهمال أصبحت هذه اللؤلؤة في وضع سيئ، وتغيرت حالها، وسبحان مغير الأحوال. المدن تتقدم والخبر تحث الخطى إلى الوراء على مرأى من الجميع، وربما ينطبق عليها المثل"من برّى، الله الله، ومن داخل يعلم الله"، فبلدية الخبر خدعت زوار الخبر وجملت الواجهة البحرية وشارع الظهران وشارع الملك عبدالعزيز، وركزت على تجميل مكاتبها كل عام، فيما أهملت ما يخص الأهالي. نحن السكان نشعر بالأسى والحسرة بسبب ما نشاهده يومياً من عبث بالبيئة وفوضى عارمة. شوارع تكسوها الكآبة والظلام وتختنق بالمخلفات وورش المكيفات ومحال"البنشر"والزيوت ومتاجر بيع الاسمنت ومواد البناء على قارعة الطريق. أرصفة تمتلكها العمالة الوافدة، وأشجار مجبرة على الوقوف بشكل مقزز، وأعمدة تتهاوى في وضح النهار، ولوحات تحمل رموزاً غير مفهومة، ناهيك عن لوحات جديدة زادت الشوارع سوءاً. أما العمالة السائبة فلا أدري ما أقول، يكفي أن أكشف عن مسابقة تخوضها هذه العمالة مع القطط والفئران لنبش حاويات القمامة في منظر لا تراه حتى في الصومال. هناك أيضاً ملاحظة تنبئ عن سوء تنظيم أو اهتمام بالعمل، وهي وجود مطعم إلى جوار محل"بنشر"ومعرض ملابس تجاوره ورشة مكيفات، بوفيه تجاورها محال سيراميك، حراج بالشوارع، وغسيل سيارات على قارعة الطريق، أراض فضاء تحولت إلى مخازن للمخلفات وأطفال يلعبون في التراب، وكأننا نعيش في أدغال أفريقيا. الحدائق سلمت إلى العمالة الوافدة تلهو بها وتخزن بضائعها، حارات أغلقت واستحوذت عليها فئة معينة، وفرضت نظامها وثقافتها هنا وهناك، ولا تجد في الخبر ما يدل على أنها تابعة لنا أو أنها أحد مدننا السعودية. انقطعت عن البحرين تسع سنوات وذهبت الأسبوع الماضي وذهلت من حسن التنظيم والتطور، فلماذا حال الخبر كذلك كانت قبل 30 سنة أفضل حالاً من الآن؟ فوضى وسوء تنظيم في كل مكان، والسبب أن بلدية الخبر لم تقم بواجبها ولو كنتُ مديراً لبلدية الخبر وتنقلت في شوارعها الداخلية لقدمت استقالتي على الفور، لأنني لا أستطيع عمل شيء ولا أستطيع أن أجاوب سكان الخبر عندما يسألوني: لماذا أصبحت الخبر هكذا؟ دعوة من أهل الخبر واستغاثة من مدينة الخبر إلى المسؤولين في أمانة الدمام، وهو أمين إن شاء الله، كما سمعت عنه، أن ينقذ هذه المدينة، فالموارد متوافرة ولا ينقصنا إلا العمل بإخلاص، واختيار رجال يعملون بوطنية صادقة. الخبر - مخلف الشمري