لم تكد تهدأ الضجة التي أثارها العثور على سلاح ناري لدى طالب في إحدى مدارس محافظة الأحساء، حتى تجدد الحديث حول العنف في المدارس بعد عراك بين ستة طلاب من مدرسة الأندلس المتوسطة في مدينة الهفوف يوم أول من أمس. وشارك فيه أربعة سعوديين وسوري وأردني، بسبب خلافات شخصية بين طالبين، تطورت إلى تبادل السباب والشتائم داخل فصول المدرسة، وتوعد كل واحد منهما الآخر في نهاية الدوام المدرسي. ولم يستجب الطالبان لمحاولات زملائهما تهدئة الخلاف، وحل المسألة ودياً، وحاول كل واحد منهما الانتقام من الآخر، وتطور الأمر إلى العراك بالأيدي وتسديد اللكمات إلى الآخر. ولم يفلح زملاؤهم في تفريقهم وسط حال من الصراخ والفوضى، فتدخل مناصرون لطرفي الشجار، ولم تتوقف المعركة حتى تم إبلاغ إدارة المدرسة، التي استدعت الجميع للتحقيق في الحادثة ومعرفة الأسباب. وعاد الهدوء أمس إلى المدرسة، التي امتنعت إدارتها عن إبلاغ الجهات الأمنية بالواقعة، معتبرة أنها"شأن داخلي". إلى ذلك، أصدر المدير العام للتربية والتعليم في محافظة الأحساء أحمد محمد بالغنيم، قراراً بحرمان طالب في الصف الثالث المتوسط في متوسطة المغيرة بن شعبة في هجرة خريص في الأحساء من الدراسة عاماً دراسياً كاملاً في جميع مدارس السعودية، لحيازته مسدس معبأ ب 12 طلقة، وجاهزاً للاستخدام. كما تضمن القرار عدم عودته للدراسة إلا بقرار من مدير التربية والتعليم، وان يكون ذلك في مدرسة أخرى غير مدرسته. وكان الطالب يريد استخدام المسدس ضد زملاء له، كان تشاجر معهم وطعن ثلاثة منهم بسكين. وقد حلت المشكلة بتدخل عدد من كبار السن في الهجرة، لاحتواء المشكلة بالصلح. وأثارت الحادثتان جدلاً واسعاً في محافظة الأحساء، حول العنف في المدارس، وحوادث الشجار التي تحدث فيها، بعد أن شهدت انحساراً في الفترة الأخيرة، لكنها سرعان ما عادت في صورة عنيفة في بعض الحالات، وطالب تربويون ب"ضرورة معالجة المشكلة والحد منها".