لم يسجل اليوم الأخير من استقبال طلبات التصويت لاختيار أعضاء مجلس إدارة غرفة جدة، اختلافاً جوهرياً عن اليوم الأول من عملية الاقتراع التي اختتمت أمس، حيث استمر توافد الناخبين، وسط استقبال من مئات الأشخاص المروجين للبروشورات الخاصة ببرامج المرشحين. وشهدت القاعة المخصصة للاقتراع، حضوراً كثيفاً من رجال الأعمال، وخصوصاً"المرشحين"منهم، إذ انحصرت الأحاديث الجانبية في ما بينهم على المواضيع المتعلقة بعملية الانتخاب، ومناقشة البرامج الانتخابية الخاصة بالمرشحين، مع التطرق إلى التحولات الاقتصادية التي ستشهدها مدينة جدة خلال الفترة المقبلة، خصوصاً بعد انضمام السعودية في منظمة التجارة العالمية. وعودة إلى عملية الاقتراع في يومها الأخير، لوحظ أن انتخابات الدورة الحالية للغرفة، لم تسجل الإقبال المتوقع من قبل المتتبعين لطبيعة انتخابات غرفة جدة، إذ أنه وعلى رغم التكتم الواضح من جانب اللجنة المشرفة على الانتخابات عن الإدلاء بمعلومات عن عدد الناخبين، إلا أن مصادر مطلعة أبلغت"الحياة"أن عدد الناخبين تجاوز ألفي ناخب خلال اليوم الأول". مع توقعات بأن يصل العدد إلى الضعف مع إغلاق الاقتراع. في المقابل، سجل بعض منتسبي الغرفة من"الأجانب"أنفسهم كعلامة بارزة في اليوم الآخر من الاقتراع، إذ توافد عدد كبير منهم ومن مختلف الجنسيات للإدلاء بأصوات لاختيار أعضاء مجلس الإدارة وسط بوادر رضا وسرور بدت واضحة على محياهم. في حين ما زال مسلسل التجاوزات الانتخابية مستمراً مع إضافة عدد من التجاوزات الجديدة منها دخول بعض المرشحين إلى قاعة الاقتراع مع الناخبين، ووجود ثلاثة أشخاص مقابل صندوق اقتراع واحد، إضافة إلى استخدام الناخبين للهاتف"الجوال"داخل قاعة الاقتراع السري على رغم إدراج اللجنة لشرط منع استخدام"الجوال"داخل قاعة الاقتراع السري ضمن الشروط ال 12 الواجب التقيد بها من الناخبين والناخبات. ولكن الغريب أن هذه التجاوزات تحدث وسط امتناع تام من جانب اللجنة المشرفة على الانتخابات عن الرد على استفسارات الصحافيين حول الآلية المتبعة للتعامل مع هذه التجاوزات. رحلة الناخب تبدأ ب "تكفى صوت لنا" وتنتهي "شكراً على دعمك" على رغم أن رحلة الناخب للإدلاء بصوته لتحديد أعضاء مجلس إدارة غرفة جدة لا تستغرق أكثر من خمس دقائق، إلا أن الرحلة مليئة بالعديد من المفاجآت والمفارقات الطريفة التي تختلف من ناخب لآخر بحسب قدره. فالناخب موعود منذ أن يوقف سيارته في أحد المواقف المقابل لمبني غرفة جدة، بسيل من الأشخاص المروجين للبرامج الانتخابية الخاصة بالمرشحين، فلا يكاد يقترب من البوابة الرئيسة لقاعة الاقتراع إلا ويجد نفسه محملاً بعدد كبير من البروشورات. وأمام البوابة الرئيسة ببضعة أمتار، شكّل الأشخاص العاملون في المجموعة الانتخابية حلقة لتأمين دخول ناخبيهم بكل يسر وسهولة، وما إن يدخل حتى يستقبله المرشحون بعبارات الترحيب التي تتنوع ما بين "يا هلا ولا تنس تصوت لكل أعضاء المجموعة"، و"مرحباً بس تكفى ادعم مجموعتنا"،" و"أنا مستقل صوتي لي مع أعضائك". وأمام هذه العبارات يقف الناخب أمام لجنة الانتخابات في المرحلة الأولى للاقتراع لترتيب أوراقه ويسلمها لأحد العاملين للتأكد من اكتمالها، وثم يتوجه لإتمام المرحلة الثانية المتعلقة بتسجيل أوراقه وإعطائه رقماً للترشيح. وما إن ينتهي الناخب من هذه المرحلة حتى يتنقل إلى المرحلة الثالثة التي يحصل خلال المرشح على استمارة الترشيح التي تسمح لهم الدخول لقاعة الاقتراع السرية، وفي المرحلة الرابعة والأخيرة يختار الناخب الأعضاء الذين يرغب في التصويت لهم ويضع الاستمارة في أحد صناديق الاقتراع. وبالقرب من البوابة لخروج الناخبين يودع المرشحون ناخبيهم بعبارات كثيرة منها"شكراً على دعمكم لنا، وإن شاء الله تكون قدر المسؤولية"، أو"ما قصرتوا ونردها لكم في الأفراح، وثم يعود الناخب ليستقل سيارة، وبذلك تنتهي رحلة الانتخاب في دقائق تتراوح ما بين سبع إلى عشرة دقائق.