تحتفل الرياض بعيد الفطر لهذا العام، وسط كوكبة من المسرحيات المتنوعة التي تناقش سلبيات المجتمع بصورة كوميدية، عاقدة لأهالي الرياض رجالاً ونساءً وأطفالاً، موعداً مع الضحك الهادف الذي سيرسم عنواناً لليالي عيدهم الأولى. أهل الرياض، كباراً وصغاراً، لم يعتادوا على مثل هذه الثورة المسرحية، فلم يسبق أن ضم برنامج أمانة العاصمة السعودية مثل هذا الزخم المسرحي المتزامن، فالأمانة استثمرت كل المواقع الممكنة للعرض، سواء أكانت مناسبة أم مفتقدة للتجهيزات المسرحية الضرورية، وذلك في محاولة لاستيعاب هذا العدد الكبير من العروض. ولعل حصر هذه المسرحيات في أيام العيد، يطرح تساؤلاً وأملاً في الوقت نفسه أمام مختلف الفئات، التساؤل عن اختفاء مثل هذه العروض المسرحية غالبية أيام السنة، على رغم وجود الكوادر المؤهلة التي تثبت امتلاكها طاقات جبارة، تظهر من خلال عرض 13 مسرحية في غضون ثلاثة أيام فقط. والأمل في أن تتواصل عروض المسرحيات، وألا تسجل"ماركة"خاصة ترى النور في المناسبات والأعياد، وتدفن بقية العام. ومن أبرز مسرحيات الكبار، مسرحية"طرزان وفليحان"وهي من تأليف عبدالعزيز الفريحي، وإخراج صالح العلياني، وتتضمن الفكرة الرئيسة للمسرحية، كما يقول الفريحي ل"الحياة":"بنينا المسرحية على غرس اسم السعودية في القلوب، وتنمية روح الوطنية والترابط بين السعوديين، خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها المملكة، وسنعتمد في المسرحية على الخيال المربوط بالواقع، إلى جانب الحضور الكوميدي الكبير". وأشار إلى أن النجم السعودي فايز المالكي سيشارك في المسرحية بدور"الكابتن مناحي"وهي الشخصية التي لاقت أصداءً واسعة في الشارع السعودي بعد ظهورها في شهر رمضان. وسيبدأ عرض المسرحية بدءاً من اليوم في كلية التقنية عند الساعة 10.30 مساءً توقيت بدء جميع مسرحيات الكبار. وإلى جانب مسرحية"طرزان وفليحان"، تطل مسرحية"الشلة في ورطة"من تأليف وإخراج رجاء العتيبي، على مسرح جامعة الأمير سلطان الأهلية، وهي من بطولة بشير الغنيم ومحمد الحبيب، وعن العمل يقول العتيبي ل"الحياة" :"المسرحية تركز على الأخطاء التي يمارسها بعض المراهقين عند سفرهم للخارج، وتصرفاتهم السلبية التي تسيء لبلدهم، وسنركز على المسرح الترفيهي الذي يعتمد على لغة الجمال والكلمة الرشيقة، والمؤثرات الصوتية المعبرة". وتنضم كل من المسرحيات الكوميدية الآتية:"مدرسة cbm"في مركز التطوير والوسائل في حي الريان،"ورشة غير"في مدارس المملكة،"كوابيس"في مركز سعود البابطين،"كورة وبس"في كلية اليمامة، إلى جانب المسرحيتين السابقتين ليكتمل عقد المسرحيات المخصصة للكبار. وعلى صعيد مسرحيات الأطفال، تناقش مسرحية"أطفال الشوارع"التي ستعرض في مدارس التربية النموذجية في حي الريان عند الساعة 7 مساءً توقيت بدء جميع مسرحيات الأطفال، ظاهرة التسول واستغلال الأطفال في جمع الأموال بطرق غير مشروعة، ويقول مؤلف ومخرج المسرحية خالد الباز ل"الحياة":"المسرحية تحظى بدعم من الجهات الأمنية المعنية بمكافحة التسول، ولن تتوقف بعد انتهاء فعاليات العيد، وستستمر في إطار الحملة الوطنية لمكافحة التسول، وأتوقع أن تعرض في بعض مناطق المملكة". وأشار الباز إلى أن مسرح الطفل لا يزال يحتاج دعماً واهتماماً أكبر من المعنيين بالمسرح"الطفل السعودي متذوق للمسرح ومتحمس للحضور، ولديه وعي يمكنه من فرز المشهد الجيد والمتواضع، وذلك بناء على ما رأيته من تجارب سابقة". وللأطفال أيضاً موعد مع خمس مسرحيات يتوقع لها النجاح والحضور المميز، وهي:"حمود ستيشن"في بيت الشباب حي النموذجية،"المليونير الصغير"في مركز الأمير فيصل بن فهد،"هموم عكسوم"في مسرح نادي الشباب الرياضي،"قرية المحبة"في مسرح بلدية الروضة،"صديق الأسنان"في المستشفى الألماني. وعلى رغم هذا الزخم المسرحي لم يخصص للنساء سوى مسرحية واحدة، بطاقم نسائي متكامل، تعد أول مسرحية موجهة للنساء فقط في السعودية بعنوان:"أخيراً عادوا". وتقام المسرحية في مركز الملك فهد الثقافي بعد صلاة العشاء لهذا اليوم، ويتوقع أن تجد إقبالاً نسائياً كبيراً، في ظل عدم وجود منافس لها.