نظمت مؤسسة التراث في قاعة الملك عبد العزيز للمحاضرات، في مركز الملك عبد العزيز التاريخي مساء أمس، محاضرة لكيث ويلر، تطرق فيها إلى ذكرياته في الرياض قبل 45 عاماً. وأدار المحاضرة المدير العام للمؤسسة الدكتور زاهر عثمان، الذي قدم تعريفاً مختزلاً لحياة ويلر، الذي انضم إلى الجيش الأميركي ومرّ أثناء الخدمة بالمملكة في عام 1961، وحصل على الماجستير في علم النفس بعد ذلك عام 1966، ودرّس علم النفس، ثم انضمّ عام 1972 إلى حركة العودة إلى الأرض. وويلر، بحسب الدكتور عثمان، كان يتمنى العودة إلى الرياض، وكان ذلك بالنسبة إليه حلماً، وقد تحقق هذا الحلم. وبدأ ويلر محاضرته قائلاً:"لقد أتيت كمواطن أميركي، وليس كديبلوماسي ولا عسكري". ثم تناول الأحداث العالمية التي جرت في ذلك الوقت، أثناء حكم الملك سعود رحمه الله للمملكة، وفي حقبة نشاط الحرب الباردة في عهد الرئيسين الأميركي أيزنهاور والسوفياتي خروتشوف، وما واكب ذلك من انضمام ولايتي آلاسكا وهاواي إلى الولاياتالمتحدة. وقال ويلر إنه في تلك الفترة اهتمت أميركا بالخليج عموماً والمملكة خصوصاً، نظراً إلى أهمية النفط، وكان هناك أميركيون في الجزيرة العربية، في جدة والطائف والخرج، لكن غالبيتهم كانوا في الرياض، ومعظمهم ضباط متمرسون. ويروي كيث بعضاً من ذكرياته عندما كان مجنداً، وكيف انتقل تلقائياً من شخصية المجنّد إلى الانخراط في الحياة المدنية. حتى إنه تعلّم التصوير، وأنشأ غرفة خاصة للتحميض. وتحدث المحاضر عن التغييرات الروحانية التي أحدثتها فيه الصحراء، واستشهد بمقطوعة شعرية للروائي الفرنسي الشهير ألبير كامو. وقال:"كانت الرياض آنذاك مدينة عطشى، ولكن عقداً واحداً من الزمان كان يكفي لتنهض". واستمر في عرض مشاهد نادرة لمبانٍ لم تعد قائمة الآن، وصناعات حرفية صارت أثراً بعد عين. وهي صور كانت في معظمها متقنة، على رغم ما تحدث عنه من صعوبة التصوير في تلك الفترة. ومن أهمّها صور الرياض في عام 1960، وهي تتعرض لسيل جارف، والصورة للجامع الكبير في ذلك اليوم المطير، وصور أخرى لمدينة الخرج. وحول ذكرياته عن رمضان قال:"كان لدينا قليل من المعلومات عن رمضان، وعمّا يجري فيه من شعائر"، وأخذ يروي قصة موثقة بالصورة، تعرض فيها هو وبعض رفاقه، أثناء احتفال بالطبول، للاعتداء من شخص متعصب، لكنهم سلموا. وحول ما سماه"كازينو الرياض"، يقول:"في أميركا يعني الكازينو شيئاً مختلفاً، لكن في"كازينو الرياض"كنا نجلس في الأماسي ونشرب الشاي، وهناك عرفت عن القضية الفلسطينية ما عرفته". وعرض ويلر أثناء ذلك صوراً لما كان يسمى هناك ب"الكازينو"ولبعض الأصدقاء. ثم تسارع العرض بعد ذلك لتظهر فيه صور لرؤسائه في التجنيد، ولمغادرته في مايو عام 1961 من الظهران إلى كاليفورنيا.