طمأنت كلمة الأمير سلمان عشية افتتاحه اللقاء ال 15 لجمعية الاقتصاد السعودي جميع المستثمرين في سوق المال السعودية، خصوصاً بعد إشارته إلى حال الازدهار والحيوية التي تعيشها السوق، الأمر الذي سهل على الجميع الجزم بأن الاقتصاد السعودي، ومن خلفه سوق المال، يسير وفق خطة اقتصادية استراتيجية شاملة، كما لمّح إلى ذلك الأمير أمس الأول. وكان أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز أكد - كما جاء في كلمته التي افتتح بها اللقاء السنوي ال 15 الذي تنظمه الجمعية بالتعاون مع هيئة سوق المال - أن الاقتصاد السعودي سيشهد بانضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية نقلة كبيرة في التصدير والاستيراد، وكذلك في التفاعل الإيجابي مع الاقتصادات الكبرى في العالم. وأوضح الأمير في كلمته أن التحديات المقبلة للاقتصاد السعودي كبيرة وتتطلب الكثير من الاستعدادات، وقال:"يجب على كل الهيئات الحكومية والخاصة بمشاركة الاقتصاديين السعوديين أن يتفاعلوا مع هذه الفعاليات والتطورات التي يشهدها الاقتصاد السعودي من أجل مواكبة تلك التي يشهدها نظيره العالمي". وأشار الأمير سلمان إلى أن الثورة التي تشهدها سوق المال السعودية هذه الأيام مؤشر واضح على حيوية هذه السوق، ملمحاً إلى أن هذا التطور الواضح في أدائه لم يتحقق صدفة وإنما نتيجة العمل الجاد من أجهزة الدولة التي تسير وفق استراتيجية اقتصادية محددة. وبيّن أمير الرياض أن الرؤية التي صاغها الملك عبدالعزيز في انتهاج مبدأ الاقتصاد الحر والتي كانت قائمة عند تأسيس البلاد ساعدت على الاستقرار والأمن وحفزت على بذل المزيد من الجهد، وقال:"تتسابق كثير من الدول على إنشاء الاتحادات والكيانات الاقتصادية، كما نرى أن الدول المزدهرة اقتصادياً هي تلك التي تتمتع بالاستقرار الأمني والسياسي". وأشاد الأمير بالدور الذي تقوم به جمعية الاقتصاد السعودي، معتبراً أن جهودها مكملة لما تقوم به أجهزة الدولة، وأشاد في الوقت نفسه بالدور الذي قامت به جامعة الملك سعود المتمثل في احتضانها الجمعية وغيرها من المؤسسات المماثلة. وأعلن الأمير سلمان بعد ذلك عن تبرعه بمليون ريال دعماً شخصياً لأنشطة الجمعية. وسبق كلمة الأمير سلمان كلمة مماثلة للرئيس الشرفي للجمعية الأمير عبدالعزيز بن سلمان تحدث فيها عن تنفيذ خطة تطويرية جديدة ترتكز على ثلاثة محاور رئيسة، أولها البحث العلمي يليه خدمة المجتمع ثم تعزيز الجوانب المالية والإدارية للجمعية، ملمحاً إلى ضرورة وقوف المجتمع الاقتصادي إلى جانب الجمعية إذا ما أراد لها الجميع النجاح. من جهته اعتبر رئيس جمعية الاقتصاد السعودية الدكتور القنيبط أن اللقاء ال 15 يعدّ أهم لقاء تنظمه الجمعية منذ نشأتها، مدللاً على ذلك بالأرقام والإحصاءات التي تشير - كما أوضح - إلى أن سوق المال السعودية يتعامل فيها نحو مليونين ونصف مليون محفظة استثمارية تتداول أكثر من ثلاثة تريليونات ريال، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف الناتج المحلي، مضيفاً أن مستقبل سوق المال السعودية يعد مشرقاً. ولفت إلى أن سوق المال السعودية باتت تحتل المرتبة العاشرة عالمياً بعد أن تجاوز المؤشر 16 ألف نقطة الأسبوع الماضي، الأمر الذي يعطي اللقاء أهمية أكبر، خصوصاً أن هيئة سوق المال السعودية تشارك الجمعية تنظيم اللقاء. وأعلن القنيبط أن هيئة سوق المال خصصت مكافأة مالية تمنح سنوياً لأفضل بحث مقدم عن السوق، ملمحاً إلى أن الهيئة تسعى إلى نشر الثقافة الاستثمارية المتعلقة بسوق المال.