في كل عام يدخل في الصيام صائمون جدد، بعضهم يشتاق للصيام، باعتباره دخولاً في عالم الكبار، في حين يتسلل من لم يستطع مقاومة الجوع خفية ويأخذ ما لذّ وطاب من الطعام المحضر لوجبة الإفطار، وهذا السلوك هو الغالب على الأطفال في عام صومهم الأول. ويعترف الطفل زهير الغزوي تسع سنوات، الذي قرر الصيام في السابعة من عمره، أنه كان يسرق الطعام، ويتلذذ به في الرابعة عصراً، ولم يكن ليقدر على تحمل الجوع أكثر من ذلك الوقت، ما يضطره لقطع الصوم، مضيفاً:"لا بد أن الله تعالى سيحسب لي ما أصومه، وسيحسب لي أكثر من الساعات التي صمتها". ويلح الطفل علي الهاشم عشر سنوات، الذي يصوم عامه الثالث على والدته من أجل الصيام، وبخاصة عندما كان في الثامنة من عمره. ويقول:"كانت ترفض صومي، لصغر سني، وفي هذا العام قالت لي إني دخلت السن المناسبة للصوم، وشجعتني على تحمل الجوع". وعن أول يوم صامه يقول:"كان أصعب يوم، فقد استيقظت منذ الثامنة صباحاً، ولم اشعر بالجوع حتى أذان الظهر، وبعدها بدأ الجوع يهز معدتي، التي كانت معتادة على وجبة الغداء"، مضيفاً:"حاولت قطع صومي، بيد أني خشيت مراقبة أحد أفراد عائلتي، ما يجعلهم ينظرون إليّ بأنني طفل، ولست أهلاً للصوم، ما يحزّ في نفسي". أما ابنة عمه زهراء الهاشم سبع سنوات فتقول:"أحب الصوم، لأنه يقربني إلى الله، وفي أول يوم من شهر رمضان الجاري، كان أول صيامي، لكنني لم أفطر كغيري من الأطفال"، مضيفة:"شعرت بالجوع، ولكنني صممت على إكمال الصيام، وشعرت ببعض الدوار في رأسي، ولكن أعانني الله على تأديته حتى الآن". وحين اصطحبها والدها للمسجد، طلبت من المؤذن أن يؤذن قبل موعد الأذان بخمس دقائق"لأنني كنت على وشك الإفطار"، وتضيف"سأصوم كل عام، ولن أفطر يوماً واحداً، وحين أجوع أو أعطش سأخرج لانتظار الأذان"، مؤكدة أنها تنتظره طويلاً، ولكنه يؤذن قبل ان يتعبها الجوع، بسبب اعتدال الجو، الذي يعد من أهم عوامل تحمل الصغار الصوم. وترى الهاشم أن تزامن الدراسة مع شهر رمضان غير مشجع على الصوم. وتضيف منتقدة الدراسة في رمضان:"أنها تصعب عليّ، وعلى الصائمات في الفصل مسألة الصوم، فالمدرسة ليس بها كراسي مريحة، والدروس تتطلب تركيزاً كبيراً، لكي نحصل الدرجات والجو العام متعب بخلاف باقي شهور السنة الدراسية". من جانبها تقول مرام المحيميد سبع سنوات أنها ستصوم حتى يوم العيد، لتفتخر أمام زميلاتها بأنها أصبحت كالكبيرات، وأنها لا تختلف عنهن في شيء، مضيفة:"بدأت الصيام قبل رمضان في شكل متقطع استعداداً لصيام رمضان، وقد شعرت بالجوع والعطش كثيراً، وطلبت مني أمي أن أفطر، ولكني لم أفعل، لأني أصبحت كبيرة، وأستطيع أن أصوم مثلهم".