امرأة تسأل عن كفارة زناها في رمضان اسمحوا لي أن أوجه إليكم سؤالي هذا وإن كان محرجاً، فأنا وقعت في جريمة الزنا، في نهار رمضان في وقت مضى، والآن أنا نادمة على فعلتي. سؤالي هو: ما كفارة هذا الذنب العظيم؟ - الحمد لله وبعد، ينبغي لمن تعاطى الزنا والعياذ بالله في رمضان أو غيره أن يستتر بستر الله عليه وألاّ يفشي سره لأحد مع الاجتهاد الحثيث التام في التوبة والاستغفار وأن يكثر من الاطراح بين يدي الله - تعالى - طالباً العفو والصفح الجميل كما يُشرع ويتأكد - في حقه خصوصاً- الإكثار من العمل الصالح ونوافل العبادات قال الله -تعالى-: إن الحسنات يذهبن السيئات هود 114 وثبت عنه - عليه الصلاة السلام- أنه قال:"... وأتبع السيئة الحسنة تمحها..."رواه أحمد 21354 والترمذي1987 والدارمي 2833 . ولا ريب في أن الزنا كبيرة من كبائر الذنوب بل من أكبر الكبائر كما ثبت في الصحيح من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - قال رجل: يا رسول الله أي الذنب أكبر عند الله؟ قال: أن تدعو لله نداً وهو خلقك، قال: ثم أيّ؟ قال: أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك، قال: ثم أي؟ قال: أن تزني بحليلة جارك الحديث وهذا لفظ مسلم 86، وفي الصحيحين البخاري 6810، ومسلم 57 من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال عليه الصلاة السلام: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن... الحديث ولذا افترض الله الحد الشرعي المغلظ على من وقع في الزنا وهو محصن ألا وهو الرجم بالحجارة حتى الموت وفرض الجلد مئة جلدة وتغريب عام على من تعاطى الزنا وهو بكر من الذكور والإناث على خلاف في هذه المسألة ليس هذا مكان بحثه . والحاصل أن من ابتلي بهذا الفعل الشنيع، سيما في الزمن الشريف كرمضان ونحوه فعليه أن يجتهد بالتوبة النصوح وشروطها خمسة : 1-الإخلاص 2- أن تكون في زمن الإمهال أي قبل الغرغرة وهي وصول الروح إلى الحلقوم، وهذا في حق آحاد الناس أما عمومهم فله وقت آخر وهو طلوع الشمس من مغربها كما هي دلالة القرآن وسُنة نبينا محمد -عليه السلام -. 3- الإقلاع عن الذنب إقلاعاً تاماً . 4- الندم على ما حصل منه من التفريط والاجتراء على حدود الله . 5- العزم الأكيد الصادق بعدم العودة إلى الذنب ثانية.