لم يكن أشد المتشائمين من الجماهير النصراوية يتوقع في أسوأ الأحوال أن يقوم رئيس النادي الأمير سعد بن فيصل بتقديم استقالته النهائية من كرسي الرئاسة، ويرفع بها للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد مساء أول من أمس، خصوصاً أنه أعلن في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع جماهير النصر في مقر النادي بعد الاجتماع الشرفي بيوم أنه قد ألغى فكرة استقالته، استجابة للضغوط الشرفية الجماهيرية التي طالبته بالبقاء على هرم النادي مهما كان الوضع ولو على الأقل حتى نهاية الموسم، وهو الأمر الذي جعل الأمير سعد بن فيصل يقتنع أخيراً بهذه النداءات الغيورة من النصراويين بتأجيل استقالته إلى الاجتماع الشرفي الثاني الذي سيعقد الشهر المقبل. مع مرور الأيام وتكالب الظروف على الإدارة النصراوية الحالية على وجه العموم لم يكن أمام الأمير سعد بن فيصل سوى الخيار الصعب الذي اختاره بنفسه بالابتعاد من العمل في النادي بالصفة الرسمية التي كان عليها الفترة الماضية."الحياة"كان لها هذا اللقاء السريع مع الأمير سعد بن فيصل الذي أجرته معه فور إعلان خبر الاستقالة، وفيه كشف العديد من الأمور المهمة داخل البيت النصراوي والأسباب الحقيقية التي جعلته يقدم على الاستقالة فإلى الحوار: فوجئ الوسط الرياضي بخبر استقالتك من رئاسة نادي النصر للمرحلة المقبلة وسط ظروف غامضة وغير معروفة هل لنا أن نعرف ما أهم الأسباب الحقيقية حول هذا الموضوع؟ - أولاً استقالتي من رئاسة نادي النصر هي ليست مفاجأة كما وصفتها، فقد سبق لي أن قدمت استقالتي في وقت سابق، وأنا ذكرتها في أكثر من مناسبة ولكن لا مانع من أن أجدد ذكرها، وحقيقة لم أكن أود أن أبتعد من النادي في هذا الوقت تحديداً وأعرف أن الوقت ليس مناسباً، اذ ان الفريق الأول لكرة القدم أمامه العديد من اللقاءات الحساسة والمصيرية في تاريخ النادي سواء أكانت محلية في الدوري أم كأس ولي العهد أم حتى مشاركتنا في مسابقة دوري أبطال العرب التي قطعنا شوطاً اعتبره جيداً قياساً على الظروف الحالية التي يمر فيها الفريق، الحقيقة التي لا بد من أن يعرفها كل محب نصراوي أنني عشت خلال الأيام الماضية مع زملائي وإخواني أعضاء مجلس الإدارة وضعاً صعباً من حيث الهجوم الإعلامي المستمر والتجريح الشخصي الذي تجاوز الحدود من البعض الذين هم للأسف من الأسرة النصراوية أو بالأصح رجالات النادي الذين يشار إليهم بالبنان، ويعلم الله أنني حاولت جاهداً التصدي لهذه الهجمة بكل ما أوتيت من قوة إلا أنني لم أستطع الوقوف ضد هذه الحملة التي هدفها فقط الإدارة، وأنا أعرف أنه من الطبيعي جداً أن تكون هناك اختلافات في وجهات النظر في كل مجالات الحياة ولكن ما حدث لي لا يعدو كونه تجريحاً شخصياً ونقداً غير هادف ولا اساس له من الصحة سوى فقط الظهور الإعلامي على حساب هذه الإدارة المخلصة التي تعتبر شهادتي فيها مجروحة. كل إدارات الأندية في العالم تواجه مثل هذه الظروف التي ذكرتها من الهجوم الإعلامي والنصر واحد من هذه الأندية وأعتقد أنك لست بغريب على الوسط الرياضي الذي دائماً ما تكون فيه مثل هذه الأمور؟ - أتفق معك تماماً بأن أي رئيس ناد في العالم بما أن له رجالاً يدعمونه ويقفون معه ويساندونه ويشدون من أزره فهو تماماً توجد شريحة على العكس تماماً وفي أنديتنا الرياضية السعودية الجميع يهمه في المقام الأول خدمة الرياضة السعودية فوق كل اعتبار، ولكن ما شاهدته في نادي النصر يختلف تماماً اذ أنني تعرضت خلال الأيام الماضية إلى هجوم غريب جداً! وتجريح شخصي خارج عن حدود اللياقة ولم أكن أتوقع أبداً أن تحدث مثل هذه الأمور في أي حال من الأحوال بل على العكس أنا من الأشخاص الذين يؤمنون بمبدأ ومقولة الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية أبداًً إلا أن الهجوم تواصل وزاد بشكل مؤسف وحينها أيقنت تماماً بأنه لا مجال للجلوس على كرسي الرئاسة بل انه من الأفضل أن أسارع بتقديم الاستقالة حفاظاً على مصلحة النصر التي تبقى عندي في المقام الأول. من الأشخاص الذين هاجموا إدارة الأمير سعد بن فيصل على رغم قصر المدة التي قضيتها في العمل في النادي؟ - صمت قليلاً وعاد ليقول، لا أود أن أذكر أسماء بعينها، ولا أعتقد أن هذا سيفيد الجمهور بقدر ما يثير البلبلة داخل البيت النصراوي، أنا في خطابي للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ذكرت جميع الأسباب الجوهرية حول دواعي أمر تقديمي للاستقالة والأمير سلطان بن فهد تفهّم الوضع، ووافق رسمياً على الاستقالة، وأنا الآن أصبحت فقط عضو شرف ولست رئيساً للنصر، ويشرفني خدمة هذا الكيان في أي موقع ولا نرتبط بعمل رسمي في النادي، حتى نقدم له ما نستطيع في الوقفة معه. الاجتماع الشرفي الأخير في أول شهر رمضان وما دار فيه هل هو السبب الرئيسي الذي جعلك تقدم استقالتك؟ - هذا الاجتماع كشف لي العديد من الأمور والنقاط المهمة حول النصر ولكنه حقاً لم يكن السبب الرئيسي بدليل أنني خرجت من القاعة وذكرت للجمهور أن الاجتماع كان جيداً وإن لم يصل الى حد الرضا الكامل الذي يتمناه الرئيس لهذا النادي العالمي. ولكنك بعدها بيوم أعلنت استقالتك؟ - نعم أعلنت استقالتي لأسباب ذكرتها في المؤتمر الصحافي الذي كان بيني وبين الجمهور في النادي من حيث التجريح الشخصي لإدارتي وهو الأمر الذي أساء الي ولم أكن أتوقعه أبداً وأنا من الأشخاص الذين يحبون الصراحة في عملهم ويهمني أن أعمل وفق استراتيجية معينة اشترك من خلالها مع ادارتي وأعضاء الشرف في كل ما يخص النادي ليكون هذا النادي شامخاً برجاله وأبنائه وجمهوره الوفي وهذا حق من حقوقهم. في المؤتمر الصحافي الذي عقدته في النادي كنت صريحاً في تقديم الاستقالة ولكن تراجعت عنها في الأخير؟ - كنت جاداً في الاستقالة لولا الطلب والإلحاح والمعارضة القوية من الأمراء فيصل بن عبدالرحمن وفيصل بن ناصر بن تركي وعبدالعزيز بن عبدالإله وطلال الرشيد الذين دخلوا علي فجأة وأنا أتحدث في المؤتمر طالبوني فيها بالتخلي عن الاستقالة وتأجيل فكرتها، إضافة إلى وقفة الجمهور معي في ذاك الوقت وحينها رضخت للأمر الواقع وما كان مني إلا أن أقدر وقفة هؤلاء الثلاثي معي في هذا اليوم وكذلك الجمهور الغالي علي. هناك عدد من أعضاء الشرف احتجوا على وجود البلوي في الاجتماع وعلى طريقة دعمه للنصر من أجل الظهور الإعلامي؟ - هذا الكلام صحيح للأسف يا أخي العزيز الجماهير النصراوية لن تنسى الوقفات القوية والصادق من الأخ منصور البلوي مع النصر طوال السنوات الماضية بدعمه المادي والمعنوي والرجل لا يحتاج شهادتي بكل الأحوال لانه لا يمكن تجاهل ما يقدمه للنصر، فيكفي أنه قدم خلال هذا الاجتماع الأخير مبلغ مليون ونصف المليون خلاف ما يقدمه من مكافآت اللاعبين وتكفله بتجديد عقد اللاعب هادي شريفي ومحسن الحارثي، هذا فقط غيض من فيض يقدمه البلوي مع أنه ليس مطلوباً منه أن يتبرع سيما وأنه يترأس نادي الاتحاد والذي هو الآخر يحتاج الكثير مثل ما يحتاجه أي ناد، وفي الأخير يظهر من يقلل من وقفة البلوي مع النصر أنا حقيقة بالنيابة عن النصراويين أشكره من أعماق قلبي وآمل بإذن الله تعالى أن يوفق الاتحاد في تحقيق لقب كأس آسيا وليثق الجمهور النصراوي بأن البلوي رجل يحب النصر ولن يتوقف دعمه ومؤازرته للنصر حتى إن احتج عليه البعض. ظهرت في تصريح في إحدى الصحف قبل اجتماع أعضاء الشرف ومطالبتهم بالدعم من أجل الإيفاء بالالتزامات المادية للفريق التي من ضمنها إبرام عقد احتراف جديد مع المهاجم الدولي سعد الحارثي وإلا انك ستضطر إلى التنازل عنه ما لم يصدق أعضاء الشرف في الدعم؟ - ذكر الأمير سعد بن فيصل أن هذا التصريح فهم عند البعض بشكل خاطئ الذي كنت أقصده في هذا الموضوع أنني آمل من رجالات النادي أن يقدموا دعمهم المادي للنادي والذي يكون في مستوى التطلعات، وذلك لأن الموازنة الحالية لا تفي بالمتطلبات الخاصة للفريق الأول لكرة القدم والتي من أهمها موضوع توقيع عقد احترافي جديد مع المهاجم سعد الحارثي. صدقوني انني لا يمكن أن أتنازل عن اللاعب بهذه السهولة مهما كان الأمر ولكن في الوقت نفسه الحارثي يريد أن يؤمن مستقبله وهذا حق من حقوقه مثله مثل أي لاعب، كنت من الحريصين على الانتهاء بشكل سريع من التوقيع معه كمحترف حتى أؤكد لمن شكك في أننا سنبيع الحارثي أنني حريص على أن يبقى سعد لاعباً نصراوياً إلا أنه للأسف لم يكن هناك تفاعل إلا من بعض أعضاء الشرف أمثال الأمير فيصل بن عبدالرحمن والأمير فيصل بن ناصر بن تركي والأمير عبدالرحمن بن سعد وهي التي على ضوئها تم تشكيل الثلاثي من أجل التفاوض مع اللاعب لتوقيع العقد وبإمكانك توجيه السؤال لهم، وهم أكيد يعملون كل ما في وسعهم من أجل الانتهاء من هذا الموضوع الذي أصبح الشغل الشاغل لبعض الإعلاميين. ظهر في بعض الصحف عدد من اعضاء الشرف يتهمونك بأنك شخص ارتجالي لا تعود لهم في الاستفسار عن احوال النادي؟ - نفى الامير سعد بن فيصل ان يكون شخصاً ديكتاتورياً في عمله وقال:"آمل ان توجه هذا السؤال لاعضاء مجلس ادارتي حتى يجيبوك وانني اشرك الجميع في أي قرار نتخذه بل على العكس يتم درس أي موضوع يخص النادي فيما بيننا، وصدقني انني دائماً في عملي في النادي او غيره لا اهمش أي شخص بأي حال من الاحوال بدليل موضوع ناصر الشمراني لاعب الوحيدة، ولكن لو انني اتخذت أي قرار في النادي مع اعضاء مجلس الادارة فلزم ان اخبر اكثر من 180 عضو شرف لاصبحت العملية صعبة لي، وهذا لا يلغي ابداً فكرة انني لا استعين بمن هم اكثر خبرة ودراية في هذا المجال لأن الكمال يبقى من صفات الرب سبحانه، ولا يوجد أي شخص منزه من الوقوع في الخطأ فأنا بشر معرض للخطأ والصواب في كل الاحوال. الآن وبعد ان قدمت الاستقالة هل ستحضر اجتماع اعضاء الشرف في شوال المقبل؟ - نعم سأكون أول المتواجدين في هذا الاجتماع حتى ولو قدمت استقالتي سأبقى محباً لهذا النادي ومديناً له بالفضل الكثير. بصراحة من هم الاشخاص الذين وقفوا معك الفترة الماضية؟ - حقيقة الرجال الذين وقفوا معي خلال فترة رئاستي للنادي الشهرين الماضيين كثر وليس صحيحاً بأن ما اختلفت معهم لم يقفوا معي، ولكن تبقى الاختلافات في وجهات النظر مع البعض منهم لا يمكن ان يلغي وقفتهم وان كانت هناك قلة يهاجمونني من دون أي مناسبة من الرجال الذين وقفوا معي وان كانوا لا يحبذون ذكر اسمائهم الا انه من باب رد الدين والفضل لاهله وهم الامير فيصل بن عبدالرحمن وفيصل بن ناصر بن تركي وعبدالعزيز عبدالاله والامير محمد بن عبدالله وطلال الرشيد ومنصور البلوي وخالد البلطان وغيرهم كثر. هل انت راض عما قدمته خلال الفترة القليلة الماضية؟ - راض تماماً عما قمت به وان كان هناك بعض القصور، ولكن قياساً بقصر المدة التي توليت من خلالها رئاسة النادي وشرفت بالعمل رسمياً كرئيس وانا اعتقد انني وعدت النصراويين بالعمل الجاد المخلص من اجل السعي الى الارتقاء بكل العاب النادي الى المستويات العالية من دون تحديد موعد لتحقيق البطولات، لأنها تبقى في علم الغيب المهم العمل في كل الاحوال واترك الحكم للجمهور النصراوي هو الذي يحكم بعينه على ما قدمته الادارة؟ ألمس من نبرة صوتك انك لن تتراجع هذه المرة عن الاستقالة؟ - نعم لن اتراجع مهما كان الامر، الحقيقة التي يجب ان يعرفها الجمهور النصراوي ان الاجواء لم تعد مشجعة في النصر، لأن يتنازل أي شخص ويقوم برئاسة النادي، واسمح لي ان اقول هذا الكلام والحق يقال: لم اكن اتوقع ولو واحد في المئة ان اعيش دوامة مع اناس ليس همهم الا البروز الاعلامي فقط ولو على حساب النادي من دون ان يقدموا أي دعم مادي او معنوي فنحن لم نسلم منهم في كل الاحوال. ذكر معظم اللاعبين في الفريق ابان ما ذكرت عن استقالتك في اول الشهر بأنه يرغبون في بقائك على كرسي الرئاسة حتى ان البعض منهم هدد بترك الفريق في حالة استقالتك، من وجهة نظرك كيف ستكون واقعة الاستقالة عليهم؟ - انا اعتز كثيراً بهذه الثقة من ابنائي اللاعبين، آمل أن يعذروني كنت اتمنى ان احقق مطالبهم بالجلوس في النادي حتى نهاية الموسم على الاقل، ولكن لم يعد بمقدرتي في ظل هذه الظروف غير المناسبة، اتمنى لهم التوفيق والا تكون استقالتي عائقاً امام طريقهم في المنافسة على تحقيق البطولات وارجو منهم بذل المزيد من الجهد في الفترة المقبلة من اجل ارضاء الجمهور النصراوي. الجماهير النصراوية اثنتك كثيراً عن قرار الاستقالة بل وصل بها الامر الى ان بعضاً منهم ذكر أنه سيعتزل التشجيع ويهجر حضور المباريات في حال اصرارك على الاستقالة فماذا تود ان تقول لهم؟ - يا أخي العزيز ما يميز هذا النادي العريق هو الحب الحقيقي المتبادل ما بين الجمهور واللاعبين والادارة فيما بعضهم اتشرف بكل ما يحملونه لي من حب صادق، واشكرهم على وقفتهم الصادقة معي في الفترة الماضية، وانا اعتز كثيراً بآرائهم وكلامهم بل على العكس استفيد مما يتطرقون له، وكان بودي ان احاول ان ارسم الفرحة على محياهم، ولكن المشجع العادي والقريب من النادي اصبح يعرف كل شيء، ولا يفوته الجو غير الصحي الذي يسود الاجواء المحيطة في النادي هذه الايام، والتمس العذر منهم وهم يقدرون ذلك، واتمنى منهم ان يقفوا مع النادي الفترة المقبلة الصعبة، والنصر لا يقف على رجل واحد فقط. فشل ماريانو واللاعبين الأجانب أكد الأمير سعد بن فيصل أن نجاح الاستعانة بالأجانب يتطلب توافر العوامل المساعدة حتى يتحقق،"ان اللاعبين الاجانب ليسوا كلهم دون المستوى، وأعتقد ان الغاني دانيال كولمان وجيري افادا الفريق كثيراً من الناحية الفنية وتحديداً في المباريات الاخيرة فيما ادريانو هو لاعب جيد ومازلت ادرك ان لديه ما هو افضل ليقدمه حتى موعد فترة التسجيل الثانية وكان لنا الخيار بأن نعيد النظر في كل الثلاثي وليس ادريانو تحديداً. وبالنسبة للمدرب البرتغالي ماريانو، الرجل جاء في فترة ضيقة جداً وانا استغرب ممن يطالبون بالغاء عقده، فهو لا يزال يحتاج الى الكثير من الوقت حتى يتعرف على كل صغيرة وكبيرة عن الفريق، وصدقوني بأن سعد بن فيصل ليس صعباً عليه ان يصدر قرار الاستقالة، ولكن من البديل الجاهز الكفء لقيادة الفريق في المرحلة المقبلة، المسألة في هذا الموضوع تبقى بأن يثق الجمهور في هذا المدرب واناقشه في كل الامور قبل وبعد نهاية المباراة، الكل يبدي وجهة نظره، وبالتأكيد يبقى هو المسؤول الاول والاخير عن كل شيء، ونحن لا نتدخل في عمله، وانا شخصياً لا انظر الى اسم المدرب وجنسيته بقدر ما يهمني عمله مع الفريق ومدى تقبل اللاعبين لخطته وتفاعلهم معه".