تلعب الدراسات دوراً مهماً في تجديد مستقبل الاستثمارات بكل أنواعها، وتعد دراسات الجدوى العقارية من أهم الدراسات نظراً إلى كونها تمس توقعات لها طابع تنموي وتستند إلى عوامل كثيرة منها النمو السكاني، اتجاه النمو، طبيعة النمو، إضافة إلى مستوى الاقتصاد ومستويات الدخل. والعقار ونموه مؤشر جيد لدرجة الرخاء والاستقرار، وازدهار العقار غالباً ما يكون في حالة النمو الاقتصادي أو بعد الخروج من الأزمات السياسية أو الاقتصادية. المؤشرات السابقة كافة تحتاج إلى توثيق وتمحيص بل يجب أن تستند تنبؤات الأرقام إلى دقة وشمولية، ففي دراسات الجدوى قد يتم الاستناد إلى درجات متفاوتة من الاحتمالات منها الاحتمال السيئ، والجيد، والمعتدل، كل ذلك يجعل اختيار القرار له دوره، وكلما كانت الفوارق بين الاحتمالات المرتفعة والمتوسطة والمنخفضة كبيرة جداً كل ما دل ذلك على تذبذب وضعف المشروع أو ضعف في أحد عناصر الدراسة. الدراسات غالباً تستند في منهجيتها إلى عوامل عدة أهمها هدف الدراسة، وأسلوب ومنهجية البحث في هذه الدراسة، كما أن من أهم العوامل المؤثرة في المشروع المراد دراسته تحديد هوية ذلك المشروع ودوره في المجتمع ومن المستفيدين من هذا المشروع ونطاق خدمته التي منها رغبات المستفيدين والاحتياج للمشروع، وكلما كانت هناك شمولية وتحديد للعوامل المؤثرة في المشروع المراد دراسته، كلما كانت الدراسة أقرب إلى الصواب، وتليها مرحلة تحليل المعلومات التي تسهم بدورها في طبيعة النتائج، ومرحلة التحليل لا تقل أهمية عن مرحلة جمع المعلومات فهذه تحتاج إلى متخصصين لمقارنة مدخلات الدراسة ومدى ربط المعلومات مع بعضها البعض أثناء التحليل الذي قد يوجه النتائج بطريقة غير سليمة إذ لم يتم تحليل المعلومات بطريقة سليمة، والذي بدوره يحدد النتائج ومن ثم التوصيات الناتجة عن المشروع والتي قد تكون إيجابية مشجعة على القيام بالمشروع أو غير مشجعة، علماً أن النتائج عندما تكون غير مشجعة على القيام بالمشروع لا يعني أن هناك مشكلة أو خطأ في الدراسة بل من غالب الدراسات التي تعطي مؤشرات غير مشجعة للمشروع تكون من أكثر الدراسات جرأة وصدقاً. * أكاديمي - جامعة الملك سعود.