تعد الدراسات التي يستعرضها منتدى الرياض الاقتصادي في دورته الحاليه نتاج عامين من العمل المتواصل من خلال ورشة عمل رئيسة، شارك فيها عدد كبير من الباحثين والباحثات ورجال سيدات الأعمال والمسؤولين الحكوميين تجاوز عددهم 741 باحثة وباحثا. وجاء اختيار الدراسات عبر 13 حلقة نقاش لمناقشة الدراسات، وأكثر من 44 اجتماعا بين الفرق المشرفة على الدراسات والفرق الاستشارية التي شاركت في إعداد الدراسات. 4 دراسات وأسفرت كل تلك الجهود عن اختيار أربع دراسات، تناقش أربعة محاور رئيسية لها بالغ الأثر في دفع مسيرة التنمية الاقتصادية، وهذه المحاور هي: الاستثمار في رأس المال البشري واقتصاد المعرفة، والأنظمة التجارية السعودية ومتطلبات التنمية، والأمن المائي والغذائي والتنمية المستدامة، وقطاع الأعمال السعودي ومواجهة التحديات الاقتصادية. خدمة المجتمع وحول تقييم عدد من أعضاء مجلس أمناء المنتدى لرسالة المنتدى والدور الريادي الذي يؤديه المنتدى في المجتمع السعودي، وخدمة الاقتصاد الوطني ورؤيتهم للجهود المبذولة من القطاع الخاص وتطلعاتهم لمستقبل المنتدى وما يمكن أن يؤديه في خدمة الاقتصاد الوطني في الدورات المقبلة، قال الدكتور فهد البادي الأمين العام المكلف في المنتدى: إن المنتديات الاقتصادية تطرح قضايا ومشكلات للمناقشة من قبل المختصين والمعنيين بالشأن الاقتصادي للتوصل إلى نتائج علمية وعملية والخروج بتوصيات تمكن من اتخاذ القرار الاقتصادي السليم، لذلك فالمنتديات الاقتصادية لها دور مهم في معالجة المشاكل الاقتصادية، لذا يمكن القول إن المنتدى أداة مساندة للدولة في تحديد المشاكل بصورة واضحة وكيفية معالجتها وفق رؤية اقتصادية علمية ومنهجية سليمة. وقال «إن النتائج والتوصيات التي تخرج عنها المنتديات الاقتصادية غالبا تكون واقعية وتؤثر إيجابيا على الاقتصاد الوطني». ومن هذا المنظور، يعتبر البادي منتدى الرياض الاقتصادي، مركزا فكريا استراتيجيا يهدف إلى مناقشة القضايا الاقتصادية الوطنية بأسلوب علمي عملي وباتباع منهجية مختلفة تقوم على مبدأ المشاركة الفكرية والعصف الذهني (Think tank)، من أجل المساهمة في تحقيق تنمية اقتصاديه مستدامة. ويعمل المنتدى على استقطاب الآراء والمعلومات والمبادرات التنموية وتحليلها وتداولها ونشرها باستخدام كافة الوسائل الممكنة، من بحوث ودراسات ومحاضرات وندوات ومطبوعات وغيرها، بما يحقق أهدافه التي تتمثل في دراسة القضايا المؤثرة في الاقتصاد الوطني وتشخيصها والوقوف على معوقات النمو الاقتصادي وتحليلها والعمل على تذليلها والاطلاع على التجارب العالمية المشابهة والاستفادة منها، واقتراح حلول عملية للمساعدة في اتخاذ القرار الاقتصادي، وأخيرا تأصيل مبدأ الحوار والمشاركة بين قطاعات المجتمع الاقتصادي. نظرة شمولية للاقتصاد ويرى عضو مجلس الأمناء في المنتدى الدكتور خالد بن عبدالرحمن السيف أن المنتدى يقوم على نظرة شمولية للاقتصاد الوطني، ويخضع عوامل التأثير في نمو وتقدم الاقتصاد الوطني للدراسة العلمية المنهجية المحايدة والشفافة. وقال: إن ما قام به المنتدى من دراسات وأبحاث لموضوعات في دوراته السابقة كان لها أثر بالغ في اتخاذ العديد من القرارات التنظيمية المهمة المؤثرة في نمو وتطور الاقتصاد في المملكة، بما عاد على المجتمع السعودي بمزيد من التطوير والتقدم. فيما يؤكد عضو مجلس الأمناء عبد الناصر بن عبد الرحمن السحيباني أنه في ظل النمو المتسارع للاقتصاد الوطني، وفي ظل المنافسة الشديدة في عالم منفتح، وفي ظل الشح الكبير في مراكز الدراسات الاقتصادية الاستراتيجية، أصبحت رسالة المنتدى ذات بعد وتأثير في القرار الاقتصادي والتشريعي والإداري. مواضيع استراتيجية وأوضح الدكتور فهد البادي أن المنتدى لا يعتمد في دراساته على اجتهادات فردية، إنما تم اختيار مواضيعه بالتصويت من بين القضايا الاقتصادية المهمة ذات البعد الاستراتيجي التي تقترحها مجموعة متميزة من الباحثين والباحثات ورجال الأعمال وسيدات الأعمال المهتمين بالشأن الاقتصادي، من خلال ورشة عمل رئيسة وحلقات نقاش تخصص لمتابعة الدراسات ومراجعة النتائج والتوصيات التي تخرج عن المنتدى، ثم ترفع إلى خادم الحرمين الشريفين باعتباره رئيس المجلس الاقتصادي الأعلى، ومن ثم إلى الأجهزة الحكومية ذات العلاقة للاسترشاد بها في اتخاذ القرارات. مشكلات البيئة القانونية وحول الدور المطلوب من المنتدى، قال الدكتور خالد السيف إن المطلوب من المنتدى في ظل زيادة المشكلات الاقتصادية والحاجة إلى وجود مراكز فكر متخصصة، التوسع في الدراسات التي تتناول المشكلات والعوائق الاقتصادية والبيئة القانونية المتعلقة بها. وأضاف من المناسب طرح دراسات جزئية متخصصة تعتمد على البيانات والمسوحات الإحصائية والاستبانات حتى تكون أكثر تعبيرا وواقعية، ما قد يحتاج إلى دعم المنتدى ليصبح مركز دراسات متخصصا له شخصية اعتبارية مستقلة تابع للغرفة التجارية الصناعية. وقال إنه يمكن القول إن المنتدى نجح في تحقيق أهدافه في المرحلة الماضية، إلا أن الظروف الراهنة تقتضي وجود مراكز بحوث متخصصة قادرة تساعد على اتخاذ القرار الاقتصادي، وهذا ما سعى المنتدى نحو تحقيقه، لكنه بحاجة إلى دعم وتضافر الجهود لتفعيل هذا الدور. وأشار إلى أن نجاح المنتدى وتفعيل دوره يتطلب دعما أكبر وتعاونا من كافة أطراف المنظومة الاقتصادية، القطاع الحكومي والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية لتحقيق الدور المأمول من المنتدى، وتحويله إلى مركز استراتيجي يعنى بالشأن الاقتصادي.