اطلعت لجنة عاجلة مكونة من هيئة المساحة الجيولوجية وإدارة الدفاع المدني في محافظة القريات شمال السعودية، على الانهيار الأرضي الثالث، والذي حدث قبل شهر في مركز العيساوية التابع لمنطقة الجوف 90 كم شرق القريات. وكان الانهيار أحدث فجوة أرضية كبيرة بلغ قطرها 15 متراً، وتجاوز عمقها 10 أمتار، وأوضح مصدر مسؤول في اللجنة ل"الحياة"أن ما حدث من انهيارات أرضية ليس هو الأول من نوعه في المنطقة، مؤكداً عدم تسجيل أي خسائر بشرية ناجمة عن الانهيارات السابقة والحالية، وأن مواقع الانهيارات كانت في منطقة صحراوية واحدة. وأضاف المصدر أن الانهيارات الأرضية عبارة عن تكهف أرضي، وتعود أسبابها إلى المياه الجوفية وتفاعلاتها، إضافة إلى تفاعل مياه الأمطار مع ثاني أكسيد الكربون الذائب مع كربونات الكالسيوم المكون للحجر الجيري، لتحوله إلى مواد قابلة للذوبان في الماء وينجم عن ذلك التفاعل كهوف تحت الأرض، تزيد نسبتها بزيادة تشقق الأحجار الجيرية، لتصل إلى حد الخطورة إذ لا يتحمل سقف الكهف الأحمال الموجودة عليه، كما أن معظم الصخور الموجودة خارج الدرع العربي مكونة من الحجر الجيري أو الرمل حسب الخريطة الجيولوجية, وتوجد تلك الأحجار في المناطق الشمالية والوسطى والشرقية، مشيراً إلى أن الانهيارات الأرضية يصعب التكهن بأماكنها ومواعيدها، محذراً من وجود مناطق سكنية في تلك المواقع. إلى ذلك قال مصدر في هيئة المساحة الجيولوجية أن المنطقة بحاجة إلى دراسة شاملة جيوفيزيائية وغيرها، وأن هذه الدراسات تحتاج إلى دعم مادي ضخم للقيام بها وتطبيقها. من جانب آخر، أثارت الانهيارات المتكررة مخاوف أهالي مركز العيساوية، مطالبين بالتدخل السريع من المختصين والمسؤولين لإيجاد الحلول. وكانت لجان عدة قدمت سابقاً إلى أماكن الانهيارات، ولكن الأهالي لم يتعرفوا على المشكلة الحقيقية وراء تلك الانهيارات، خصوصاً أن تلك المنطقة تقع بالقرب من مزارعهم كما يقولون. وأوضح مصدر في إدارة الدفاع المدني في القريات ل"الحياة"أنهم قاموا بعمل ساتر ترابي وأسلاك شائكة حول الانهيار الأرضي، لمنع المركبات والمواطنين الاقتراب منه، إضافة إلى وضع لوحات إرشادية لتنبيه المزارعين من عدم الاقتراب من ذلك الموقع.