حذر خبير جيولوجي المتنزهين الخارجين إلى البر – هذه الأيام – للاستمتاع بالأجواء الممطرة، من الاقتراب من أماكن تجمع المياه، والأماكن المشهورة بالهبوطات الأرضية. وقال الجيولوجي بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، المهندس ياسر زبرماوي، إن الإذابة الحاصلة في الصخور القابلة للذوبان بفعل المياه، كالأحجار الجيرية، وصخور المتبخرات كالجبس، والملح، والانهدرايت، تؤدي – بقدرة الله عز وجل – إلى تكوين ظواهر كارستية (تكهفات أرضية) المعروفة بانخسافات أرضية. وأوضح أن الهبوط الأرضي يحدث – أيضاً – نتيجة للسحب الجائر للمياه الجوفية من الطبقة الحصويّة المتواجدة تحت طبقة من التربة المفككة التي تعلوها، مبيناً أن حدوث مثل هذه الظاهرة يقع في عدة مناطق من المملكة مثل: الرياض، والشرقية، والقصيم، والجوف، ولوحظت حديثاً في المناطق الغربية على شاطئ البحر الأحمر. وأضاف أن عملية إذابة صخر المنشأ، وتكوين تجاويف تحت سطحية على شكل كهوف، تتم من خلال إذابة الصخور القابلة للإذابة مثل: صخور الحجر الجيري، والدلومايت، والجبس، والانهدرايت، والملح الصخري، وذلك عند تعرضها لمياه الأمطار المحتوية على ثاني أكسيد الكربون، وبعض الأحماض؛ مما ينتج عنها تغلغل مياه الأمطار داخل حبيبات الصخر المنفصلة، وإذابة الجزء القابل للإذابة. وأفاد أنه بالرغم من أن الكهوف الناجمة عن التفاعلات الكيميائية يجب أن يسبق تكونها وجود عوامل مساعدة في تضعيف الصخور وتكسرها، مثل عوامل التعرية الميكانيكية، إلا أن وجود الماء يعد العامل الأساسي في تكون هذه الظاهرة، وازدياد أحجامها، ومع مرور الوقت قد تنهار وتنخسف هذه الصخور عندما تزداد الأحمال الأرضية فوقها، إما طبيعياً، أو بفعل الإنسان؛ لِتكوّن هبوطاً أرضياً عميقاً مسببةً أخطاراً حقيقية على المنشآت والبنى التحتية. ودعا "زبرماوي" مرتادي المناطق البرية إلى تجنّب المشي ليلاً في البر "قدر الإمكان"، والابتعاد عن أماكن تجمع المياه، واستخدام أجهزة تحديد المواقع والاتصالات المتاحة، وإبلاغ الجهات المختصة عن أي حالة هبوط أرضي قد تحدث – لا سمح الله -.