"بعض الفتيات يدخلن مجال تصميم المجوهرات معتقدات أنه يماثل السوق، لكن إذا نظرنا إلى المصممين الأوروبيين وجدنا أن كل مصمم انفرد بتصميمه المميز". هكذا بدأت الأستاذة عبير بغدادي محاضرتها في تاريخ المجوهرات وهو مدخل إلى التصميم الأوروبي، كجزء من سلسلة محاضرات لتعليم الهاويات، إضافة إلى الطالبات اللائي انضممن إلى دبلوم تصميم المجوهرات في معهد المستقبل. وتطرقت إلى مصممين أوروبيين لمعوا في القرن التاسع عشر أمثال"كاستيليني"الذي صمّم مجوهرات مسترجعة من الآثار الرومانية و"جاليانو"الذي سعى إلى تثقيف المجتمع ونقل المجوهرات ذات التصميم الأثري الروماني إلى أوروبا، و"فونتناي"الذي صمّم مجوهرات ذات تأثر إغريقي، و"فاليز"المتأثر بالطبيعة اليابانية والورود وإدخالها إلى الثقافة الأوروبية". و"تيفاني"الذي اهتم بالتقنية والغرابة وتأثر بالتصميم الإسلامي وتميزت تصاميمه بسعرها المنخفض. وتطرقت بغدادي إلى ظهور التقليد في تصميم المجوهرات حين كانت النساء بحاجة إلى التزين من دون القدرة على دفع الكلفة، وأوروبا أنشأت مدارس لتصميم المجوهرات للعرض فقط لم يشترها أحد. تقول عبير بغدادي ردّاً على تساؤل إحدى الحاضرات عن النظرة المحلية للمجوهرات:"في السعودية تعتبر المجوهرات ذات قيمة مالية. فالمجتمع يهتم بالمجوهرات خصوصاً المرأة حتى البدوية التي لا تدرك الاستثمار تشتري مجوهرات لبيعها حين الحاجة لشراء حاجيات المنزل، أما الاهتمام بالألماس فبدأ باستيحاء من أوروبا فالمجتمع بدأ بالنظر إلى أهمية الألماس كقيمة باختلاف عن الذهب". وتشير إلى وجود احتياج لمصممين يتخرجون في معاهد لتتخرج طبقة مصممين للمجوهرات، معتقدة على رغم عدم تفشّي هذا المجال أن كل شيء له بداية وسيكون هناك مستقبل في السعودية إذا بدأ ذلك. ابتدأت دراسة دبلوم تصميم المجوهرات في معهد المستقبل"الفيوتشر"للسيدات في كانون الثاني يناير 2005 ليدرّس شعبتين الشعبة الأولى تحوي اثنتي عشرة طالبة والثانية عشر طالبات بهدف تنمية المواهب في مجال تصميم المجوهرات وإنتاج طالبات يستطعن استخدام المعادن، والطالبات في المعهد يمارسن تصاميمهن على معدن الفضّة وتعلّم إعداد قوالب لصياغة الأحجار والانضمام إلى ورش لصياغة المجوهرات. تقول مديرة معهد المستقبل رجاء مؤمنة"على صعيد التدريب نحاول التعامل مع مصانع المصلّي ليأخذوا الطالبات إلى المصنع ويراقبن العمل هناك. لكننا نتمنى أن نجد طموحاً يتبنى مشروع تصميم مجوهرات نسائياً". وتضيف"للأسف بدأنا منذ عام 1999م بإعداد"كورسات"في مجال تصميم المجوهرات أي منذ ما يقارب السنوات الست. إذ كان من المفترض أن نخطو خطوة أكبر من ذلك. لكن مجال التوظيف النسائي ضعيف جداً، ربما يعود ذلك إلى منع الاختلاط في ورش التصاميم". وتنظر مؤمنة إلى ضعف الاهتمام النسوي السعودي بهذا المجال بتأسف وهي تقول:"أما أعداد المتقدمات فليس كبيراً وذلك يعود إلى أن المهارات في تصميم المجوهرات لا بد أن تكون على مهنية عالية. وهناك افتقار إلى تخريج طالبات مهنيات دقيقات. إضافة إلى الاعتماد الكلّي على العمالة من الخارج من فيليبينيين وهنود. فالصاغة أمثال المعلم- فتيحي- مصلّي لم يفكروا في الاستثمار ربما يعود السبب الرئيس إلى أنهم لا يريدون الاستثمار في أعداد قليلة نظراً إلى أن المهتمات والدارسات لهذا المجال قليلات. وهذا شبيه بمجال تصميم الأزياء فمهنياً لا توجد كوادر سعودية قادرة على التصميم إذ تعتمد السعودية دوماً على عاملة تساعدها". وتجد رجاء مؤمنة أن التدريب في المعهد المهني يخرّج كفاءات عملية تتخصص مهنياً. فالمواد التي تدرّس تتألف من التصميم والعمل على المعادن وصناعة القوالب ودراسة الأحجار الكريمة والألماس. إضافة إلى تكليف الطالبات بإعداد خمسة مشاريع عملية. وترى مؤمنة أن المشروع جاء متلازماً مع سعودة الوظائف المهنية في مجال المرأة التي لم تكن موجودة من قبل. تقول مديرة المركز آملة:"طموحنا أكثر من ذلك، لم نصل إلى الحد الذي نبتغيه كوننا بدأنا تعليم"الكورسات"عام 99م من المفترض أن يكون عدد الطالبات اجتاز الخمسين أو المئة طالبة. لكننا بحاجة إلى دعم من الدولة وأصحاب المصانع، لأنه إذا لم تتوافر عروض وظائف لهؤلاء الخريجات فلن يكون هناك طلب لدراسة هذا التخصص. الدولة تدخل مجال انفتاح، سيكون هناك العديد من النساء في مجال التسويق وفي المصانع خلال عام أو عامين. وكما ابتدأت هندسة الديكور لدينا عام 1993م بأعداد قليلة وباستنكار من الجميع الذين تعجبوا من الخطوة واعتقدوا أنها ليست مدروسة. اليوم هناك قائمة انتظار وكثيرات تخرجن".