شرع مرشحون للانتخابات البلدية في مدينة الرياض أمس، في ترتيب تحالفات فيما بينهم لاحتكار أصوات الناخبين، ما جعل المنافسين في دوائرهم يعدون هذا التحرك غير منصف وفيه ظلم كبير لحظوظ الباقين. واعتبر المتضررون أن هذه الخطوة تسهم في التلاعب بأصوات الناخبين في الدائرة والتأثير عليهم من خلال تنمية النزعات المذهبية أو القبلية. في المقابل، نشأت تكتلات في الدائرة الانتخابية الثانية بين رجال الأعمال من جهة ومرشحي القبائل من جهة ثانية. وأشارت مصادر مطلعة في الدائرة إلى أن بعض المرشحين من رجال الأعمال وجهوا ناخبيهم إلى التصويت لصالح المرشح الرئيس في قائمتهم. بينما كشف مصدر آخر فضل عدم ذكر اسمه، عن اجتماع وجهاء إحدى القبائل المتمركزة في الدائرة تم ليلة الأول من أمس، من أجل الاتفاق على مرشح واحد لكل الدائرة، وأكد أن هذا الاتفاق أثمر عن انسحاب 13 مرشحاً من أبناء القبيلة بعد أن تقدموا بطلبات بهذا الخصوص. وتوقع المرشح البارز للانتخابات البلدية في الدائرة الثانية في مدينة الرياض، رجل الأعمال صالح البازعي تكتل مجموعة من رجال الأعمال ضد التكتلات"القبلية"القائمة في الدائرة. وقال ل"الحياة"ربما يتفق عدد من رجال الأعمال على الانسحاب لمصلحة واحد منهم يكون فوزه مرجحاً، وأوضح أن ذلك لم يحدث بعد، وأكد أن من يشعر بضعف موقفه الانتخابي من رجال الأعمال سيتنازل لمن لديه موقف قوي. واعترف أن"القبليين"استعدوا منذ وقت كاف لخوض الانتخابات، واستفادوا من تجارب أقارب لهم خاضوا انتخابات الكويت، ولفت إلى أن إحدى القبائل لديها 30 ألف ناخب، وهذا ما يقلل فرص بعض رجال الأعمال في الفوز، وختم بقوله"إن رجال الأعمال لديهم قناعة بعدم الفوز بالانتخابات لأن المقعد الذي يتنافس عليه أبناء الدائرة واحد مما يرجع فوز أبناء أحد التجمعات القبلية". وعن التحالفات، قال المرشح مرضي سعود الشمري من الدائرة الثانية"إن المقايضة بهذه الطريقة، قد تغلق الباب في وجه مرشحين آخرين، وتعد مصادرةً لحرية الناخب في ممارسة حقه الانتخابي واختيار مرشحه الذي قد يكون مؤهلاً أكثر من غيره". وأضاف الشمري"إذا افترضنا أن هناك ألف ناخب يحق لهم التصويت فستكون مجموع أصواتهم سبعة آلاف، فإذا صوتوا لمرشحَين فقط سيكون مجموع أصواتهم ألفين فقط، وسنفقد خمسة آلاف من أصوات ناخبي الرياض بسبب التحالفات والمقايضات، وبذلك لا نخدم المدينة ولا مواطنينا. وأشار المرشح عبدالله السهلي من الدائرة الرابعة إلى أن هذه التحالفات تخدم المرشحين وتقتل صوت الناخب، وتحجِّم دور الناخبين من دون إعطائهم الفرصة للاختيار الحر في التصويت.