ساهمت البرودة الشديدة التي شهدتها أجواء المنطقة الشرقية في إرباك خطط العوائل السعودية والمقيمة في المنطقة خلال إجازة عيد الأضحى. وبينما فضل بعضهم التوجه إلى التخييم في المناطق الصحراوية، اختار بعضهم الآخر التوجه إلى المدن والمنتجعات السياحية، التي شهدت على رغم ذلك، ركوداً واضحاً في نسبة الاشغال. وهذا ما أكده عدد من مسؤولي المنتجعات السياحية في المنطقة إلى "الحياة"، وقال ناصر الغامدي وهو موظف استقبال في أحد المنتجعات السياحية في شاطئ نصف القمر في الظهران "ان الأجواء الباردة حدت كثيراً من إقبال المواطنين والمقيمين على قضاء الإجازة في المنتجعات السياحية". وبينما كانت نسبة الحجوزات في المنتجعات السياحية قبل إجازة العيد تتجاوز 85 في المئة، انخفضت إلى أكثر من 30 في المئة مع أول أيام العيد، ويعزو الغامدي الانخفاض "إلى ان اغلب الحجوزات كانت من نصيب سكان منطقة الرياض، الذين فضلوا قضاء إجازاتهم في المخيمات البرية بعد هطول الأمطار، وتحول الأجواء في الرياض إلى ربيعية". وأربكت عملية إلغاء الحجوز من الزوار آلية العمل في المنتجعات، خصوصاً أنهم رفضوا عدداً من الطلبات، بسبب الحجوزات المسبقة، وكشف مسؤول حجز في أحد المنتجعات رفض الكشف عن اسمه أنهم لجأوا الى تلافي الخسائر المتوقعة باستحداث عدد من الفعاليات الخاصة بالأطفال، مثل المسابقات وإعداد وجبات عشاء ذات أصناف عالمية طوال فترة الإجازة. واستحوذت صالات الترفية المغلقة على عدد كبير من الزوار، خاصة العوائل، كما شهدت المدن المكشوفة حالة من العزوف، لخشية العائلات من تعرض أطفالهم لنزلات برد، وقال مدير المشاريع في إحدى المدن الترفيهية في الخبر عبدالله البريك، ان عدد الزوار خلال إجازة عيد الأضحى لم يكن بمستوى تطلعاتهم، وبخاصة ان هذا العيد يشكل لهم أعلى نسبة تشغيل مدة أسبوع كامل. وتوجد في المنطقة الشرقية نحو عشر صالات ترفيه مغلقة، بعضها في المجمعات التجارية الكبرى مثل الراشد والواحة و"فؤاد سنتر"، فيما البعض اقيم في شكل منفصل مثل "قرية الالعاب" التي تحوي ألعاباً إلكترونية وكهربائية، إضافة إلى ألعاب خاصة بالشباب مثل البلياردو والهوكي وغيرها. ويضاف إلى الصالات المغلقة صالات أخرى مكشوفة، مثل مدينة الأمير محمد بن فهد الترفيهية في شاطئ نصف القمر، والحكير ومدينة الصقر الترفيهية في منتزه الملك فهد في الدمام. ولا تكاد تقترب عقارب الساعة من العاشرة مساء، حتى يسود شوارع المنطقة وطرقاتها الهدوء، في مشهد يعد غريباً في أعياد المنطقة، مقابل ما كانت تشهده من كثافة واختناقات مرورية ، إلا ان برودة الأجواء هذا العام شكلت مفاجأة كبرى للمقيمين وزوار المنطقة. ما دفع كثير منهم للبقاء في المنازل والشقق المفروشة التي يقطنونها خلال الإجازة. وفي هذا الصدد أبدى عمر العتيبي ندمه على عدم قضائه وأسرته العيد في الإمارات، وهو ما كانوا يخططون له قبل الإجازة، بيد ان تعثر حجوزات الفنادق غير تلك الخطط . وقال "الأجواء هناك معتدلة للغاية، كما تتعدد هناك الخيارات الترفيهية، بعكس الأجواء هنا، التي لا تساعد على التنزه والخروج بمجرد حلول الظلام، حيث اقتصرت زياراتنا على الأهل والأقارب في الفترة الصباحية حتى العصر". وبسبب شح الفعاليات في المنطقة الشرقية خلال العيد، قرر عبدالعزيز الشهاب قضاء بقية إجازة العيد برفقة عدد من زملائه في"البر"، وقال "الفعاليات في بر محافظة النعيرية أفضل بكثير من البقاء في مدينة الدماموالخبر، التي تكمن فعالياتها في الخروج إلى المطاعم والمدن الترفيهية الخاصة بالأطفال".