قطعت السعودية شوطاً كبيراً في القضاء على المخدرات التي لم يعد الحديث عنها سراً يتحاشى المسؤول الخوض فيه. فتلك النظرة تغيرت في شكل جذري، وأصبحت التوعية تقتضي أن يعرف المواطن أنه"هدف"لتجار يروجون"سموماً بيضاً". ويجيب مدير إدارة مكافحة المخدرات في المنطقة الشرقية العقيد عبدالله بن عبدالرحمن الجميل في هذا الحوار مع"الحياة"، بكل شفافية عن أسئلة تتعلق بتعاطي النساء وطرق التهريب والشهداء الذين سقطوا في مواجهات مع المهربين. ويؤكد في حديثه أن"حصول المملكة على إشادة من الأممالمتحدة في مكافحة المخدرات، لم أت من قبيل المجاملة بل هو وليد جهود تراكمت منذ عقود، ودماء زكية من رجال مكافحة المخدرات سالت في مواجهات دامية"، واصفاً اياها ب"الحرب الحقيقية بين الخير والشر"، و"العمل متواصل لا ينقطع, همه الحفاظ على الوطن وحماية المواطنين من تجار يجوبون العالم بحثاً عن فرائس لسمومهم". وهنا نص الحديث: ما إنجازات"إدارة مكافحة المخدرات"في المنطقة الشرقية؟ - يعتبر"جهاز مكافحة المخدرات"في السعودية من الأجهزة الرائدة في العالم. وهذه ليست مجرد إشاعة، فالمملكة حازت، بشهادة الأممالمتحدة وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، المركز الثالث عالمياً في المكافحة خصوصاً ان فيها الجهاز الوحيد في الشرق الأوسط الذي يرتبط بضباط ارتباط خارج المملكة في أكثر من 15دولة. وهذا ما يمكنه من أن يبدأ المكافحة من منبعها, أي من الدولة التي يصدر تجار المخدرات عبرها أو الدولة التي تمرر هذه السموم. أما بالنسبة الى"المديرية العامة لمكافحة المخدرات"في السعودية، فعدد فروعها يزيد على 110 فروع, منها فرع المنطقة الشرقية الذي يغطيها في شكل كامل تقريباً باستثناء مناطق بسيطة ستفتتح فروع فيها خلال السنوات المقبلة.وتحظى الجهود التي تبذلها المملكة في المكافحة والتجارب التي تقوم بها، بإعجاب وزراء الداخلية ومسؤولي إدارت المكافحة والزوار، نظراً الى الدور الكبير الذي تؤديه. والجميع يعلم أن حدودنا واسعة واننا نعاني من بعض دول الجوار التي تواجه مشكلات, في مقدمتها تهريب المخدرات، وضعف في الإجراءات الأمنية، والحالة الأمنية غير المستقرة في العراق، إلا ان رجال"مكافحة المخدرات"السعوديين يعون هذا الأمر جيداً ويخوضون حرباً من الدرجة الأولى ضد المهربين والتجار والمروجين. كيف تقوّم التخطيط التوعوي لمشكلة المخدرات؟ - أهمية التوعية في المملكة تصل إلى أهمية مكافحة المروّج والمهرّب. والتوعية تستهدف كل أفراد الأسرة الأب والأم والابن والبنت، ولدينا حالياً في إدارة المنطقة الشرقية، قسم توعوي أسهم في تميزها على مستوى المملكة. والآن نحن بصدد إنشاء قسم نسائي، وقد أخذنا إعارة من إدارة التربية والتعليم, أربع مشرفات تربويات للإشراف على افتتاح القسم. وكل ذلك على وشك التنفيذ بعدما نلنا الموافقة من وزارة التربية بالاختيار. فهذا القسم يهدف إلى توعية العنصر النسائي في المجتمع السعودي وخصوصاً في الجامعات والثانويات والمتوسطات في المنطقة. يجب المشاركة في أي معرض سواء أكان منظماً من جانب نساء أم مؤسسات أم شركات في الجبيل وحفر الباطن والأحساء وبقيق، إضافة الى ذلك إقامة الكثير من المحاضرات والندوات من عدد من منسوبي الإدارة والمتعاونين. هل المحاضرون المتعاونون يأخذون مقابلاً مادياً لعملهم؟ - لا يأخذون أي مقابل، وهذا ما يميز الشعب السعودي لأن كل ما يقومون به عمل إنساني توعوي نهدف منه قبل كل شيء، حماية الأسرة والمجتمع من مشكلة خطيرة. ماذا عن فتح فروع جديد لمكافحة المخدرات في المنطقة الشرقية خلال العام الحالي ؟ - تفتح الفروع الجديدة حسب الإمكانات المادية والبشرية، وقبل هذا تجري الإدارة العامة ومديرية الأمن العام درساً للأمر، أما ما نفعله نحن هو رفع طلب بالحاجة الى فروع. وهذا ما جرى خلال العام الماضي عندما افتتحنا وحدتين في قرية العليا والقطيف. وحالياً ستفتح فروع في محافظة الخبر ورأس تنورة ومحافظة السعيرة وحرض، وبالتالي فإن كل هذه المناطق ستغطى، إذ لا بد من تغطية كل موقع في المنطقة الشرقية، لكن هناك أولويات في الإدارة العامة وفي الأمن العام. ومن ناحيتنا فإننا نغطي تلك المناطق على رغم عدم وجود فروع فيها, مثل الخبر ومنطقة الدمام ورأس تنورة والقطيف والسعيرة وحفر الباطن ما يعني أنه لا يلزم أن يكون هناك مبنى في كل منطقة. فرجالنا موجودون في كل موقع سواء أكان مدينة أم صحراء. وهذا دليل على أن ليس لنا حدود معينة لأنه من المفروض بمكافحة المخدرات ألا يكون لها حدود سوى المنطقة أو المناطق المجاورة، بيد انه إذا أتتنا قضية من منطقة الرياض أو من المناطق الشمالية مثلاً، فلا نقول إن هذه القضية ليست في حدود إدارتنا لأن هذا أساساً واجب ديني ووطني. التزامنا بالحدود الإدارية فقط لكن بيننا وبين زملائنا في الأجهزة الأخرى تعاوناً وثيقاً فهم يأتون إلينا لمتابعة قضايا ونحن نذهب إليهم أيضاً لمتابعة قضايا. المنطقة الشرقية منطقة حدودية وذات مساحة واسعة، ما مدى التنسيق بين إدارتكم والإدارات الأخرى؟ وكذلك مع إدارات مكافحة المخدرات مع دول الجوار؟ - يوجد لدينا في الإدارة العامة قسم خاص بالمكافحة الدولية، وهو مرتبط بمكاتب للإدارة في سفارات الدول الخليجية أو دول الإنتاج مثل باكستان وتركيا ونيجيريا واندونيسيا، ولدينا فيها مكاتب كافية تتعامل مع السلطات هناك في شكل رسمي ويتم التعامل فيها من خلال الإدارة العامة. وتمرر المعلومات أولاً بأول بيننا وبينهم، ويعتبر هذا تميزاً لقسم جهاز المكافحة في المملكة عن الدول الأخرى لأنه متفاعل خارجياً وداخلياً. فأنا عملت في إحدى الدول العربية المجاورة ضمن الملحقية في السفارة السعودية، واكتشفت أنه لا يوجد لديهم شيء يسمى توعية في جهاز المكافحة، أما في المملكة فالتوعية متطورة في شكل يفوق الدول الأخرى، كما أنني زرت بعض الدول الخليجية والعربية حيث وجدت أنه لا يوجد عندهم تفاعل كما هو عندنا في المملكة. فنحن نجد تفاعلاً خاصاً وكبيراً في التوعية وكذلك لوزارة الصحة دور بارز أثناء متابعة المدمن المستخدم، وعندما يتعافى ويستكمل علاجه لا ينتهي دورنا معه بل يستمر. وحالياً هناك مجموعة سيرفع عنها الى أمير المنطقة بعد الانتهاء من معالجتها لتوظيفها ودمجها مرة أخرى في المجتمع، ولأن بيننا وبين مستشفى الأمل ووزارة الصحة اتفاقاً على رعاية لاحقة للمدمن بعد العلاج تستمر في بعض الأوقات إلى سنة أو عشرة أشهر، ثم تليها مرحلة ثالثة هي مرحلة الدمج في المجتمع من ناحية التوظيف. كما يوجد لدينا مرشدون في"اللجنة الوطنية"تدفع وزارة الصحة رواتبهم، وأصبحوا الآن مرشدين على مستوى المملكة. فهذه اللجنة هي التي ترعى المدمن بجدية وحماس، في ناحية علاجه وتسعى الى توظيفه. فمن الصعب أن يحصر المعالجون، فبعضهم يعالج ثم ينتكس، وهذه فرصة أشكر فيها لرئيس"برنامج الأمير محمد بن فهد لتوظيف الشباب"الدكتور عيسي الأنصار وعده بأن يوجد لهم، من ضمن الشباب، حلولاً عبر دمجهم في المجتمع وإبعادهم عن الفراغ الذي يعد المشكلة الأساسية. فهذا سيساعدهم على ترك هذه السموم والابتعاد عن تعاطيها. نحن لا ندفع المدمن الى العمل إلا بعد أن نتأكد من ابتعاده عن الادمان، وذلك بعد مقابلته مرتين أو ثلاثاً ومتابعته في شكل يومي يستمر معنا حتى بعد أن يوظف. والرعاية اللاحقة للمدمن لا توجد في أي دولة أخرى، فنحن نفخر بأن تجربتنا في رعاية المدمن استفادت منها دول عدة منها دول الخليج. هل هناك تجاوب مع طلبات المواطنين؟ - نعم، وهذا التجاوب يكون مباشرة، ونحن نرحب بالحالات الآتية إلينا وكذلك نرحب بأي بلاغ. وهناك قضايا كثيرة ضبطت بفضل بلاغات وردت إلينا من مواطنين، ونتمنى أن يكون تجاوب المواطن أكبر بكثير مما هو عليه الآن. كيف ترون علاقة المواطن بإدارة مكافحة المخدرات؟ - قد يكون عدم فهم المواطن معنى مكافحة المخدرات، سبباً لوصول بعض الألفاظ غير المقبولة. ومثلا إذا قلت لأحدهم إنك مدير لمكافحة المخدرات يرد عليك ويقول :"كفاني الله شركم". أي شر هذا الذي نحمله؟ إننا نسعى إلى فعل الخير في المجتمع وإبعاده قدر المستطاع عن هذه المشكلة، ويجب على كل مواطن أن يسعى إلى تعلم مفهوم كلمة مكافحة المخدرات، الذي هو حماية المجتمع من آفة المخدرات وتوعية المواطن لفهم حجم المشكلة، لأنها تستهدف ابني وابنك وابنتي وابنتك، فهذه المشكلة الكل مستهدف فيها من دون استثناء. الشباب هم المستهدفون في الدرجة الأولى، هل هناك تعاون مع وزارة التربية والتعليم عن طريق التوعية الميدانية؟ - يشكل الشباب هدفاً رئيسياً لنا نركز عليه دائماً. فنحن نذهب الى مدارس هذه الفئة بتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، خصوصاً ان بيننا برنامجاً أسبوعياً لتنظيم معارض للتوعية. وكذلك يذهب محاضرون إلى تلك المدارس ويجرون حواراً ونقاشاً مع الطلاب يبدأ من المنطقة الشرقية ويستمر ليصل إلى جميع مناطق المملكة. نحن نسعى أيضاً إلى تثقيف الطلاب والطالبات وتعريفهم بأن المخدرات من المشكلات الكبيرة، ولا تزال اجتماعاتنا متواصلة مع إدارة التعليم. كما اننا الآن في صدد إقامة معارض متنقلة اعدت دراسة كاملة لها تتمثل بقاطرة إلكترونية ومعرض إلكتروني، يستهدفان الشباب في مواقعهم سواء أكانوا في الأسواق أم في المنتزهات أم في الكورنيش أم في أحيائهم أم في أي مواقع يوجدون فيها. وهناك أيضاً مشروع آخر لا يزال قيد الدرس يتضمن إنشاء معرض دائم لإدارة مكافحة المخدرات، خارج مبنى الإدارة. وننتظر ان يحظى بتوجيه أمير المنطقة ودعمه ورعايته لتسهيل زيارته، إذ من المقرر ان تكون أبوابه مفتوحة ليلاً ونهاراً. وسيحتوي المعرض على قسمين, للرجال والنساء وسيكون توعوياً متكاملاً. ما الأسباب التي تدعو الشباب إلى التعاطي والترويج لهذه الآفة السامة؟ - الأسباب كثيرة ومختلفة، السبب الرئيس في نظري، هو الفراغ الذي يجده الشباب وأيضاً جلساء السوء. من المفترض أن توجد في جميع الأحياء نواد للشباب تقوم برعاية أهل الحي والشباب في شكل خاص. وهذا هو السبب من وجهة نظري في الدرجة الأولى. والى جانب ذلك، هناك دور لافت للأسرة قد يتسبب في أن يتعاطى ابنها أو يروج هذه السموم. فغياب سؤال الأب والأم عن الابن والبنت وعدم ملاحقتهما وخصوصاً في السنوات الأخيرة، سبب من الأسباب الرئيسة للتعاطي والترويج. كما أن للترابط الأسري والانفتاح دوراً في منع تفشي هذه الآفة بين الشباب. هل هناك باحثون في إدارة مكافحة المخدرات يدرسون حالات المتعاطين والمروجين ؟ - نعم، العاملون من الضباط ذوو خبرات الطويلة ولهم دراية وخبرة في درس مثل هذه الحالات، وكذلك المتعاملون معنا من باحثين وجهات أمنية أخرى وجامعات، لهم دور في درسها والتعرف على أسباب إقدامهم على ذلك سواءً للتعاطي أو الترويج. ومن ثم يتم التصدي لها سواءً ظاهرة من الظواهر الإيجابية أو السلبية، فهناك ظواهر سلبية في مجتمعنا مثلما هناك ظواهر إيجابية، وأيضاً هناك أشخاص يضحون بأوقاتهم ليلاً ونهاراً والحقيقة هم محل إعجاب وتقدير من الجميع، ومثال ذلك عمدة الخالدية أحمد بن صالح المظفر. فهو مثال للمواطن الصالح الذي يسعى إلى محاربة هذه المشكلة ليل نهار، وغيره من المواطنين الذين يسهمون في محاربة هذه السموم ونتمنى من الجميع أن يحذوا حذوهم. ما مدى صحة إلقاء إدارة مكافحة المخدرات في الشرقية القبض على عدد من العناصر النسائية يقمن بترويج هذه السموم وتعاطيها؟ - لا أساس لذلك من الصحة، فلم يتم القبض على أي عنصر نسائي في المنطقة الشرقية يعمل على ترويج هذه السموم. وهذا ما أثبتته الإحصاءات سواء في العام الماضي أو العام الحالي. وما يقال عن انتشار بين النساء قد يكون تصرفات فردية لبعض الفتيات، لكنها لم تصل إلى حد الظاهرة أو المشكلة. وإنشاء الإدارة لقسم نسائي لا يعني وجود ظاهرة في المنطقة، فالقسم موجود في الرياضوجدة. لكن جهاز مكافحة المخدرات في السعودية دائماً يستبق المشكلة ويضع لها حلولاً قبل أن تقع، والهدف من ذلك التوعية. وكذلك إذا ذهبنا إلى مدارس البنات لا يعني أن هناك سموماً بل لتثقيفهن وتوعيتهن، لأن هناك بعض الطالبات لا يعرفن هذه السموم ومخاطرها. كيف يتم التعامل مع المتعاطي أو المتعاطية؟ - عندما يردنا بلاغ عن شخص ما، فإننا نعتبره مريضاً ويتم التعامل معه بسرية تامة، وكذلك في المستشفى يعامل كأنه لا يُعرف من هو. والهدف من ذلك علاجه بكل سرية لأننا ننظر الى جهازنا على انه جهة تقويم وليس جهة عقاب، وخصوصاً للمستخدم إلا إذا قبض عليه وفي حوزته شيء. أما من يحضره أهله وأسرته ويبلغون عنه، فلا يعاقب بل يعالج بسرية تامة. الشبان يلقون اللوم على مكافحة المخدرات وخصوصاً بعد عودتهم من الإجازات الصيفية وقد وقعوا في فخ هذه السموم، لماذا لا يقوم قسم التوعية بتكثيف جهوده في هذه الفترة وقبل سفرهم؟ - حملات التوعية مستمرة للشباب في مواقع عملهم وندعوهم لزيارة المعارض المقامة الدائمة، وعند إقامة معرض نعلن عنه ولا يمكن لأحد يقرأ ألا يعرف به، وأنا أستغرب هذه التهمة التي يتهمنا بها الشباب وإدارة المنطقة الشرقية بالذات. فقسم التوعية الوقائية أفضل منطقة تقيم معارض وأكثر منطقة تتجاوب مع المجتمع، كما اننا نرحب بأي دعوة تقدم من أي إدارة حكومية أو أهلية تطلب منا إقامة معرض أو محاضرة أو زيارة لنا ولا يمكن أن نعتذر. كيف تتمكنون من السيطرة على عمليات التهريب؟ - هذه الأمور أساساً تأخذ وقتاً ومتابعة وتنسيقاً مع الدول ومع جهات حكومية أخرى، وعمليات المكافحة التي تتم من جانبنا لها جهود جبارة تبدأ من جهاز المكافحة في الداخل والخارج وبالتعاون مع أجهزة أمنية أخرى والتعاون مع أشخاص في الخارج والداخل وإحباط هذه العمليات الكبيرة لا يتم إلا بجهود تبذل على أساس أن نصل إليهم. ومثلما يفعلون هم, من تربص بشبابنا، نحاول الوصول إليهم ونخوض حرباً معهم. هم حرب للشر ونحن حرب للخير، وتأخذ بعض العمليات منا شهراً أو شهرين أو ثلاثة أشهر. هل هناك مواد مخدرة جديدة تم اكتشافها أخيراً؟ - المواد المخدرة ليس فيها جديد سوى تغيير أسمائها فهي تحتوي على المواد نفسها وكل شيء يكتشف في المخدرات حول العالم يعمم وكذلك أي أسلوب جديد للتهريب يعمم بهدف التعاون الكبير بين الدول، ومنظمة الأممالمتحدة ترعى الدول في مكافحة المخدرات عالمياً ومهتمة بها. وأثبت جهاز المكافحة في المملكة، أنه من أفضل ثلاثة أجهزة في العالم. ومعاناتنا من هذه الآفة لا تصل إلى ما تعاني منه بعض الدول الأخرى. من خلال عملك في هذا الجهاز ما أبرز المواقف التي مرت عليكم في عمليات التهريب؟ - أغرب موقف حدث عندما كنت أعمل خارج المملكة ضمن مكاتب مكافحة المخدرات في ملحقية إحدى الدول، اذ عثر رجال مكافحة المخدرات على ثمر"القرع"ويظهر في أعلاه مادة بيضاء أشبه بالملح اتضح فيما بعد انها مشبعة بمادة الهروين. وهذه خطة قام بها تجار مخدرات لتهريبه، إذ يقومون بتبخيره وإخراج مادة الهروين. وهناك أمور غريبة أخرى في التهريب لا تخطر على بال الآخرين ولا يمكن لأحد اكتشافها بسهولة لو لم يكن جهاز مكافحة المخدرات على قدر كبير من النباهة والتطور، كما أن لرجال الجمارك وحرس الحدود دوراً كبيراً في مساعدة هذين الجهازين في اكتشاف العديد من عمليات التهريب وكذلك الأجهزة الأمنية عموماً. كم يصل عدد عناصر رجال مكافحة المخدرات الذين استشهدوا في سبيل الوطن ومحاربة هذه السموم؟ - على مستوى المملكة وحسب علمي، يصل عددهم الى نحو 42 شهيداً، وعلى مستوى المنطقة الشرقية 4 شهداء تقريباً. وجميعهم استشهدوا في سبيل حماية مجتمعنا من هذه السموم الخطيرة. من خلال الإحصاءات، هل هناك تفاوت في النسب المضبوطة للمتعاطين والمروجين خلال العامين الماضيين؟ - أحب أن أؤكد أن الوضع في المنطقة الشرقية بالذات مسيطر عليه وكل ذلك بفضل الله ثم بوجود هذا الجهاز، كما أنها تعتبر أنظف منطقة تقريباً بالنسبة للمكافحة حتى ولو كانت هذه السموم موجودة إلا أنها قليلة. يتهم جهاز مكافحة المخدرات باستخدامه للقوة مباشرة ، متى يتم ذلك؟ - نستخدم القوة إذا صادفنا قوة كبيرة، ولا نستخدم القوة إلا إذا دعا الموقف إلى استخدامها وحصلت مقاومة. وأحب أن أقول إن من يضبط ولا يقاوم يراعى في الحكم الشرعي أما من يستخدم ويقاوم فتشدد عليه العقوبة ويطلب التشديد عليه لأنه يكون ضحية ونحن نكون ضحايا أيضاً ولا نحب في مداهماتنا استخدام القوة، ولا نستخدمها إلا وفق ضوابط ومن دون تهور. كما انه يتم التنسيق مع الجهات الأمنية الأخرى وإشعارهم بذلك عن وجود عملية ضبط ويكون التنسيق بطريقة سرية. ما هي الكلمة التي تود أن نختم بها حوارنا؟ - أدعو كل مواطن ومقيم في المملكة، الى أن يضع يده بيد رجال مكافحة المخدرات لأنهم السند الوحيد بعد الله، في محاربة هذه السموم التي تستهدف القضاء على المجتمع، والتي نسأل الله، ألا تصل إلى حد الظاهرة وأن نقضي عليها ونحمي شبابنا وأسرنا منها. وأرجو من المواطنين أن يتعاونوا مع هذا الجهاز في الإبلاغ عن كل متعاط أو مروج. ونتطلع الى مساهمة رجال الأعمال في المشاركة في الجوانب التوعوية التي لا تقل أهمية عن أعمال المكافحة.