الجميع كان يترقب قمة المرحلة الخامسة من دوري عبداللطيف جميل التي جمعت الأهلي بضيفه الهلال.. قمة توقعناها قوية وهي كانت كذلك، بتبعاتها أكثر من مجرياتها، إذ تابعت المؤتمر الصحافي للمدرب البرتغالي بيريرا الذي صب جام غضبه على حكم المباراة مرعي العواجي ومساعديه، وقال:"إن الحكم لعب مع الهلال في الشوط الأول، وعدل عن رأيه في الشوط الثاني".. وقال بإنكليزية مكسرة مفهومة"إنه مدرب لا يخاف من أحد عندما يريد أن يقول الحق".. برأيه طبعاً..!! لكنه لم يقل إنه لم يفعل المطلوب منه بتهدئة فريقه عندما تقدم بهدف في وقت مناسب في آخر ربع ساعة من المباراة، فدفع الثمن هدف التعادل بعدها بدقيقة من أخطاء دفاعية وذكاء الدوسري الذي مرر كرة على طبق من ذهب للشمراني، إذ منح فريقه بطاقة العودة إلى الصدارة وحافظ على سجله نظيفاً من الخسارة، ولكن للأمانة فإن لمسات بيريرا التكتيكية واضحة وكل ما يحتاجه هو الثقة الكاملة والصبر عليه. القمة كانت مثيرة وتكتيكية وأخطاؤها كثيرة من الأطراف كافة، وربما كان الحارسان السديري والمعيوف هما الأقل أخطاءً، وسبب خروج المباراة بهذه النتيجة خصوصاً السديري الذي قدم واحدة من أهم مبارياته وأظهر فيها حقيقة معدنه حارساً، وهو ما فاجأني أنا شخصياً. أما موضوع التحكيم فلا أستطيع أن"أفتي فيه لأنني لست حكماً، فمعلق المباراة الزميل الدكتور نبيل النقشبندي رآه أحد نجومها، وبيريرا رآه عكس ذلك، والأكيد أن التحكيم السعودي كان وسيبقى مثار جدل دائم طالما أن هناك إعلاماً"يفصفص"أخطاءه، ولقطات تُظهر أين أصابوا وأين خابوا؟! وأتذكر أن الأخ عمر المهنا رئيس لجنة الحكام قال لي في لقاء معه عبر"صدى الملاعب"على شاشة ال"MBC"إن التحكيم السعودي يتعرض لحملة ممنهجة ومنظمة من بعض الإعلاميين للتأثير على الحكام الجدد، ولكنه لم ينف أخطاء حكامه التي غيرت نتائج مباريات كما حدث مع حكم مباراة الاتحاد والعروبة وحتى حكم مباراة الشباب والفتح عباس إبراهيم، وإن لم يسمهما بالاسم إضافة إلى وجود أخطاء أخرى في مباريات قد تكون تلك الأخطاء غيرت نتيجتها النهائية، ولكن يبقى السؤال الأزلي: هل ننفض أيدينا من التحكيم المحلي ونستعين بالأجنبي أو العربي، أم نترك للمحلي المباريات غير الجماهيرية وغير المؤثرة، ونأتي بالأجنبي للمباريات التي نتوقع فيها جدلاً تحكيمياً حتى قبل أن تبدأ..؟؟ أعتقد أننا أمام أحد حلين لا ثالث لهما، فإما تحكيم أجنبي للمباريات الكبيرة وإما تحكيم محلي للدوري كافة من دون تمييز! ولكن طالما أن الكثيرين لا يتقبلون صافرات المحلي مهما كان اسمه، فلنستعن بالأجنبي لنريح رؤوسنا، على الأقل حتى تتغير رؤية الجماهير وتتقبل قرارات التحكيم بحلوها ومرها.