أكثر من 20 ألف متابع ل"اذاعة الفايسبوك"على الموقع الأكثر استخداماً في فلسطين والعالم العربي. بطريقة تقنية معينة تمكن الشاب عصام أبو خليل 26 عاماً من ربط اذاعته المحلية بموقع فايسبوك الشهير لتضحى عالمية الانتشار. يقول أبو خليل الذي درس علمي الادارة والاعلام ان اذاعته هي الاولى في العالم التي تنطلق عبر الفايسبوك وتستخدم برامج وتطبيقات الاتصال والتواصل الالكترونية المجانية مثل فايسبوك، وسكايب، وواتس آب، وتانغو وغيرها. اسبوع كامل وصل فيه ابو خليل الذي يهوى التكنولوجيا بأنواعها الليل بالنهار ليحقق فكرته ويوصل صوته الى العالم، وقريباً صورته ايضاً. يطمح الشاب أبو خليل لإطلاق"فضائية فايسبوك"قريباً، بعدما نجح في اطلاق اذاعته في الاول من فبراير شباط 2013، واستقطبت اكثر من 40 شاباً وشابة كفريق عمل من مراسلين ومقدمي برامج من أنحاء متفرقة من العالم وفي شكل تطوعي. ويقول ابو خليل إن اذاعته تبث برامج متنوعة وبلغات ست أخرى غير العربية، يناقش من خلالها أخبار الجاليات العربية والفلسطينية في بلدان أوروبا وأميركا اللاتينية، علاوة على قضايا شبابية ومجتمعية ونسوية أخرى. ويستفيد مطلق الاذاعة الفايسبوكية من الصفات التفاعلية لمواقع التواصل الاجتماعي، فيخطط برامجه ويبثها بمشاركة جمهوره على"فايسبوك"و"تويتر"فيما يتلقى مشاركات صوتية منهم عبر سكايب الموصول على مدار الساعة بإدارة الاذاعة. ويجهد ابو خليل لتأمين تغطية مالية لمصروفات اذاعته التي ينفق عليها من جيبه الخاص، وتتخذ من قرية عبسان شرق محافظة خان يونس مكاناً لها، عبر التشبيك مع مؤسسات أهلية ودولية لتقديم برامج مدفوعة من دون أن تلقى جهوده نجاحاً حتى الآن. معاذ مقداد 21 عاماً، مقدم برامج في"اذاعة الفايسبوك"، لا يزال في عامه الأخير من دراسته للصحافة والاعلام في الجامعة الاسلامية في مدينة غزة، الا أنه يحاول التنسيق بين مواعيد محاضراته الجامعية وبرنامجه التكنولوجي الذي يتابع فيه أخبار التكنولوجيا وآخر مشاريع الشباب الابداعية في فلسطين. وعن سبب تطوعه بجهده ووقته لاذاعة الكترونية لا تدر عليه ربحاً، يقول معاذ:"احاول من خلال برنامجي مناقشة قضايا الشباب وأفكارهم وإبداعاتهم، لإيصال صوتنا الى كل العالم ولولا الصدى المشجع والكبير ومن انحاء متفرقة من العالم لما أكملنا طريقنا". أما محمود أبو مصطفى 26 عاماً الذي أنهى دراسة الصيدلة، وعمل في مستودع للأدوية في خان يونس، فقد دفعه حبه للهندسة الصوتية للالتحاق بفريق عمل"اذاعة فايسبوك". يقول محمود:"الهندسة الصوتية والمونتاج هوايتي التي نمّيتها من خلال التجربة على برامج مخصصة على الحاسوب، قبل أن أبدأ في العمل على جهاز مكسر بسيط وفرته الاذاعة، الآن أجد في نفسي القدرة على العمل على أفخم الاجهزة والبرامج وأعقدها". ويمضي محمود تسعة الى اثنتي عشرة ساعة عمل يومي في الاذاعة، معلقاً آمالاً كبيرة على عمله في صقل تجربته، وفتح أبواب العلم والعمل أكثر أمامه وأمام شبان آخرين. وحول سبب عدم توجهه للعمل في اذاعات محلية، قال محمود:"اذاعة فايسبوك هي اذاعة الشباب، اذاعتنا، ولا حدود امامنا للإبداع، أما العمل في الاذاعات المحلية فمحدود الأفق والحرية، فهي اما فصائلية أو تجارية، وفي الحالين لن آخذ المجال لأقدم ما أريد". وفي مساحة لا تتجاوز 70 متراً مربعاً، تقبع اذاعة الفايسبوك التي تنتشر على جدرانها ملصقات دعائية من صناعة يدوية لمتطوعي الاذاعة، كتبوا عليها:"صوت الفايسبوك، لشباب الفايسبوك... تسمعها في كل زمان... تسمعها في كل مكان"، و"اذاعتنا محبوبة بكل لحظة مسموعة. أهدافها واضحة ومفهومة لكل اللي بيتابعوها". وعلى رغم ضيق المكان، وقلة الامكانات، واستمرار انقطاع الكهرباء عن سكان قطاع غزة، وما يسببه ذلك من تعطل لبث الاذاعة، فإن شبان اذاعة فايسبوك لا ييأسون، ويخترعون لكل مشكلة حلاً، وكلهم اصرار على الاستمرار وتطوير اذاعتهم. ويتحدث أبو خليل عن صعوبات خفية:"نحاول تجاوز الممنوع كي نستمر، فنتجاهل الأخبار والتصريحات السياسية التي يصدرها الفرقاء السياسيون، خصوصاً تلك التي تعزز الانقسام الداخلي، ونركز أكثر على ما يهم الشباب وآراءهم". إنها مساحة جديدة وخاصة، وفرتها تطبيقات التواصل الالكتروني المتجددة، وأحسن قطف ثمارها شبان فلسطينيون يحاولون أن يجدوا لأنفسهم دوراً وربما عملاً في بيئة يكتنفها التوتر السياسي والبطالة الاقتصادية.