للشباب في الإمارات قيم مختلفة، فالمظهر الأنيق والعصري والسيارات الرياضية أمور من أساسيات الرضى عن النفس، ومدخل رئيس لولوج عالم"الغراميات"بما فيه من رومنسية أو تسلية. "تشكل سيارة الفيراري جزءاً من تعريفي لنفسي"كود خاص"، فهي تبهر الفتيات، ولا أعتقد أن إحداهن قد ترفض أن تستقلها بجانبي إذا ما أشرت لها بذلك"... يتحدث عبد الله محمد 82 سنة بثقة كبيرة، ويذكر أنه اعتاد منذ سن الثامنة عشرة التجول بسياراته الرياضية، التي يغيرها كل فترة، ويقول إنه ربما كانت الفائدة الأكبر لسيارته -غير سرعتها- تأثيرها على الفتيات. ويقول:""تعشق الفتيات في الإمارات السيارات الرياضية، لأن أفضلها موجود هنا، وتملكها فئة كبيرة من الشباب، ونتبارى في ما بيننا بالأحدث منها". وهكذا، يعتقد كثيرون -حالهم حال عبد الله- أن السيارة تعمل عمل السحر في عقول الفتيات. ملاذ الشباب هناك أماكن خاصة لا ترتادها العائلات غالباً، وتصبح ملاذاً للشابات والشباب لقضاء أوقاتهم والتعرف بعضهم إلى بعض، ومن أبرز تلك الأماكن في أبوظبي مثلاً، شاطئ بالقرب من"مارينا مول"، أحد أكبر مراكز الإمارة التجارية، يطلقون عليه اسم"الكاسر"، بسبب تكسُّر أمواج البحر على صخوره، ويتجمع فيه الشبان يختالون بسياراتهم أو دراجاتهم النارية، وتتجول الفتيات هناك ذهاباً وأياباً، فيعاين كل طرف الآخر. وفي دبي هناك"جميرا"و"جي بي أر"كمرادفين ل"الكاسر". تقول سلمى عبيد 26 سنة:"لا تهمني ملابس الشاب أو سيارته بقدر ما تعنيني وسامته، أطوف بسيارتي بين المراكز التجارية والشوارع علني أتعرف إلى شاب وسيم". وتؤكد أن الشباب الفخورين بما يملكون هم الأسوأ، وتضيف:"اعترض طريقي مرة شاب يستقل سيارة لامبورغيني لامعة، لكن ما إن خفض الزجاج المظلل ورأيت وجهه حتى ضحكت بأعلى صوتي وأكملت طريقي غير عابئة به، ليمر بعدها غاضباً ويتجاوزني بسرعة زائدة، غارقاً في وهْمِ سيارته التي ظن أنها ستفتح له أبواب النساء الموصدة. هؤلاء الرجال هم نوع سيئ، لأنهم لا يحاولون استرضاء المرأة، بل يتوقعون منها أن تسقط أمامهم بسبب ما يملكونه فقط". قصص غرامية ... وزواج تقليدي كثيرات يعتقدن الأمر ذاته، لكن هناك فتيات يتأثرن بأناقة الشاب وفخامة ممتلكاته، فمهرة خالد 22 سنة مثلاً، تتحدث بصراحة عما تفضله في شاب أحلامها، على رغم أن النهايات السعيدة الوردية لا تتحقق عادة في قصص كهذه. تقول:"أحب أن يكون صديقي شاباً ثرياً يعرف ما يرتدي، ويعيش في منزل كبير فسيح، إضافة الى عدد من السيارات الرياضية". "لا أتزوج بفتاة تعرفت إليها"، يوضح سعيد المري 92 سنة. هو يفكر بطريقةٍ البعضُ يظنها تقليدية إلا أن فئة من الشباب ما زالت تؤمن بها، ولا يزال الصراع قائماً وواضحاً بين الحياة العصرية والانفتاح النسبي الذي تمتاز به الإمارات مقارنة بدول الخليج الأخرى وتقاليد المنطقة. وتحاول الفتيات التغاضي عن هذه الحقيقة غالباً، معتقداتٍ أن الحب يصنع المعجزات، بينما للأخريات وجهة نظر أخرى، إذ تقول سلمى عبيد:"تحزنني معرفتي أني في الغالب حتى وإن أحببت أحدهم فاحتمال ألا نستمر معاً هو الأكبر، لكن لا أمانع عيش قصة غرامية جميلة تلو أخرى، إلى حين زواجي التقليدي". وللتقنية الحديثة محل بارز في التعارف وقيام علاقات غرامية وانتهائها أيضاً، كل ذلك في فضاء الإنترنت والتكنولوجيا. فتطبيقات ال"آي فون"مثل"واتس أب"و"هوز هير"، وبلاك بيري بخدمته"بي بي أم"تساعد الشباب على التواصل دائماً على مدار الساعة بعيداً من رقابة الأهالي الذين غالباً ما يكونون من جيل لا يتقن استعمال التكنولوجيا الحديثة، ناهيك ب"فايسبوك"و"تويتر".