شهدت إحدى حدائق مونتريال العامة بارك جاري في نهاية الاسبوع الماضي حركة غير عادية لمجموعات من العصافير كانت تحوم وتهاجم المتنزهين، وتنقض بمخالبها ومناقيرها على رؤوسهم، وتخلّف عليها بعض الخدوش الطفيفة. واللافت ان هجومها على هذه الاهداف لم يكن عشوائياً، اذ انها لم تكن تطارد سوى الاشخاص الذين يقتربون من مكان معين في الحديقة. وتبين انه"محمية"لأعشاشها و"مبيت"لفراخها. ولحماية هذا المكان كانت تتناوب على حراسته، وتصطف على أسلاك الكهرباء، فيأخذ بعضها مواقع متقدمة للمراقبة، ويشكل بعضها الآخر مظلة فضائية وقائية تحوم فوق الاشجار لدرء اي خطر قد يهدد فراخها سواء كان انساناً او حيواناً او طيراً. وإذا صدف أن سقط احد فراخها من عشه، سرعان ما تنطلق في كل أرجاء الحديقة صرخات تحذيرية اشارة الى استنفار جموع العصافير والتهيؤ لاستخدام كل ما لديها من قوة والتصدّي لكل من يحاول الاقتراب من احد الفراخ او إيذاءه. هذه العصافير تعرف بالشحارير الحمراء التي تتميز بلونها الاسود اللماع والبقع الحمراء على أجنحتها. وهي فصيل من الطيور المهاجرة تتمتع بصوت جميل يصدح منذ طلوع الفجر. وهي أليفة تجاور المنازل والحدائق ومجاري المياه. وتتغذى على الحشرات والعناكب والطحالب والحشائش. وتستوطن بلدان الشمال الاميركي في فصل الربيع حيث تبني أعشاشها وتبيض وتفقس وتربي فراخها. وتغادر هذه المناطق قبيل نهاية الصيف.