التقى الرئيس المصري الموقت عدلي منصور وفداً إماراتياً رفيع المستوى بحث معه في العلاقات بين البلدين التي اتسمت بالتوتر في عهد الرئيس"الإخواني"المعزول محمد مرسي. ويجري الوفد، وهو أول وفد رسمي أجنبي يزور مصر منذ عزل مرسي الأربعاء الماضي، لقاءات مع وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية محمد كامل عمرو لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين والتعرف على احتياجات مصر العاجلة والتي تستطيع الإمارات تقديمها للشعب المصري. وأعلنت الإمارات بمناسبة الزيارة مساعدات مالية كبيرة لمصر تبلغ ثلاثة بلايين دولار على شكل منحة قدرها بليون دولار وقرض بقيمة بليوني دولار بصورة وديعة من دون فائدة لدى البنك المركزي المصري. وأعلنت أبوظبي عن هذه المساعدات المالية بمناسبة زيارة الوفد الوزاري الإماراتي للقاهرة برئاسة مستشار الأمن الوطني الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان. وضم الوفد الإماراتي وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ووفداً وزارياً اقتصادياً رفيعاً يضم وزيرة التنمية والتعاون الدولي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي ووزير الدولة للشؤون المالية عبيد حميد الطاير ووزير الطاقة سهيل بن محمد المزروعي. وأكدت مصادر في أبوظبي أن هذه الخطوة الإماراتية بتوفير دعم مالي واقتصادي لمصر يأتي ترجمة لموقف سياسي مؤيد للإجراءات الأخيرة التي اتخذتها القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية للتعامل مع الأزمة في الشارع، لافتة إلى أن علاقة الإمارات مع مصر في"العهد الإخواني"شهدت توترات كبيرة نتيجة تدخل الإخوان المسلمين في الشأن الداخلي الإماراتي والذي برز من خلال ضبط السلطات الإماراتية ثلاثة تنظيمات ل"الإخوان"كشفت التحقيقات ارتباطها بالتنظيم الأم في مصر وأنها كانت تريد الاستيلاء على الحكم. وعبّرت القيادة السياسية الإماراتية بشكل سريع جداً عن تأييدها إجراءات القوات المسلحة المصرية، وانعكس ذلك باتصال هاتفي بين رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ووزير الدفاع المصري الفريق عبدالفتاح السيسي وإرسال رئيس الإمارات برقية تهنئة إلى الرئيس الموقت المستشار عدلي منصور. ونقل الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان إلى المستشار عدلي تأكيدات القيادة السياسية الإماراتية تقديم كل الدعم لمصر لتواصل طريقها نحو البناء والتنمية وتقوم بدورها الريادي والحضاري عربياً ودولياً. وأكد الشيخ هزاع أن"العلاقة التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعباً بجمهورية مصر العربية هي علاقة أخوية وتاريخية راسخة وثابتة، تتميز بالمحبة والتعاون الوثيق"، مشيراً إلى أنها ستتواصل وستحقق تطلعات البلدين وآمال الشعبين الشقيقين من خلال تعزيز الشراكات الثنائية وتطويرها في كل المجالات. وأضاف أن الإمارات"تقف إلى جانب مصر وشعبها في هذه المرحلة المفصلية، وتثق بخيارات شعبها نحو المستقبل وقدرته على تجاوز تحديات المرحلة الراهنة محققاً مصلحة مصر واستقرارها وحفظ أمنها"، مؤكّداً في هذا الصدد أن أمن مصر واستقرارها هما"أساس الأمن العربي". وقالت مصادر مطلعة أن المساعدات الإماراتية لمصر تشمل إلى جانب الدعم المالي دعماً اقتصادياً ينعكس بشكل أساسي في تقديم كميات كبيرة من المشتقات البترولية للحد من أزمة الطاقة في السوق المصرية، مؤكدة أن الإمارات بدأت فبتزويد مصر بكميات من البنزين وأن شحنات أخرى في طريقها إلى الموانئ المصرية.