عندما يسود الجهل والتقوقع والتعصب، ويتعمد تغيب التفكير السليم، واستخدام العقل في الحكم وتفسير الأشياء والحوادث والظواهر، فإن الفشل يكون مصير الفرد أو المؤسسة أو الحكومة أوالمجتمع. في المقابل عندما يسود المنطق العلمي، والاستخدام الأمثل للعقل والحكمة، والتفكير المستنير، فإن الكل ينطلق ويتطور ويسمو نحو المجد والتميز، وتتقزم التحديات عندها، مهما بلغت صعوبة التغلب عليها. يذهل المرء حين يستمع إلى حديث العامة، وحتى بعض القيادات والمنتمين إلى أحزاب لها باع طويل وتجربة طويلة، من عدم استخدامهم العقل والعلم والمنطق السليم في الحكم على الأحداث المضطربة التي تضرب المنطقة، فهم ينطلقون من قواعد ومسلمات خاطئة، ومن ثم يبنون عليها أحكاماً خاطئة. قضايا كثيرة تعج بها الساحة الفلسطينية وأمواج عاتية تضرب من كل الجهات، ومن هنا يبرز دور المفكرين والعقلاء لفك ألغازها بطريقة علمية صحيحة، وقيادة السفينة بأمان، مستلهمين آيات الفكر والعقل:"أفلا تعقلون"، أفلا"تبصرون"،"أفلا تتدبرون"، في الوقت الذي يحكم عليها آخرون بطريقة خاطئة، سواء عن قصد أم بغير قصد، فتنثقب السفينة وتغرق بمن فيها، هذا إن تركوا من قبل العقلاء والشرفاء ليفعلوا ما يريدون. لنأخذ مثلاً زيارة القدسالمحتلة من قبل العرب والمسلمين، فهل تستوي زيارتها ورايات فتحها الإسلامية ترفرف خفاقة فوق مآذنها، وزيارتها تحت أعلام دولة الاحتلال!؟ ما لكم... كيف تحكمون!؟ وقضية الأسرى الحساسة في مجتمعنا الفلسطيني، فهل سبق وحصل أن تكرم علينا المحتل وعن طيب خاطر، بالإفراج عن الأسرى المحكومين بالمؤبد والذين يصنفهم بالخطرين، ليفرج عن 120 أسيراً قبل"أوسلو"، ما لم يتم إجباره على عقد صفقات تبادل للأسرى؟ ما لكم...كيف تحكمون...!؟ هل يستوي من يناظر ويحاجج ويدعم أفكاره بالأدلة والشواهد العلمية الصحيحة، هو ومن يصل به الأمر إلى لي عنق الحقيقة، ويأخذ بالتلاعب بالألفاظ والعبارات، والاستخفاف بالمستمع، ويقلب الحقائق، ويتكلم بالفاحش من القول والطعن والتجريح من دون أي دليل علمي على كلامه، في طعن الأشخاص أو الأحزاب والحكومات والدول؟ ما لكم ...كيف تحكمون...ّ؟! وعن الأحداث الخارجية، كيف يستوي تشبيه ما يحدث في تركيا بالربيع، تشبهاً بالربيع العربي، في الوقت الذي أتى فيه أردغان إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع برضا وحب شعبه له؟ ما لكم...كيف تحكمون...!؟ وما يحدث في سورية من تدمير شامل، ومن نزيف للدماء يوجع القلب، ويفرح إسرائيل والغرب، والتي كنا نأمل بأن تنزف كلها مجتمعة على بوابات القدسالمحتلة، وأن تتحقق طموحات الشعب السوري، وأن لا ينجح الغرب في سياسة"فرق تسد". فهل يتساوى الحكم المعبر عن أرادة شعبه مع حكم آخر ما يلتفت إليه هو شعبه؟ ما لكم...كيف تحكمون؟ خالد معالي - فلسطين