إذا عزمت على زيارة تركيا لفترة طويلة ورغبت في شراء خط خليوي، يجب ألا تفاجأ إن لم يعمل هاتفك سوى 12 يوماً، لأنه لن يكون مسجّلاً في دائرة الضرائب التركية. وبموجب قانون أصدرته الحكومة التركية أخيراً، من الضروري تسجيل الأجهزة الخليوية التي يصطحبها القادمون إلى الأراضي التركية، بغرض منع الإرهاب وعمليات التهريب والتهرّب الضريبي. ويتوجب على السائح استغلال الوقت خلال 30 يوماً من تاريخ الدخول إلى تركيا، لتسجيل هاتفه، لضمان عدم انقطاع الخدمة عنه. وتسجيل الجهاز يعني دفع 130 ليرة تركية ما يعادل قرابة سبعين دولاراً. في حال عدم الرغبة في التسجيل، من المستطاع شراء خليوي في الأراضي التركية، ما يجنّب مواجهة مشكلة ايقاف الخدمة، كما من الممكن استعارة خليوي يقتنيه مواطن تركي. وفي حال الرغبة في عدم اللجوء الى الخيارات السابقة، يستطيع السائح مراجعة أحد محلات بيع الأجهزة الخليوية التي صارت متعوّدة على الكسب من العبث في مُكوّنات الخليوي، خصوصاً ما يُسمى بعملية"كسر الشبكة"بمعنى منع أجهزة الكشف في شبكات الخليوي من التعرّف الى أنواع من الهواتف. ويتكلّف"كسر الشبكة"قرابة 130 ليرة تركيّة، إضافة إلى 30 ليرة تركيّة للتحايل على الشبكة. والمفارقة أن كثيراً من المحلات التي تمارس هذا النوع من الأعمال، موجودة في أماكن غالبية سكانها من العرب. الشركات المُشغّلة في تركيا، وصل عدد المشترِكين في خدمات الخليوي إلى 65 مليون شخص في نهاية العام 2011. وتعمل ثلاث شركات في خدمات الاتصالات المحمولة، هي"تركسل"Turkcell و"آفيا"Avea و"فودافون تركيا"Vodafone. وتعتبر شركة"تركسل"أكبر شركة لاتصالات الخليوي في تركيا. وتملك ما يزيد على 33 مليون مشترك، وهي ثالث أكبر مشغل لخدمات الاتصالات الخليوية في أوروبا، إضافة الى كونها من أكبر شركات الخليوي عالميّاً. وتُزوّد خدمة تبادل البيانات عبر شبكات الجيل الثالث للخليوي، بفضل تعاقدها مع 228 مزوّداً لخدمات الخليوي في 111 دولة. وفي كثير من المدن التركية، تظهر محلات تابعة لهذه الشركة، يميّزها اللون البرتقالي. ونادراً ما تضم صفوف العاملين فيها من يعمل بالانكليزية، إلا في بعض المناطق السياحية والمطارات. أما شركة"آفيا"، فتأسّست في العام 2004. وتملك الكثير من الاتفاقيات المُتّصلة بخدمة التجوال"رومينغ"Roaming، تشمل 644 مزوّداً لخدمات الخليوي، يتوزّعون على 197 دولة. وثمة انطباع شائع بتفوّق عروض"آفيا"في الاتصالات الدولية. وتعتبر شركة"فودافون في تركيا"ثاني أكبر مشغل لخدمات المحمول في تركيا، كما ترتبط باتفاقات مع ما يزيد على 500 مزوّد لخدمات الخليوي عالميّاً. وتُنتَقَد الشركة كثيراً في ضعف تغطيتها للمناطق الريفية. وبصورة عامة، تُقدّم شركات الاتصالات الخليوية خدمة"ساعة واحدة لكل العالم"، بمعنى الاتصال لمدة ساعة مع دول العالم كافة، مقابل عشرين ليرة تركية 1 دولار. وتوفّر شركات الاتصالات بطاقات للاتصال الدولي ب6 ليرات تركية للبطاقة، ما يمثّل خياراً عمليّاً لفئات اجتماعية كثيرة. صورة عن الانترنت في نهاية 2011، وصل عدد مستخدمي الانترنت في تركيا إلى 50 مليون شخص، مع ملاحظة أن شركتي الخليوي"تركسل"و"فودافون"، تقدّمان خدمات الانترنت أيضاً. وتعتبر شركة"تي تي نت"TTNET المزوّد الأكبر لخدمة الانترنت في تركيا، مع قاعدة مستخدمين تشمل ما يزيد على 6 ملايين مشترك. وتوفر"تي تي نت"خدمات الاتصال السريع عبر حزم النطاق العريض، في محافظاتتركيا جميعها 81 محافظة. وكذلك تعتبر شركة"تورك تيليكوم"المشغّل الوحيد لخطوط الاتصالات الأرضية، إضافة لكونها أولى الشركات التي خفضت انبعاثاتها من غازات التلوّث المتّصلة بظاهرة الاحتباس الحراري، كما تقيّدت بالاتفاقية الدوليّة عن خفض انبعاث غاز الكربون. وتملك تركيا خطة طموحة تمتد حتى العام 2023، تتضمن أهدافاً أهمها: وصول عدد المشتركين في خدمات التقنيات الواسعة النطاق إلى 30 مليون مشترك، وتزويد نصف قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمنتجات محلية.