للمرة الثانية تطرح مجموعة"نيويورك تايمز"صحيفة"بوسطن غلوب"للبيع. مديرها العام مارك تومسون أشار إلى أن المجموعة"لا تملك أي ضمانة بأن عملية البيع ستحصل هذه المرة"، لكنه يؤكد أن النية موجودة لأن خطة البيع تشمل مجموعة"نيو إنغلاند ميديا غروب". أما الهدف، فهو"تركيز استراتيجيتنا واستثماراتنا على نيويورك تايمز". يتوقع المراقبون أن تحقق عملية البيع خسارة، لأن"بوسطن غلوب"تكافح منذ بدء عصر الديجيتال في سبيل رفع عدد المشتركين فيها والمعلنين، ف"نيويورك تايمز"كانت اشترتها عام 1993 من عائلة تايلور في بوسطن ب1.1 بليون دولار، وكان أغلى سعر دُفع آنذاك ثمناً لصحيفة أميركية. ويتوقع كين ديتشر، الباحث في معهد"أوتسيل"للبحوث، بيع الصحيفة اليوم بنحو مئة وخمسين مليون دولار. وعينت"نيويورك تايمز"شركة"ايفر كور"لتيسير عملية البيع. وتعد"بوسطن غلوب"، التي تأسست عام 1872، من أوسع الصحف الأميركية المحلية انتشاراً. وخلال سنواتها ال 140 الماضية، نالت الجريدة عشرين جائزة"بوليتزر"للصحافة، وتميزت تغطياتها بالجرأة والشمولية، منها تقارير حول الفضائح الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية. حققت ال"غلوب"أرباحاً في مطلع القرن الحادي والعشرين، لكن دخلها تراجع بنسبة 33.7 في المئة بين عامي 2004 و2008. كما تراجع توزيعها 28 في المئة ليصل في أيام الآحاد إلى 324 ألف نسخة فقط. وأدى ذلك إلى تراجع الإعلانات في الصحيفة الورقية وفي موقعها الإلكتروني بنسبة 18 في المئة. في نيسان أبريل 2009، هددت"نيويورك تايمز"بإغلاق"بوسطن غلوب"ما لم توافق النقابات في الصحيفة على إجراءات تخفيض للنفقات بقيمة 20 مليون دولار تضمنت إلغاء مساهمات الشركة في معاشات التقاعد، وإلغاء ضمانات الوظيفة طوال الحياة. ونتيجة الأمر، تراجعت ال"غلوب"في ذاك الوقت إلى المركز الرابع عشر في التوزيع بين الصحف الأميركية، وإلى المركز السادس بين مواقع الصحف الإلكترونية. وكان عدد موظفيها 340 موظفاً الأكبر مقارنة بغيرها من الصحف، فتخلت عن 40 في المئة منهم، وتخلصت من بعض الملاحق التي كانت تطبعها. وفي تشرين الأول أكتوبر 2009، قرّرت"نيويورك تايمز"عدم بيعها، لعدم توافر عرض مقبول. وعلى رغم إجراءات التقشف التي اعتمدتها، لم تحقق ال"غلوب"في السنوات الأخيرة أي أرباح، فتراجع دخل الصحيفة عام 2012 بنسبة 0.8 في المئة، ليبلغ 394.7 مليون دولار، مقارنة بارتفاع دخل"نيويورك تايمز"2.6 في المئة ليبلغ 1.6 مليون دولار. لذا يرى المراقبون أن شركة مؤلفة من"نيويورك تايمز"وحدها تصبح أقوى وأصلب. وكانت مجموعة"نيويورك تايمز"المترامية الأطراف تملك مجلات وعشرات الصحف اليومية ومحطة تلفزيونية وإذاعية ونادياً رياضياً، فضلاً عن فريق"رد سوكس"الرياضي ومواقع إلكترونية مثل about.com. لكنها تخلت عن غالبيتها في السنوات الماضية نتيجة الضغوط المالية التي تحاصرها. وتتوقع مصادر في ال"غلوب"أن يكون الشاري محلياً. ويكشف ريد فيليبس، الرئيس التنفيذي لمصرف"دي سيلفا وفيليبس"، عن وجود عدد من العروض، متوقعاً أن يكون الشاري من أثرياء مدينة بوسطن، لتكرّ سبحة التكهنات. وعندما عرضت"نيويورك تايمز"صحيفة"بوسطن غلوب"للبيع في المرة الأولى، جذبت عروضاً من شركة"بلاتينيوم إكويتي"في كاليفورنيا التي يملكها ستيفن تايلور، وهو أحد أفراد العائلة المالكة الأساسية للصحيفة. وكان الرئيس التنفيذي السابق لشركة"جنرال إلكتريك"أعرب أيضاً عن رغبته في شرائها. ووفق التسريبات، فإن ذروة العروض وصلت في المرة السابقة إلى 35 مليون دولار فقط. أما اليوم، فأبواب العروض ما زالت مفتوحة"للجادين فقط"!