أظهرت دراسة نشرت في مجلتي"نايتشر"و"استروفيزيكال جورنال"، أن الانفجارات الكونية التي أسفرت عن ولادة النجوم وقعت في ماض أبعد بكثير مما كان يُعتقد، وأشارت أيضاً إلى وجود المياه في مكان بعيد من الكون. وارتكزت على المعطيات التي جمعتها شبكة التلسكوب الرادواي"ألما"التي دشنّت عملها في اليوم نفسه في صحراء أتاكاما في تشيلي. ويعتقد أن الانفجارات الهائلة الأكثر قوة التي أدت إلى تشكل النجوم، وقعت في وقت مبكر من عمر الكون، داخل المجرات البراقة ذات الكتل الهائلة. وتحوِّل هذه المجرات، الكميات الكبيرة جداً من الغاز والغبار الكوني التي تحتوي عليها، إلى نجوم جديدة بوتيرة سريعة. وكان فريق العلماء هذا توصل في وقت سابق إلى اكتشاف هذه المجرات البعيدة بواسطة تلسكوب"أس بي تي"مرصد القطب الجنوبي، قبل أن يتحول إلى الاستعانة بمرصد"ألما". وأفاد المرصد الأوروبي الجنوبي بأن العلماء"فوجئوا باكتشاف عدد من هذه المجرات ذات الغبار، يقع على مسافات اكبر بكثير مما كان متوقعاً". وكلما كانت المجرة أبعد، كانت البيانات المرصودة منها تعود إلى حقبة أقدم. ووقعت هذه الانفجارات الضخمة قبل 12 بليون سنة تقريباً، فيما كان الكون فتياً لا يتجاوز عمره بليوني سنة، أي قبل بليون سنة مما كان يعتقد. ووفق العلماء فإن اثنتين من تلك المجرات بعيدتان جداً بحيث أن ضوءهما بدأ ينبعث فيما كان عمر الكون بليون سنة فقط. وإضافة إلى ذلك، رُصدت جزيئات من المياه في تلك المجرات. وقال المرصد الأوروبي:"إنها أبعد مياه تُرصد حتى اليوم في الكون". ورصد الفريق الدولي المجرات الأكثر إشعاعاً في الكون، مستفيدين من جاذبية بعض المجرات ذات الكتل الهائلة التي تجذب الضوء الصادر عن المجرات السحيقة وتحرفه بطريقة معينة وتكبره، وهي الظاهرة التي يسميها آينشتاين"عدسة الجاذبية". وقال الباحث في جامعة ماك غيل في مونتريال في كندا ياشار هيزافيه:"نستخدم الكميات الهائلة من المادة السوداء المحيطة بالمجرات الواقعة في وسط الكون، كما لو أنها عدسة تكبير كونية تضاعف الضوء الصادر عن المجرات السحيقة". وأظهرت الدراسة أن بعض المجرات البعيدة التي تتشكل فيها النجوم تتمتع بقوة إشعاع توازي 40 تريليون مرة الإشعاع الصادر عن الشمس، وأن أثر"عدسة الجاذبية"يضاعف الضوء الحقيقي الصادر عنها 22 مرة