هل الشعب الكردي ما زال غير ناضج للدفاع عن مكانته السياسية في سورية؟ فليس مجرد مصادفة ما يجري للمعارضة على الساحة السورية منذ زمن طويل، في الداخل والخارج، من التهميش المتعمد للأكراد منذ أكثر من أربعين عاماً. وها قد جاء الآن دور ما يسمى بالمجلس الانتقالي الذي عقد في أسطنبول وشاهدنا فيه لعبة كبيرة وغريبة. إنها إهانة للشعب الكردي في سورية ولطخة في وجه كل كردي، اذ جرى تحديد مجلس انتقالي قبل الإجتماع وتهميش الأكراد من المشاركة الفعالة بشكل مبرمج في تركيبة المجلس خصوصاً في المجلس التنفيذي حيث لا يوجد تمثيل كردي حقيقي، فعبدالباسط سيدا انضم إلى هذه المجموعة بعد انسحاب المكون الكردي من مؤتمر اسطنبول قبل شهرين. وهكذا فقد الاعتراف الكردي بشخصيته وتمثيله السياسي وسيكون له أكبر شرف عند الأكراد اذا قدم استقالته. على اللاعبين على هذا المسرح ان يدركوا بأنهم استفزوا الكرد والرد سيكون حاداً ما سيؤدي إلى فشل هذا المجلس. ومن الغريب أيضاً تصرف الائتلاف العلماني الديموقراطي السوري الذي تأسس أخيراً في باريس وأستغنى أيضاً عن التمثيل الكردي في لائحته التمثيلية في المجلس الانتقالي بذريعة ان المكون الكردي يمثل نفسه بشكل خاص في المجلس. فإذا كان الوضع هكذا يجب علينا القول بكل صراحة ووضوح ان هناك خللاً كبيراً لا يمكن قبوله وهذا ما سيؤدي إلى انهيار هذا الائتلاف إذا لم تصحح خطواته غير المقبولة وإذا لم تؤخذ القرارات بالتوافق حسب الاتفاق والقواعد الأساسية لمبادىء الائتلاف . ان من الأفضل للأكراد الانسحاب من هذا المجلس الذي لا تمثيل حقيقياً لهم فيه وحتى لا يمثل الشعب السوري ناهيك عن طموحات الشعب الكردي في مثل هذه التركيبة القائمة، ولنترك الأمر للاعبي هذه اللعبة الذين لا يستطيعون القيام بهذه المهام كما تعودنا عليه سابقاً ومراراً. ان المعارضة التي تدّعي الديموقراطية والعدالة سواء كانت من العرب القوميين أو من تيارات ليبرالية أو دينية متشددة أو معتدلة أو ممن يدّعون بأنهم ديموقراطييون جدد، هذه المعارضة نقول لها شكراً لأنها تجعلنا نشعر بأننا لسنا منها ما يفرض على كل كردي واع وشريف ان يبحث عن طريق أخر من أجل الحرية والكرامة. هل فهمتم أيها الكرد أين أنتم ؟ إذا كان الوضع هكذا فليعش النظام لمدة أطول حتى تنضج المعارضة السورية ومعها المجتمع السوري ويعترف بأخيه الكردي كما يريد لنفسه.