حاولت الخارجية الأميركية أمس العودة عن تصريحات وزير الخارجية جون كيري التي نوه فيها ب"امتثال"نظام الرئيس بشار الأسد و"البداية الجديدة"لتفكيك ترسانته الكيماوية، وأكد مسؤولون أميركيون أن الموقف الأميركي لم يتغير على الإطلاق من الأسد وأنه ليس هناك حاجة لمدح النظام"فيما يطلق صواريخ سكود ويفجر المدارس". واستكمل السفير الأميركي الأسبق لدى سورية روبرت فورد لقاءاته مع المعارضة السورية في إسطنبول، وبعد اجتماع استمر ثلاث ساعات مع رئيس أركان"الجيش الحر"اللواء سليم إدريس أول من أمس. وبعد ساعات على تصريحات كيري من إندونيسيا، حاول المسؤولون الأميركيون في واشنطن إعطاء توضيحات حول كلام الوزير والتأكيد أن الموقف لم يتغير من النظام وتصرفات الأسد. وتحدث مسؤول أميركي ل"الحياة"عن خروج كيري عن السياق المعهود لإدارة الرئيس باراك أوباما وعدم تنسيقه مع البيت الأبيض أو الدوائر السياسية في واشنطن قبل التحدث، مشيراً إلى ما هو معروف عن الوزير الذي كان عضواً في مجلس الشيوخ لعقود واعتاد إعطاء مواقف تحليلية تبتعد عن الخط التقليدي أحياناً. وتعتبر هذه العوامل أحد أبرز الأسباب التي دفعت الرئيس أوباما إلى الإسراع في تعيين سوزان رايس مستشارة للأمن القومي، باعتبارها من أقرب مستشاريه في الملفات الخارجية. وعن تصريحات كيري، قال مسؤول أميركي لشبكة"سي أن أن"الأميركية:"هناك قلق بأن كلام كيري بدا وردياً وأرسل إشارة خاطئة"حول الموقف الأميركي. وأضاف المسؤول:"نعم الأسد يتعاون حالياً، إنما علينا التأكد بأننا لا نمدح النظام، بينما الأسد يطلق صواريخ سكود على المنازل. كما أنه شن الأسبوع الماضي غارات على المدارس". كما حاولت الناطقة باسم الخارجية ماري هارف توضيح الموقف، وشددت على أن موقف واشنطن لم يتغير إزاء"أي نقطة. والأسد فقد شرعيته، وتدمير السلاح الكيماوي لا يعطيه الشرعية السياسية للمضي قدماً". ودعت إلى العمل باتجاه عقد مؤتمر"جنيف- 2"وإطلاق المرحلة الانتقالية في سورية. كما أكدت هارف أن السفير فورد التقى اللواء إدريس في إسطنبول لمدة ثلاث ساعات ونصف وأنه يستكمل اجتماعاته مع المعارضة اليوم. وأكدت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة"أن تركيز واشنطن هو على تنظيم صفوف المعارضة المسلحة والسياسية، والتحضير لمؤتمر"جنيف- 2". وتتابع الإدارة عن كثب تحركات القوى المعتدلة في المعارضة المسلحة ضد المتطرفين وسير المعارك في الجنوب والشمال وحول دمشق. كما كانت رحبت بالاتفاق بضم المجلس الوطني الكردي إلى"الائتلاف". وأكدت مصادر موثوقة ل"الحياة"أن واشنطن لا تريد في الوقت الحالي حكومة موقتة للمعارضة، وأنها تفضل نموذجاً أقرب إلى"إدارة تنفيذية"تشرف على المناطق المحررة، ولا تتضارب مع أهداف مؤتمر جنيف والعمل باتجاه حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات لإدارة المرحلة المقبلة.